قبل اكثر من الفي عام كانت الحضارة المصرية تاريخاً ولغزاً غامضاً حتى بالنسبة للباحثين والمؤرخين انذاك فقد كتبوا في كتبهم عن حضارةٍ امتدت لاكثر من ثلاثة الاف عام ولكن الجغرافيا والمؤرخ اليوناني سترابو كشف في القرن الاول من الميلاد عن امرٍ سيكون من اسرار العالم القديم تحت الارض اشار اليه في مكانٍ اشبه ما بالكثبان الرملية وقال عندما تصادفك الاسود الحجرية المصطفة بجانب بعضها اعلم انك وصلت الى سراديب الموتى. ظلت همسات سترابو واكتشافه القديم مدفوناً تحت الارض لمئات السنين وبعد الفٍ وثمانمائة عام جاء الباحث الفرنسي اوجوس ماريت واكتشف مخطوطات المؤرخ سترابو فدلته على تماثيل حجريةٍ مصطفى اشبه ما يكون بتمثال ابي الهول بين معبد الاقصر وفناء امون فانطلق على طول طريق المسار الذي اشارت اليه المخطوطة الى ان وصل الى مدخلٍ تحت الارض ليكتشف ان عثر على توابيت حجريةٍ كبيرة يصل وزن الواحد منها الى مئة طن
ولكن المفاجأة لم تكن في اكتشاف سراديب الموتى بل كانت في لغز لسرابيوم القديم ما هو السرابيوم? وما الهدف منه? وكيف تم نحت صناديقٍ عملاقة ونقلها الى تحت الارض? ما علاقة اصنام ابيسي وامود راع? بسراديب الموتى والسؤال الاهم لما كانت جميعها فارغة وبدون مومياوات. سنعود بكم الى الحقبة السحيقة من التاريخ القديم. ونفتح جانباً غريباً من الحضارة المصرية المفقودة? لنكشف لكم واحدةً من اكبر اسرار التاريخ تحت الارض? ونروي لكم قصة الاسرابيوم وسراديب الموتى. في عام الفٍ وثمانمائةٍ وخمسين قامت الحكومة الفرنسية بارسال وفدٍ علميٍ الى مصر. للبحث عن بعض الاثار والمخطوطات القديمة. وكان من بين ذلك الوفد العالم الفرنسي الشهير احد علماء المصريات الاوائل. ومن خلال بحثه عثر على مخطوطاتٍ تعود للقرن الاول من الميلاد. للمؤرخ اليوناني سترابو تذكر اكتشافاً غامضاً لسراديب تحت الارض. فعكف عنها في اثار سقارة. ظل يبحث بين الاثار لمدة عامٍ كامل. على الطريق الواصل بين معبد الاقصر وفناء امونجا. في معبد الكرنك وفي الاول من نوفمبر لعام الفٍ وثمانمائةٍ وواحدٍ وخمسين. اكتشف مدخلاً تحت الارض قاده الى سراديب الموتى. التي تذكر المخطوطات القديمة انه مكاناً للجثث المحنطة لثيران ابيس. والمعروفة باسم لفهم لغز مقابر السرابيوم يجب علينا معرفة ماذا يعني بثيران ابيس.
وذلك بالنسبة للحضارة الفرعونية القديمة. قبل خمسة الاف عام عندما يلد ثوراً وحيداً لامه اثناء البرق كان المصريون القدامى ينظرون اليه بنظرةٍ مختلفة واذا تحققت فيه بعض الخصائص كعلامةٍ في الوجه واشاراتٍ في الجسم يتم تقديم رعايةٍ خاصةٍ له في حياته وبعد مماته ليعبد كصنمٍ من دون الله. تماماً مثلما فعل بنو اسرائيل عندما قدم لهم السامري العجل. ويطلق القدامى عليه اسم حيث يحنطونه ويدفنونه في مقابر خاصة تعرف الواقعة شمال مجمع جنازة زوسر في مصر السفلى بمنفس احدث الاكتشاف الذي قام به اوغوس ماريت ضجةً كبيرةً في العالم فقامت الحكومات الامبريالية في اوروبا بتنظيم وتمويل اعمال البحث عن الكنوز المصرية وقد تم نهب وسرقة مئات الاطنان منها ونقلها الى فرنسا وبريطانيا وما يزال هذا الامر قائماً الى الان. بعد اكتشاف ماريت وعلى مدار خمسة عشر عاماً قام بدراسة وتأليف كتابٍ اسماه سرابيوم ميمفيس وذلك باللغة الفرنسية ولم يترجم لاي لغةٍ اخرى بالرغم من قلة الكتب والمصادر التي تتحدث عن هذا الاكتشاف وهو ما زاد الامر غرابةً وغموضا بعد ان بينا لكم معنى السرابيوم وقصة اكتشافه ندخل الى سراديبه العميقة لنغوص في اكبر الغاز المصريين تحت الارض. تقع سراديب الموتى في ابيس تحت معبد ابيس وعند الدخول اليها نجد انها مكونةٌ من معرضٍ كبير واخر صغير. افتتحت الممرات الكبرى تحت الارض في عهد بسمتك الاول. اي انه استخدمه فقط بدون ان يبنيه.
