ما هو الموت؟ وهل هو مخيف كما نعتقد؟

ما هو الموت؟
هل هو مخيف فعلاً مثلما نعتقد؟
وهل يمكن للانسان ان يقترب من الموت لدرجة كافية … ثم يعود؟؟
كلها تساؤلات… تساؤلات حيرت الانسان منذ خليقته، سوى اننا لايمكن ان نعرف اجابتها الا حين تنتهي حياتنا…
او ان هذا ما كنت اعتقده انا…
فالموت يمكن العودة منه احياناً او لأكون واضحاً اكثر، الموت الاول هو ما اتحدث عنه… نعم ما اخبركم به حقيقة كحقيقة انكم تقرأون قصتي هذه الآن،

قد تتسائلون … أنى لك ان تخبرنا بهذا؟
هل مت سابقاً او جربت الموت؟
بالنسبة لي… كلا… فلم يحن موعدي بعد كما يبدو.
لكن هنا يجب ان نتوقف لبرهة، فمن هنا تبدأ الحكاية،

اسمي ابراهيم.. وانا طبيب مختص في مجال علاج الصدمات…. او كما يسميني البعض طبيب نفسي،
ولكي اكون اكثر تحديداً، فأن تخصصي محدد نوعاً ما، فأنا اعالج حالات ما بعد الصدمات النفسية،
المثير للسخرية ان مجتمعنا مليء بالآفات النفسية الخطيرة…. مشاكل واضطرابات وعقد وما الى ذلك،
ومع كل هذا مازال الكثيرين يعتقدون ان زيارة الدكتور النفسي هو امر معيب ومخجل فهو على حد تفكيرهم طبيب مجانين،
الا ان دور الطب النفسي وما يعالجه من الجوانب النفسية للأنسان مهم جداً،
فالطب نوعان، طب للابدان وطب للنفوس،
وطب النفس مجال شائك جداً لأرتباطه بعقولنا ووعينا، فنحن نصادف في هذا المجال من الطب ما يثير استغرابنا ويستنفر حواسنا،

خلال مدة عملي وتخصصي في هذا المجال وهي مدة ليست قليلة، مرت عليَّ حالات وامور غريبة لكن منها ما لا يمكن تفسيره،
وانا اشير هنا الى حالة واحدة على وجه الخصوص،

اغلب الاطباء اناس ماديين، واقصد هنا انهم يؤمنون بالمادية العلمية ولا يمكنهم ان يتقبلوا اي تفسير آخر لا يحتمل نظرياتهم المادية الصلبة.. وانا واحد منهم رغم اني في تخصصي يجب ان اكون مرناً في هذه الحيثية حتى وان لم اتقبلها،

من حسن حظي ان المستشفى التي اعمل بها تعد من اكبر واقوى مستشفيات الانعاش في البلاد، والتي يشار لها بالبنان، لذلك كان طموحي منذ البداية ان التحق بها، فما اكثر حالات الصدمات بعد الانعاش او الغيبوبة،
بعد مثابرة واثبات لمكانتي وقدرتي العلمية بالفعل حصلت على ما كنت اصبوا اليه،

في يومٍ اعتيادي كباقي الايام كنت اجلس في مكتبي في المستشفى بعد ان عاينت بعض الحالات، حتى رن هاتفي وكان المتصل هو الطبيب المسؤول في الطابق الثالث،
والطابق الثالث مخصص لحالات الانعاش من الغيبوبة،

  • نعم تفضل دكتور
  • دكتور ابراهيم نحن نحتاجك في الطابق،
  • نعم سآتي في الحال،
    توجهت الى الطابق الثالث بعد ان اخذت مفكرتي والتقيت هناك بالطبيب المسؤول نفسه،
  • ما هي الحالة دكتور؟
  • انه شاب في الثانية والثلاثين من عمره، جلبته سيارة الاسعاف قبل يومين بعد تعرضه لحادث بسيارته لكن وضعه كان حرجاً جدا كما اخبرني طبيب الطوارئ، فقد حاولوا انعاشه بكل ما يستطيعون الا ان معدلاته الحيوية كانت منخفضة جداً لذلك فارق الحياة ولم يستطيعوا عمل اي شيء لأنقاذه، وبعد نقله الى ثلاجة الموتى بساعات، تفاجأ الطبيب المناوب بصوت منخفض يصدر من الثلاجة، ثلاجته تحديداً، كان ذلك مخيفاً للغاية كما اخبرني، فقد تحدثت معه بنفسي،
    بعدها تحول الصوت الى ضرب من داخل الثلاجة، مما اثار رعبه، لكنه قرر ان يفتحها بسرعة عسى ان يكون الشخص الذي بداخلها ليس ميتاً، رغم انه هو من ادخله بنفسه للثلاجة بعد فحص مؤشراته عند استلامه للجثة كما تقتضي الاجراءات وكان ميتاً لا محالة بكل المقاييس الطبية، ولا مجال للشك في ذلك،
    قام بفتح الثلاجة وكانت الصدمة انه وجده حياً وعيونه مفتوحة بشدة لكن جسمه كان يرتجف من البرد حتى فقد الوعي، لذلك نادى بسرعة على بعض الممرضين واخرجوه للخارج وتم انعاشه مجدداً،
  • كم ساعة مضت على موته الاكلينيكي؟
  • ثمان ساعات؟
  • ياللعجب،
  • نعم انه امر عجيب فعلاً، الا انه كان يهلوس وينتفض بعد ان اخرجوه وبدأت مؤشراته تتدهور مجدداً لذلك قررنا ان ندخله بحالة غيبوبة اصطناعية لكي لا تتضرر وظائفه او دماغه،
    الان بدأنا باخراجه من هذه الغيبوبة، لذلك اردت ان تكون موجوداً تحسباً لأي طارئ نفسي ربما يؤثر عليه مجدداً،
  • حسناً اذاً، دعني اذهب لأراقب حالته،
  • تفضل،

