من هو الله إذا كنت في بطن حوت هذا الحوت الأزرق يزين وزنه عن مئة وخمسين

من هو الله ؟ إذا كنت في بطن حوت هذا الحوت الأزرق يزين وزنه عن مئة وخمسين طناً، يؤخذ منه خمسين طن لحم وخمسين طن دهن، وخمسين طن عظام، والإنسان يقف في فمه، فمه يسع أربعة طن سمك هذه الوجبة معتدلة وهي بين الوجبتين ليس وجبة أساسية، الإنسان كله لقمة واحدة، الله لحكمة بالغة جعل نبي من أنبيائه الكرام في فم الحوت، ما الأمل ؟ لقمة واحدة ثانية واحدة:

﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ ﴾

في ظلمة بطن الحوت، وفي ظلمة الليل، وفي ظلمة البحر نادى ربه ما الأمل ؟ بالأرض لا يوجد أمل:

﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ (88) ﴾

وقلب هذه القصة قانوناً فقال:

﴿ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) ﴾

أيها المؤمنون هذه الآية لكم، ليس المقصود أبداً أن تكون قصة وقعت ولم تقع أبداً، هذا فهم خاطئ للقرآن، هذه القصة لنا جميعاً هل هناك من مصيبة أكبر ومعها ينعدم الأمل ومعها يصبح الأمل صفراً كهذه المصيبة ؟

﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ (88) ﴾

من هو الله ؟ فرعون وما أدراكم ما فرعون بجبروته، بأسلحته، بجيشه، بحقده، بطغيانه، وراء قلة قليلة من أتباع موسى عليه السلام، هو وراءهم وصلوا إلى البحر، انتهى الأمل، فرعون من ورائهم والبحر من أمامهم:

﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) ﴾

إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا رب ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟ دققوا الآن بأمر بسيط لا يكلفه إلا كلمة اقتلوا أبناء بني إسرائيل جميعاً، وأية قابلة لا تخبر عن مولد ذكر تقتل مكانه، لأنه رأى مناماً أن طفلاً من بني إسرائيل سوق يقضي على ملكه، الجواب سهل حاكم مطلق، طاغية كبير، قتل الإنسان أهون عنده من قتل ذبابة، أمر بأن يقتل بنو إسرائيل أما هذا الغلام الذي سيقضي على ملكه رباه في قصره، عظمة الله عز وجل، إذا كان الله معك فمن عليك ؟

﴿ إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى(38)أَنْ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ (39) ﴾

هناك آية أخرى:

﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ﴾

أي أم في الأرض ؟ إن خفت على ابنك ألقيه في النهر:

﴿ إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى(38)أَنْ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي (39)﴾

﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي(39)إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنْ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَامُوسَى(40)وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي(41)

مقارنة بديعة بين قصتي ( يوسف وموسى ) عليهما السلام
١- كلاهما بدأت قصته ( بمصر ).
٢- كلاهما كان( مفقودا ).
٣- كلاهما تم ( إلقاؤه ) :
أحدهما في (الجب) ، واﻵخر في (اليم)

  • سيدنا (يوسف) أُلقي في الجب :
    (بيدٍ مبغضيه): إخوته
    ﴿ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ﴾
  • وسيدنا (موسى) أُلقي في (اليم) (بيدٍ محبه) : أمه بأمر ربها
    ﴿ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ﴾
    بين كلمتي :
    ﴿ وَأَلْقُوهُ ﴾….و…..﴿ فَأَلْقِيهِ ﴾
  • الأولى: تحمل كمية كبيرة من الحقد والكره.
  • والثانية : تحمل كمية كبيرة من (الحنان والرعاية).
    ﻷن: (اﻷولى) : من (تدبير البشر).. و(الثانية) : من (تدبير رب البشر)
    ٤- كلاهما( عاش ) في قصرٍ ذي شأن.
    ٥ – (أم موسى) كانت (حزينة عليه).. و(أبو يوسف) كان (حزينا عليه)..
    ٦. في القصر الذي سكن به موسى :
    ( زوجة صاحب القصر ) هي من طلبت أن يتربى موسى لديها.
    ﴿ وَقالَتِ امرَأَتُ فِرعَونَ قُرَّتُ عَينٍ لي وَلَكَ لا تَقتُلوهُ عَسى أَن يَنفَعَنا أَو نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُم لا يَشعُرونَ ﴾
    في القصر الذي عاش فيه يوسف:
    الزوج هو من طلب أن يتربى يوسف لديه.
    ﴿ وَقالَ الَّذِي اشتَراهُ مِن مِصرَ لِامرَأَتِهِ أَكرِمي مَثواهُ عَسى أَن يَنفَعَنا أَو نَتَّخِذَهُ وَلَدًاَ ﴾
    ٧- (زوجة) صاحب القصر الذي عاش به (موسى) : كانت مصدر أمان له .
    (زوجة) صاحب القصر الذي عاش به (يوسف): كانت مصدرأذى وقلق له .
    ٨- كلاهما تحدث القرآن عند بلوغه سن الرشد بصيغتين متشابهتين :
    الصيغة الخاصة (بيوسف) عليه السلام:
    ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾
    الصيغة الخاصة (بموسى) عليه السلام:
    ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚوَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾
    ٩- (أم موسى) حكى عن (حزنها) القرآن :
    ﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا ﴾
    (أبو يوسف) حكى عن(حزنه) القرآن :
    ﴿ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ ﴾ .
    ١٠- إخوان يوسف هم من ألقوا أخاهم وآذوه .
    أخت موسى هي من بحثت عنه وساعدته .
    ١١- عند البحث عن موسى (أم موسى) هي من طلبت البحث عنه وأرسلت أخته
    ﴿ وَقالَت لِأُختِهِ قُصّيهَِ ﴾
    وعند البحث عن يوسف (أبو يوسف) هو من طلب البحث عنه وأرسل إخوة يوسف:
    ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ ﴾ .
    ١٢- بداية الفرج ﻷم موسى بلقاء ولدها:
    ﴿ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ ﴾
    بداية الفرج ﻷبي يوسف بلقاء ابنه:
    ﴿ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ﴾ .
    ١٣- رب العالمين أوحى ﻷم موسى أنه سيرد لها ابنها :
    ﴿ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾
    رب العالمين أوحى ﻷبي يوسف أنه سيرد له ابنه :
    ﴿ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾.
    ١٤- أصحاب القصر الذي عاش به (موسى) عندما كَبُر تصادم معهم وطاردوه:
    ﴿ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾
    أصحاب القصر الذي عاش به (يوسف) عندماكَبُر تصالحوا معه وقرّبوه:
    ﴿ وَقالَ المَلِكُ ائتوني بِهِ أَستَخلِصهُ لِنَفسي فَلَمّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ اليَومَ لَدَينا مَكينٌ أَمينٌ ﴾
    في قصة يوسف لم تذكر أمه
    وفي قصة موسى لم يذكر أبوه
    ما أجملها من مقارنة ممتعة .

هذه ليلة القدر، هل تؤمن بأن الله قادر ؟ مهما تكن المصيبة كبيرة، مهما تكن الطرق مسدودة، مهما تكن الأسباب معدومة، الله على كل شيء قدير، ضع أملك بالله، ثق بالله عز وجل

اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهم صل وسلم على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه أجمعين

التعليقات مغلقة.