امتد المعرض الكبير عبر ممراتٍ مستقيمة لاكثر من ثلاثمائة مترٍ مجتمعة. مكونٍ من اربعةٍ وعشرين قبراً حجرياً تم نحتها من الجرانيت والسيانيت والديوريت. وهي من الاحجار شديدة الصلابة. يتطلب قطعها اليوم مناشير فولاذية مزودةٍ برؤوسٍ ماسية. يصل وزن غطاء تلك القبور فقط الى ثلاثين طناً. بينما يصل وزن القبر الحجري لسبعين طناً. موزعةٍ بشكلٍ تعرجي. واما المعرض فقد استخدم في عهد الملك رمسيس الثاني. تحتوي على سبعة عشرة غرفة منحوتةٍ في الصخر. ذكر ماريت في كتابه انه عندما دخل الى سراديب الموتى وجد جميع التوابيت مفتوحةً وخاوية بدون اي اثرٍ لمومياء او لابيس فاعتقد ببداية الامر تمت سرقته ومن خلال تفقده لبقية القبور وجد قبراً واحداً ما يزال مقفلاً فحاول مع العمال فتحه او حتى زحزحة الغطاء من عليه ولكنهم لم يستطيعوا فلجأ الى استخدام الديناميت وتفجير جزء من الغطاء الذي يزن ثلاثين طناً ليكتشف بعد نسفه انه خاوٍ ايضاً انتقل بعدها الى القاعة الصغرى واكتشف هناك مومياواتٍ لبشرٍ وعجول فذكر في الصفحة الثامنة والخمسين من كتابه وقال وجدنا تابوتاً من الخشب كان محطماً في الجزء العلوي ولكن المومياء البشرية بجميع المراسيم الجنائزية لم تمس. وهي تحمل اسم الامير خامواس ابن رمسيس الثاني. وقد تم نقل القبر بالكامل الى متحف اللوفر في فرنسا. واغلقت الصالة الصغرى ومنع اي احدٍ من زيارتها. ان السؤال الذي يطرح فوراً وبدون تفكير لما كانت جميع القبور الحجرية في الصالة الكبرى خاوية اذا اخذنا بقصة ماريتي انها سرقت نقع هنا في مفترق طرق اما انها سرقت بالفعل من لصوص المومياوات في التاريخ القديم او انها سرقت بعد اكتشاف ماريتي لها واختلاق تلك القصة لابعاد اي تهمةٍ او تحقيق? بالتفكير بشكلٍ منطقيٍ نجد ان كلا الفرضيتين غير اذا افترضنا انها سرقت من قبل لصوص المومياوات لما سرقوا الصالة الكبرى فقط وتركوا الصغرى مليئةً بالذهب وايضاً ان كان ماريت الفاعل لكان من السهل عليه ادعاء نفس الامر في الصالة الصغرى واثراغها من المحتويات بدون ان يشعر احد لما اذاً تركها تعج بالكنوز هذا اولاً واما ثانياً في القبور الاربعة والعشرين في القاعة الكبرى وجد ماريت قبراً واحدة مغلقا وقام بتفجيره بالديناميت لما لم يقم لصوص المقابر بفتحه وسرقته كما فعلوا في البقية? اذاً الجواب المنطقي ان القبور الحجرية كانت على هذا الشكل منذ الازل? ولم تسرق او تمس كما اعتقد الباحثون? وهنا يولد لغزٌ اكبر حول هتف تلك القبور وحقيقة بنائها ولما جعلت بهذه الطهامة والهندسة الفائقة. يبدأ لغز الاسرابيوم في كيفية بناء السراديب تحت الارض اذ نجد مدخل القبر بعرض ثلاثمائةٍ وعشرين سنتيمتراً اي تتسع فقط للقبر بشكلٍ طولي ومن الداخل تتخذ شكلاً طويلاً وممتداً
بشكلٍ مستوي وهو بحد ذاته امرٌ محير فمن اجل حفر مثل هذه السراديب وبتلك الدقة
