السلام عليكم
سأقص عليكم اليوم قصة من أروع القصص بعنوان
ليس لدي وقت
اذكر أياماً خوالي قضيتها عمراً في دمشق اذكر جارة لي كنت كلما طرقت عليها الباب صباحاً لاقول لها :
تفضلي اشربي فنجان قهوة كانت فوراً تاخذ حجابها ومفتاحها وتدخل وتقول :
أين القهوة ؟ فليس لدي وقت
اغليها سريعاً ونشربها
فتقوم وتقول ليس لدي وقت
واتعجب انا منها
كل يوم وكل وقت وانا اعزمها دائماً فقد كنت قد كبرت ورجعت وحيدة
والعجب انها اكبر مني عمراً وليس لديها سوى زوج عجوز مثلها
ودائماً زيارتها سريعة وتعود وهي تعتذر : ليس لدي وقت
وأحياناً اعزم نفسي عندها وأزورها تبتسم وتقول ادخلي اغلي القهوة فليس لدي وقت
وازيد عجباً فلست ارى مايشغلها
اشربها واعود سريعاً خوفاً من ازعاجها
وذات يوم قلت لها مازحة ياريت تشغليني معك بما يشغلك ويجعلك ما عندك وقت
فأشرق وجهها استبشاراً وفرحت وقالت منذ زمن وانا انتظر منك هذا الطلب
غداً نبدأ عملنا معاً
دخلت صباحاً شربنا القهوة ومن ثم
قالت ليس لدينا وقت
أحضرت مصحفين وقالت هيا بنا نقرأ آية ونتدبرها ونحاسب أنفسنا أين نحن منها
حبست أنفاسي : مصحف ؟ اية ؟ نتدبر ؟
أين أنا من هذا ؟
هذا مايشغلك ياجارتي العزيزة الرائعة ؟
هذا هو لغز ليس لديك وقت ؟
قالت مبتسمة نعم فلم يعد لدينا انا وانت وقتاً نسابق عمرنا ودقائقه وثوانيه قبل أن يسبقنا ونجد أنفسنا في قبر مظلم لاينيره سوى نور القرآن والصدق مع كلام الله
آه كم أحسست لحظتها أني كبرت كثيراً وأنه فعلاً ليس لدي وقت وأحسست بيدي تمسك بحافة القبر وانا أنظر إليه وأحسست بدقات قلبي معدودة
امسكت بالمصحف عطشى ارتوي منه ولا ينتهي ظمأي
آه يانفسي كم شغلتيني عن كلام ربي
ساسابق الزمن والعمر والموت
التعليقات مغلقة.