ﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ؟ * :
ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻟﻐﺔ : ﺍﻟﻨﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻬﻴﺮ
.
ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻟﻐﺔ : ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻕ ؛ ﺇﺫ ﻫﻲ
ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻣﺨﺮﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﺷﺮﻋﺎ :
ﻓﺎﻟﺰﻛﺎﺓ : ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﻣﺎ
ﺃﻭﺟﺒﻪ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺰﻛﻮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻉ .
ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ : ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪ ﻟﻠﻪ ﺑﺎﻹﻧﻔﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ
ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺇﻳﺠﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻉ ، ﻭﻗﺪ ﺗﻄﻠﻖ
ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﻜﻤﺎ
ﻳﻠﻲ :
- ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺃﻭﺟﺒﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺃﺷﻴﺎﺀ
ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻭﻫﻲ : ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺍﻟﺰﺭﻭﻉ
ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﻭﻋﺮﻭﺽ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺑﻬﻴﻤﺔ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ
ﻭﻫﻲ ﺍﻷﺑﻞ ﻭﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭﺍﻟﻐﻨﻢ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ : ﻓﻼ ﺗﺠﺐ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻌﻴﻦ ﺑﻞ
ﺑﻤﺎ ﻳﺠﻮﺩ ﺑﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺤﺪﻳﺪ .
2 . ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ : ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻟﻬﺎ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﺜﻞ
ﺍﻟﺤﻮﻝ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺏ . ﻭﻟﻬﺎ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﻣﺤﺪﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﻝ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ : ﻓﻼ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻟﻬﺎ ﺷﺮﻭﻁ ،
ﻓﺘﻌﻄﻰ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺖ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻣﻘﺪﺍﺭ .
- ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ : ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻰ
ﻷﺻﻨﺎﻑ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻰ ﻟﻐﻴﺮﻫﻢ ،
ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﺇﻧﻤﺎ
ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﺎﺏ
ﻭﺍﻟﻐﺎﺭﻣﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ
ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻢ ﺣﻜﻴﻢ } ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ /
60 .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ : ﻓﻴﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻰ ﻟﻤﻦ ﺫﻛﺮﻭﺍ
ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻟﻐﻴﺮﻫﻢ .
- ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺯﻛﺎﺓ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻰ
ﻭﺭﺛﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺟﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺭﺛﺔ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ : ﻓﻼ ﻳﺠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ .
- ﻣﺎﻧﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻳﻌﺬﺏ
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ : ﻓﻼ ﻳﻌﺬﺏ ﺗﺎﺭﻛﻬﺎ .
- ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ : ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻻ
ﻳﺠﻮﺯ ﺇﻋﻄﺎﺅﻫﺎ ﻟﻸﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻭﺍﻷﺻﻮﻝ
ﻫﻢ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﺪﺍﺕ ، ﻭﺍﻟﻔﺮﻭﻉ
ﻫﻢ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺃﻭﻻﺩﻫﻢ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ : ﻓﻴﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻰ ﻟﻠﻔﺮﻭﻉ
ﻭﺍﻷﺻﻮﻝ .
- ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ : ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﻋﻄﺎﺅﻫﺎ ﻟﻐﻨﻲ ﻭﻻ
ﻟﻘﻮﻱ ﻣﻜﺘﺴﺐ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ : ﻓﻴﺠﻮﺯ ﺇﻋﻄﺎﺅﻫﺎ ﻟﻠﻐﻨﻲ
ﻭﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺐ .
- ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﺃﻥ ﺗﺆﺧﺬ ﻣﻦ
ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻓﺘﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮﺍﺋﻬﻢ . ﺑﻞ ﺫﻫﺐ
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ
ﺁﺧﺮ ﺇﻻ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ : ﻓﺘﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪ
.
- ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ : ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺇﻋﻄﺎﺅﻫﺎ ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ
ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ : ﻓﻴﺠﻮﺯ ﺇﻋﻄﺎﺅﻫﺎ ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ
ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ .
- ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ
ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ، ﻭﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ
ﺫﻟﻚ .
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ : ﻓﻴﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻰ ﻟﻠﺰﻭﺟﺔ
ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ
التعليقات مغلقة.