نحتاج الى الات حفر الانفاق الحديثة فكيف استطاع المصريون القدامى حفرها بهذا الشكل المتساوي. وبمجرد الوصول الى القبور نجد ان مكانها ضيقٌ جداً مما يجعلنا نطرح سؤالاً اخر كيف تم نقلها ووضعها في مكانها بهذا الحجم الضخم والمكان الضيق? فادخال قبرٍ حجريٍ واحدٍ بوزن مائة طن بحاجةٍ الى خمسمائة عامل. اذا افترضنا ان كل عاملٍ يسحب مئتي كيلو غرام. وايضاً تواجد خمسمائة شخصٍ في مكانٍ ضيق وهم يحملوا المشاعل النارية للرؤية في تلك السراديب المعتمة يؤدي الى الاختناق بسبب حرق الاكسجين ويجعل من عملية التحرك والسحب امراً مستحيلاً فكيف استطاعوا ادخال اربعةٍ وعشرين قبراً عملاقاً في هذا المكان وبالنظر الى المكان الذي وضعت فيه التوابيت نجده انه منخفضٌ عن سطح الارض وهو ما يجعل الامر مستحيلاً لاي شخصٍ ان يضعه في هذا المكان فالمساحة لا تكفي الا لبضع اشخاص. وعلى فرض ان حجرة القبر تتسع لعشرة اشخاص. ووزن القبر مائة طن اي مائة الف كيلو جرام. هل من المعقل لشخصٍ ان يحرك او يتحمل وزن عشرة الاف كيلو غرام? هذا امرٌ مستحيل. فيذهب البعض الى افتراض ان تلك التوابيت نقلت بواسطة العمالقة. وهو افتراضٌ غير مقبول. لان تلك السراديب ضيقة ولا تتسع لهم. واذا افترض انهم استخدموا الحبال والعوارض كما يفسر البعض طريقة وضع الحجر الاخير على رأس الهرم هذا الافتراض لا يمكن تطبيقه هنا بسبب المكان الضيق والحجر المغلقة وهنا نجد انفسنا عاجزين عن تفسير نقل تلك الصناديق العملاقة داخل السراديب المرعبة ولم نفهم بعد كيف تم صنعها وما الهدف منها ولما تحمل المصريون القدامى تلك المشقة ومن ثم ترك فارغة في الوقت الذي يسلط الاعلام الضوء على الاهرامات والحضارة فوق الارض يخفي ذكرى السرابيوم تحتها على الرغم من كونه لغزاً اكبر من الحضارة المصرية فوق الارض وبسبب تلك الامور المعقدة امن الكثير من الباحثين والعلماء ان تقنيةً غريبة كانت موجودةً لدى المصريين القدامى فقد ذكر الباحث كريستوفر داون في كتابه التكنولوجيا المفقودة في الحضارة المصرية وهو كتابٌ حمل الكثير من شواهد والبراهين على وجود التكنولوجيا قبل الاف السنين وبطريقةٍ لم تعرفها البشرية من قبل عندما يسمع البعض بهذا الكتاب يظن انه يحوي قصص الفضائيين والمخلوقات العجيبة وهو امرٌ خاطئٌ تماماً اذ اعتمد كريستوفر على مجالٍ يسمى الدقة الهندسية وذلك في تفسير الحضارة المصرية
وذكر ان قدماء المصريين استخدموا تقنيةً فائقة التطور في هندسة والانشاء وذلك من خلال حساب الاضلاع فللحصول على زاويةٍ قائمةٍ بدقة تسعين درجة يتطلب مقاييسٍ عالية لان الادوات البسيطة لا تعطي الدقة المطلوبة مئةً في المئة فقام كريستيفر بقياس تعامل سقف القبر في السرابيوم ودرجة انطباقه على الحامل فوجد انه منطبقٌ تماماً لدرجةٍ لا يسمح حتى بدخول الضوء وهذا يدل على ان تلك الصناديق بنيت احترافية فمن المعروف ان قطع الحجر بهذه الصلابة قد يؤدي الى انحرافٍ بسيطٍ على الطول او العرض. ولكن الزاوية كانت تشير الى تسعين درجةٍ تماماً بدون اي فواصل عشرية. وهو امرٌ جعل الباحثين متأكدين تماماً ان تلك الاحجار لم تقطع بطرقٍ بدائيةٍ ابداً. فبالمقارنة مع احد