قالوا : كيف يأمرُنا اللهُ بكُرْهِ اليَـ ـهـ ـود مع جوازِ الزَّوَاجِ مِن الـ ـيـ ـهوديات ، والرجلُ سيُحبُّ زَوجتَه ؟
فنقول : الجمعُ بينَ [ لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ] وبينَ جوازِ الزّواجِ من الـ ـيـ ـهوديّة ومحبّتها ؛ كالجمعِ
- لا بدّ من فضحٍ لتلبيسات المُحبِّين للـ ـيـ ـهود والمُدَافعين عنهم ( حتَّى أنّهم أُنْسُوا الدعاء لشهداء غزّة أثناء دفاعهم عنهم ) ، وسأورد تلبيساتهم نسيئةً ، وأردّها نقداً إن شاء الله ، فأقولُ وباللهِ التّوفيق :
- قالوا : كيف يأمرُنا اللهُ بكُرْهِ اليَـ ـهـ ـود مع جوازِ الزَّوَاجِ مِن الـ ـيـ ـهوديات ، والرجلُ سيُحبُّ زَوجتَه ؟
- فنقول : الجمعُ بينَ [ لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ] وبينَ جوازِ الزّواجِ من الـ ـيـ ـهوديّة ومحبّتها ؛ كالجمعِ في قولهِ تَعالى : [ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ] ، فالربُّ تعالى قدْ أثبتَ محبّة النبيِّ الطبيعية لعمّهِ الـ ـكافرِ باعتبَارِ قرابتِه ، وأمرَه بالكراهية الدّينيّة بالآية الأولى ، وقدْ يجتمعُ العكسُ ، أي تجتمعُ الكراهية الطبيعية مع المحبّة الدينية في قوله : [ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ]، فلا تلازم بَين المحبّة الطبيعية والكُره الديني وعكسهما بصريحِ القرآن ، هذا أولاً .
- ثمَّ قالوا : قال تعالى : [ لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ … أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ] ؛ فالأصلُ محبّتهم طالما لم يحاربونا .
- فنقولُ : هذا سوءُ فهمٍ وخلطٍ بين البرِّ وبين المحبة ، وإنّما هو برٌّ مع بقاءِ الكراهية ، والجمعُ بينهما لا إشكالَ فيه لصريح قولِ الله تعالى : [ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ ] ؛ فالربُّ تعالى قد أثبتَ كراهيةَ القومِ مع وجوبِ برّهم والإقساط إليهم ، فإذا ما تحاكمَ يـ ـهوديٌّ بريءٌ ومسلمٌ مُعتدٍ عليهِ ؛ فالحكمُ ببراءة الـ ـيهـ ـوديِّ من أوجبِ الواجباتِ ، وليس الحُكم على مَن عنده باطل بأنه باطلٌ كله ، فلا تلازم بين الكراهية والعدل ، هذا ثانياً .
- ثمَّ قالوا : قامَ نبيُّنا لِجَنازة يـ ـهـ ـوديٍّ ، فالنبيُّ كان يحبُّ اليَـ ـهـ ـودَ ويحترمهم !
- فنقولُ : لم يسألِ النبيُّ عن ديانةِ الميّت أصلاً ، بل جاء في تتمةِ الحديث على ما أورده الإمامُ أحمد : ( إِنَّما قُمْنَا لِلْمَلائِكةِ ) ، وفي لفظِ النّسائي وأبي داود : ( إِنَّ لِلْمَوتِ لَفَزَعاً ) ؛ فهْو ليس بقيامِ تشريفٍ لعقيدةِ الـ ـيـ ـهوديِّ وكُفرهِ ، وإنّما هو قيام فزعٍ من أمرِ الموتِ ، وما فيهِ من خوفٍ وأهوالٍ ، وتعظيمٌ لأمرِ ملائكةِ الموتِ وحضورهِم ، لا علاقةَ للـ ـيـ ـهودية بالأمر ، هذا ثالثاً .
- ثمَّ قالوا : قال تعالى : [ لَيْسُوا سَوَاءً ] ، وهذا صريحٌ بالتّفريقِ بين إخوتنا اليـ ـهود وبين الـصـ ـهاينة المحاربين .
- فنقولُ : هذه الآية نزلتْ في عبد الله بن سلام ، وأسد بن عبيد ، وثعلبة وأسيد ابني سعية ، وعلى القولِ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السبب ؛ فسياقُ الآية فيمَن اعتنقَ الإسلامَ منهم فقط لقوله في آخر الآية : [ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ] ؛ وليس الصلاحُ فيمن يكفر بنبيّنا وبالإسلام بإجماعِ العقلاء سواءَ كان مُحارِباً أو مُسالماً ، فدلَّ أنَّه لا وجهَ في الاحتجاجِ بالآيةِ أصلاً ، والحمدُ لله ربِّ العالمين .
- حاشية : الـ ـيـ ـهود المُسالمونَ غير الـ ـصَّـ ـهاينة ؛ من أركانِ عقيدتهمْ وجوبُ هدمِ المسجدِ الأقصى وبناء هيكل سُليمان المزعوم تعجيلاً لظهور المسيح الموعود ، فهل سيظلُّون بعدَ معرفتكمْ بهذا مُسالِمين غير مُحاربين ولا مُعتدين ؟ إنَّ في ذلكَ لذِكرى لمن كان لهُ قلبٌ ، ومَن كان له أذْنانِ فلْيَسمعْ ، وبس .
التعليقات مغلقة.