زيارة المدمرة لأوديسا تُغضب روسيا أكثر من التوغل البريطاني في المياه الإقليمية للقرم

زيارة المدمرة لأوديسا تُغضب روسيا أكثر من التوغل البريطاني في المياه الإقليمية للقرم، فالصراع المكتوم بين روسيا والناتو حول وصول روسيا للمياه الدافئة بعد انكفاء المعارضة الإسلامية في معركة القصير، بسوريا في أبريل-يونيو 2013، والذي أحبط مخططات توريد غاز الخليج العربي وشرق المتوسط (الإسرائيلي) عبر سوريا إلى أوروبا لينافس الغاز الروسي. فتبع ذلك (21 فبراير 2014) انقلاب غربي الهوى في كييف أطاح بيانوكوڤيتش، حليف روسيا، فقامت روسيا في نفس اليوم بالاستيلاء على القرم. فأصبحت روسيا تزعم أن المياه الإقليمية للقرم تتلامس مع المياه الإقليمية لرومانيا، وبالتالي فلا يوجد منفذ بحري لأوكرانيا، مما يخنق أوكرانيا ويتيح لروسيا مد خطوط غاز إلى رومانيا وبلغاريا ثم باقي أوروبا. أوكرانيا وتركيا تعرضان قائلتين أن هناك نقطة حدود خماسية تتلاقى عندها روسيا وأوكرانيا ورومانيا وبلغاريا وتركيا، أي أن لأوكرانيا منفذ بحري ولو كان عرضه مجرد نقطة. ومنذ ذلك الحين تقوم تركيا بنشاط بحري متواصل، تارة كأسطول بحري وتارة كنشاط تنقيب عن الغاز تحديداً عند تلك النقطة. ولعل اقتناء تركيا لثلاث سفن تنقيب لم يبدأ إلا بعد احتلال القرم، والسفن الثلاثة تمضي أكثر من 80% من وقتها في البحر الأسود وخصوصا عند نقطة الحدود الخماسية. وحتى حين أعلنت تركيا في مايو 2021، عن قراءات سيزمية مبشرة بالغاز، فقد كانت مباشرة عند النقطة الخماسية. ولعل هذا الدور التركي هو أكبر الخدمات التركية للمعسكر الغربي من بعد معركة القصير، بسوريا في ربيع 2013.

التعليقات مغلقة.