القبور المكتشفة من عصورٍ لاحقة نجد عدم انضباطها وتعرجها. وهو ما امر نحتها بطرقٍ بدائية امراً ممكناً. ولكن قبور السرابيوم وبتلك الدقة الهندسية الكبيرة لا يمكن نحتها الا بادواتٍ متطورةٍ جداً. يقول كريستوفر في كتابه انه ارسل دراسته حول قبور لسرابيوم الى اربعة مصانع قطعٍ عملاقة في امريكا. واكدوا جميعهم استحالة انشاء تلك القبور بامورٍ بدائية. ومن هنا يؤكد ان تقنية عجيبةً اختفت تماماً من الحضارة المصرية تقنية لا يمكن تخيل عظمها والامر العجيب اين اختفت فجأة من الوجود بعد دراسةٍ معمقةٍ لسرابيوم نجد ان نظرية بنائها من اجل ابيس والمومياوات هي نظريةٌ ضعيفةٌ جداً لعدة اسباب اهمها ان كانت فعلاً كذلك اين النقوش الجنائزية عليها? فبالنظر للنقوش الظاهرة نجد انه تم نحتها بعد عصورٍ متلاحقة ويظهر ذلك من خلال ضعف النحت مقارنةً مع دقة التصميم فهل يعقل انه من صمم تلك الهندسة يقوم بذلك النحت الضعيف? وايضاً لما تم بناؤها بطول اربعة امتار وارتفاع ثلاثمائةٍ وثلاثين سنتي اي اكبر باربع مراتٍ من العجل وان كانت فعلاً للثيران هل سيتم بناؤها بدقةٍ اعلى من دقة القبور الملكية? ان الاجابة المبدئية على هذا اللغز ان توابيت لسرابيوم ليست قبوراً بل هي صناديقٌ غامضة. بالنظرة الاولى عليها نجد انها باحجامٍ مختلفة واحجارٍ متعددة. ويلاحظ ان دقة النحت تظهر من الداخل فقط. على عكس ظاهرها اذ يلاحظ في الخارج الانبعاجات وعدم السقف. وهذا ما يؤكد تماماً ان الداخل هو والاهم وليس الخارج. وايضاً بالنظر الى جدران الصناديق نجد انها سميكةً جداً ومنحوتةً من قطعةٍ واحدة بغطاءٍ يزن ثلاثين طناً. وتلك البيانات تدل على امرٍ مؤكد ان هذه الصناديق صممت لتحمل ضغطٍ عالٍ. اذاً طرف الخيط في صناديق انها صممت لتحمل الضغط العالي. فما الهدف من ذلك? يظن البعض انها كانت بمثابة بطارياتٍ لتوليد الكهرباء فهي بحاجةٍ لضغطٍ وتحملٍ كبير وبمرور الزمن افرغت وبقي اثارها الخاوية فهنالك العديد من الادلة التي تثبت ان قدماء المصريين عرفوا الكهرباء قديماً
وذلك من خلال نقوشهم ولكن هذه النظرية يبطلها امرٌ لاحظه علماء المصريات ان بعض تلك الصناديق داخلها كان خشناً وهل يدل على انها غير مكتملة فما الذي جعل قدماء المصريين يقفون فجأةً عن العمل? ولما لم يكمل من اتى بعدهم من نحتها وصقلها هذا الامر يدلنا الى نتيجةٍ قد تكون مرعبة. وهي ان هناك امرٌ غريبٌ ادى الى فناءٍ جماعيٍ لبناء الحضارة الاولى. جاء من بعدهم الفراعنة كوارثين لتلك الحضارة قاموا فقط بنقش اسمائهم وانجازاتهم.
وهذا ما وجود انشاءاتٍ فائقة الهندسة واثارٍ منحوتةٍ بطريقةٍ بدائية فالمصريين الذين بنوا الحضارة المصرية القديمة كانوا قوماً سبقوا الفراعنة بكثير حدث لهم امراً غامضاً واهلكهم جميعاً مع كامل التقنية المتطورة التي كانوا يمتلكونها والتي قد تكون قامت على تقنيةٍ لم نصل لها الى اليوم لتبقى صناديق لسرابيوم لغزاً من الغاز الحضارة المصرية الاولى والمدفونة تحت الارض.
التعليقات مغلقة.