نظرية التطور ..و (كان ياما كان ..في سالف العصر والاوان..)

0

نظرية التطور ..و (كان ياما كان ..في سالف العصر والاوان..)

 

           «   العلم يؤكد الدين »

إن فروع العلم درجات ..وليست كلها بنفس القوة …

من الناحية العلمية يعتبر هناك علم واحد حقيقي هو على الرياضيات.

وليس هناك علم آخر يصح ان يطلق عليه لفظ علم الا ما يستند على الرياضيات مثل علم الفيزياء.

ويأتي في المرتبة الثالثة فروع “العلم” التي يمكن اختبار نظرياتها في المعمل واعادة تجربتها وتعطي نفس النتيجة.

مع ادراك العلماء انه حتى ولو اعطت التجربة نفس المعطيات كل مرة فلا يعني ذلك ان النظرية سليمة او انها حقيقة، فقط يمكن القول ان النظرية لا تتعارض مع النتائج ولكن الحقيقة قد تكون مختلفة تماماً.

ثم يأتي بعد ذلك تلك المجالات التي لا تستند الى الرياضيات ولا تستند الى تجارب معملية راسخة.

ويشمل هذا البيولوجي وعلم النفس وما شابه ذلك والتي يُطلق عليها لفظ (علم) تجوزاً برغم اقرار جميع العلماء انها ليست علوماً بالمعنى الحقيقي.

لا اقول انها ليست علوماً، ولكنها تقترب من العلم الحقيقي بقدر اقترابها من الاثبات الرياضي او التجارب الثابتة معملياً..

وتأتي ما تسمى ب (نظرية التطور) في قاع احد المجالات التي لا تعتبر علماً ثابتاً كالرياضيات.

تخيل انسان يطلق على نفسه لفظ (عالم) و (يتمطع) ويقول بمنتهى الثقة (..ومنذ ٤٥٠ مليون عاما حدث كذا وكذا…) ثم يطلق على هذا لفظ علم والذي لا يزيد بأي حال من الاحوال عمن يقول (كان ياما كان في قديم العصر والاوان…).

الذي يجعل العلم علماً هو الدليل الراسخ، والذي يجعل الشئ هراءً هو القول بالرأي.

ما الذي يجعل الرياضيات علماً؟

لانه ليس هناك ما يسمى (اعتقد ان..ورأيي أن …وربما حدث ان..وجاءت الحياة من كائنات فضائية….الخ)
الرياضيات حقائق ومعادلات لا تحتمل اللبس.
قد تحتمل الخطأ، ويتم تصحيح الخطأ علمياً ورياضياً ولكن ليس هناك (كان ياما كان…) في الرياضيات.

ما الذي يجعل الفيزياء علماً؟
اولا لانها تسند الى الرياضيات.
ثانيا هي تتعامل مع الكون كما هو دون آراء..
مثلاً ذرة الكربون هي ذرة الكربون في الكون كله..
وعندما تقوم تجربة في المعمل على ذرة الكربون فثق انها سوف تعطي النتيجة نفسها على اي ذرة كربون في الكون كله عند ثبات جميع العوامل.

الان انظر الى اكثر اجزاء البيولوجي رسوخا وهو المادة الحية نفسها واجسام الكائنات الحية.

هل يتشابه اثنان في الكون؟

بالطبع لا.
هناك بعض التشابه بشكل عام ، ولكن كل انسان مثلا متفرد في ذاته وفي جسده..
واذا اتيت بعشرة اشخاص وقمت بإجراء تجربة عليهم لن يعطوك نفس النتائج.
والدواء الواحد يعطي نتيجة مختلفة لاشخاص مختلفين.
لانه على عكس ذرة الكربون، كل انسان وكل كائن حيّ هو حالة بذاته ، والاطباء يعرفون ان دواء ما قد يشفي مريضا وقد يقتل اخر لاسباب فوق الحصر من اختلاف الحالة الصحية والامراض والحساسية …الخ.

ومن نفس السلالة يمكن تدجين حيوان ما بينما لا يمكن مع حيوان آخر..الخ..

هذا مع العلم اننا نتحدث عن الكائنات (الحية) ..يعني التي نراها امامنا الان ولم تمُتْ بعد.

في الطب الجنائي اذا حدثت جريمة منذ ساعة واحدة ف (ربما) يمكن استخلاص ادلة تؤدي الى القاتل برغم انها قد تكون شواهد.

فحتى لو وجدت دماء شخص في اظافر الضحية مثلا، فقد يكون مجرد شاهد تواجد في المكان وحاول منع الجريمة قبل ان تخدشه الضحية بأظافرها وهي تسقط مثلا.

على الاقل يمكن الوصول الى ادلة معقولة.

وسوف يخبرك (علماء) الطب الشرعي والبحث الحنائي ان مجرد العبث ولو قليلاً بمسرح الجريمة يجعل الوصول الى حقيقة ما حدث (منذ ساعة واحدة فقط) يكاد يكون مستحيلا.

الان قارن هذا المثال مع بعض من يطلقون على انفسهم علماء والذين يقولون بمنتهى الثقة – تفوق ثقة علماء البحث الجنائي في جريمة حدثت منذ ساعة واحدة- (ومنذ كذا مليون عاماً خرج كائن كذا من المياه الى الارض ..وبعد ٤٠ مليون حدث كذا وكذا…الخ)

ثم يسمي هذا علماً ويضعه جنباً الى جنب مع علم الرياضيات والفيزياء ويتهم من يقول له كيف تثبت ما تقول بأنه جاهل ويتبنى مذهب (الخلق المباشر)…

نعم العلوم الحقيقية رائعة..والعالم الان مدين للعلم بكل ما فيه تقريبا..

لكن من الصعب تماما اطلاق لفظ علم على

(كان ياما كان في سالف العصر والاوان خلية تسبح في الماء…)

”   بسم الله الرحمين الرحيم  ”

”’  ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم “”

صدق الله العظيم…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.