لقد أسدل الله ستار الغفلة الإبليسية كثيفًا علي عيون الجبابرة لتكون المفاجأة صاعقة والصحوة بعد الموت شيئًا رهيبًا إنها الحبكة والمفاجأة التي تقشعر لها الأبدان ..
من قال إننا مؤلفون وأن لنا شأنًا ولنا بصيرة في الموقف الدرامي .. أين نحن في كل ما نكتب من هذا المشهد الزلزال الذي يحدث عند الموت إني أشعر بالستارة تفتح .. والشهود وقد تجمدوا من الرعب .. والجبارون وقد تحولوا إلي تماثيل من الشمع وقد اتسعت أحداقهم من الهول .. ولا أجد كلمة أجريها علي ألسنتهم .. فقلوبهم هواء .. وأفئدتهم هباء ..
تعاليت ياربنا وتقدست في كمالك ..
أين نحن من هذا؟! ..
كيف نسيناه .. وغرقنا في غفلة؟! ..
كيف انسانا الشيطان لحظات الحساب هذه وألقي بها وراء ظهورنا؟.. كيف حجبت عنا شهواتنا هذا المشهد الرهيب؟..
كيف أسدل الطمع علي عقولنا الحجاب فغابت عنا الحقيقة في بساطتها ووضوحها؟..
كيف يرتكب الجريمة هؤلاء الذين يتكلمون عن العدل بفخامة وتعاظم والذين أنشأوا المحاكم والسجون ليقف فيها غيرهم وفي أيديهم الحديد؟! ..
كيف يتكلمون عن القانون وهم يخرقونه ؟! ..
كيف يحكمون وشهواتهم تحكمهم ؟! .. كيف ارتدوا لباس الملوك وهم عبيد؟! .. وكيف حملوا صولجان العزة وهم لصوص؟! ..
إنها لنعمة أي نعمة أن يختار الله لك مكانا بين البسطاء من الناس وألا يجعلك مسئولا إلا عن نفسك ولا يحملك إلا خطاياك فلا يجعلك ملكًا ولا أميرًا ولا سلطانًا ولا حاكمًا علي أقدار الملايين .
من مقال ” أنتهي الدرس يا غبي “
التعليقات مغلقة.