هل يجوز الاعتداء على الزوجة بالضرب والسب؟

أكتب هذه الكلمات توضيحاً لمقطع انتشر وهو مليءٌ بالأخطاء الشرعية واللغوية، فعلى الفمنيستات اللاتي سيَقُلْنَ لماذا تتكلم عن المرأة؟..عليهنَّ أن يهدَأْنَ قليلاً وألا يَنْدَفِعْنَ وأن يَفْهَمْنَ قبل أن يُسارِعْنَ إلى انتقادِ ما لا يَفْهَمْنَه، فنحن لا نكره النساء، بل هُنَّ عَبَقُ الحياةِ وسِرُّ جمالِها، إنما نُوَضِّحُ أموراً يُرادُ العَبَثُ بها وتغييرُها..فاصبرْنَ قليلاً حتى تُنهينَ القراءةَ عزيزاتي.

هل يجوز الاعتداء على الزوجة بالضرب والسب؟

الاعتداء يعني التعدي على الآخرين بدون وجه حق.

فلو فرضنا أنَّ زوجاً قطع يد زوجته مثلاً أو لعنَ والِدَها فقام القاضي بالقصاص منه أو جَلْدِه فإنَّ ما فعله القاضي ليس عدواناً بل قصاص وتأديب.

وكذا لو أن زوجة سَبَّتْ زوجها أو آذتْه جسدياً أو نشزت عليه فَأَدَّبَها فإنه لا يكون بذلك معتدياً عليها بل هذا تعليم وتأديب.

فلما نقرأ في فتوى لبعض علمائنا أن الاعتداء على الزوجة بالضرب لا يجوز، فهو كلام صحيح، لأن تأديب الناشز وفقَ ضوابط الشرعِ ليس اعتداءً، لأن العدوان هو التعدي دون وجه حق، والناشز قد استحقت التأديب كما أن الزوج المؤذيَ كذلك يستحق التأديب.

الإسلام أقام الحياة بين الزوجين بالمعروف، ومن المعاشرةِ بالمعروف ألا يُخِلَّ أحدُهما بواجبه نحو الآخر.

حين تحدث الإساءة من الزوج لزوجتِه فإن الشرع لا يمنعها من مسامحتِه، بل الصلحُ خيرٌ، لكنها لو أرادتْ حقَّها فالشرع لا يمنعها، وقد تكلم الأئمة منذ قديم في الزوج الذي يعتدي على زوجته كمن يسبها بأبيها مثلاً أو يُؤذيها جسدياً أو يضربها دون نشوزٍ منها..ذكر الأئمة أن هذا الزوج قد ارتكب كبيرةً من الكبائر وعلى القاضي أن يؤدبه بالجلد أو الحبس أو ما شابه ذلك.

حين تنشز الزوجة على زوجها فإنه يعظها ويهجرها ويضربُها ضرباً غير مُبرِّحٍ، ولا يحل له إيذاؤها بالسب أو الضرب المؤذي حتى وهي ناشز، لأن النشوزَ من الزوجةِ لا يُبيحُ للزوجِ إيذاءَها، وفرق بين الإيذاء وبين الضرب غير المُبرح الذي أجازه الشرع، وإن تجاوز الزوجُ عن حقِّه وسامحها فالشرع لا يمنعه من ذلك.

أما أولئك الذين يقولون: “الضرب هنا بمعنى الإبعاد” فهم جَهلَةٌ بشيئين:

جهلةٌ بأحكام الشرع، وجهلة بأحكام اللغة.

الضرب في اللغةِ له حالان:

أن يتعدى بنفسِه متصلاً بضمير المفعول به، فهو حينئذ حقيقة في الضربِ المعروف.

أن يتعدى بغير ما سبق، فهنا يكون معناه بحسب السياق كما يتضح من السياق والسِّباق.

والتفصيل في هذين الشيئين نقوم به في المدارس الأكاديمية لا هنا، فعلى هؤلاء الذين لا يفقهون أن يتعلموا قبل أن يتكلموا الله يكرمهم.

وبذا يظهر لنا الفرق بين الاعتداء وبين التأديب أو القصاص، فالاعتداء حرامٌ وأما التأديب أو القصاص فمطلوبان شرعاً.

التعليقات مغلقة.