دخلت لغرفة المريض وكان الاطباء يحقنونه ببعض المحاليل لمساعدته على الاستفاقة،
اخذت كرسياً ووضعته في زاوية الغرفة وجلست اراقبه حتى يستفيق،
مرت نصف ساعة تقريباً حتى بدأ يفتح عينيه،
كانت عيون الاطباء تتابع الاجهزة وتستقرأ بياناتها وتحللها، والحمد لله كل شيء يبدو مطمأناً وطبيعياً،
بدأ يتململ في مكانه الا انه كان تائهاً، فقد كان مسهباً في النظر هنا وهناك ينظر في زوايا الغرفة كأنه في عالم آخر او انه يرى بشراً لأول مرة في حياته،
المفارقة هنا اني اقصد اي حياة منهم، السابقة ام الحالية، فهذا الرجل كانت ميتاً قبل يومين، ولا اعلم كيف عاد مرة اخرى، او ان هذا هو ما سأحاول ان اكتشفه،
بدأت ادون كل هذا في مفكرتي، حتى رفعت عيني مجدداً لأجده يركز فيَّ،
اطال النظر كثيراً ثم بدأ ينظر الى شيئ بجانبي، حتى اني ادرت رأسي لأرى فيم كان يركز الا انه لم يوجد سواي في تلك الجهة من الغرفة،
اغمض بعدها عينيه فتواصلت بنظراتي مباشرةً مع بقية الاطباء في الغرفة ففهموا المغزى من نظراتي تلك واخبرني احدهم،
انه ينام فحسب الآن، فقد اعطيناه مهدئاً بسيطاً،
خرجوا بعدها من الغرفة واحداً تلو الآخر بعد ان اطمأنوا على حالته فكل وظائفه كانت مستقرة الا اني لم ابارح مكاني لأني اريد ان اكون موجوداً عندما يستفيق مرة اخرى،
اريد ان اعرف ما حقيقة ما جرى لهذا الشاب، ليس من منطلق كوني طبيباً فقط بل من جانب فضولي البشري ايضاً،
بقيت اطالعه لساعة تقريباً وكان كل شيء طبيعي حتى غفوت دون ان اشعر،
لم اعرف كم مضى من الوقت حتى شعرت بيدٍ تتحسس رأسي فصحوت بسرعة لكن لم يكن احد غيري في الغرفة ما عدا المريض طبعاً،
نظرت اليه فوجدته مستيقظاً ينظر الي وقد رفع جسمه قليلاً متخذاً وضعية الجلوس، ولكن هذه المرة كان يبدو لطيفاً وغير شارد،
قبل ان اتحدث اليه قال جملة ارعبتني،

  • لا تخف انها هنا لتطمأن عليك فقط، يبدو انها تحبك كثيراً
  • من تقصد؟
  • التي كانت تمسد على رأسك
  • من هي هذه التي تتحدث عنها، لا يوجد سوانا في الغرفة،
  • لا، ليس صحيحاً، بل هي ايضاً كانت موجودة، الا انها رحلت عندما صحوت انت،

اردت ان اسايره رغم اني اعلم انه يهلوس،

  • هل تعرفها؟
  • كلا، لكنها سيدة كبيرة في العمر وتشبهك كثيراً،
  • هل تستطيع ان تصفها لي؟

بدأ يصفها لي وكانت عيناي تتسعان وانا استمع له، انه كان يصف امي كما لو انه يراها واقفة امامه الآن حتى انه اخبرني ان لديها شامة كبيرة تحت عينها اليسرى،
مرت ثوانٍ وانا في حالة ذهول، هذا الشخص الغريب الذي لم التقي به يوماً يصف لي امي التي توفيت منذ سنتين ويخبرني انها كانت تقف بقربي وتمسد على رأسي، والمثير للغرابة انني صحوت على نفس الاحساس،

حاولت ان ابين عدم استغرابي او اكتراثي بما يقول فأنا الطبيب هنا وانا من يجب ان يسيطر على الامر ويمسك بزمام الامور، لذا قررت ان اعرفه بنفسي اولاً، وقبل ان اخبره بأسمي قال،

  • يا دكتور، هل تؤمن بوجود الله؟
  • بالطبع،
  • اذا انت تؤمن بالموت ايضاً،
  • بالتأكيد،
  • لكنك لا تعرف ما يحدث بعده،
  • كيف لي ان اعرف، فانا لم امت بعد،
  • انا اعرف شيئاً عنه،
    استفزني ما قاله للتو، فبالرغم من أني اعرف انه توفي اكلينيكياً وعاد للحياة مرة اخرى لكن هذا لا يعني انه مات في النهاية، فكيف له ان يعرف ما يحدث بعد الموت مثلما يقول،
    بكل هدوء وثقة قلت له،
  • انا هنا لكي استمع لك وانصت لما تخبرني به واساعدك على تخطي ما مررت به،
    لذا اريد ان تخبرني بآخر شيء تتذكره قبل وجودك هنا في هذه المستشفى،

كان هادئاً بطريقة غريبة، و نظر الي بأبتسامة لطيفة وقال،

  • حسناً، سأخبرك بكل شيء لكن اريد منك شيئاً اولاً،
  • ماذا تريد، اخبرني،
  • اريدك ان تخبر والدا سامر بأنه يحبهما كثيراً
  • من سامر هذا،
  • انه الفتى في الطابق الذي فوقنا، الطابق الرابع
  • اي فتى؟
  • لقد كان والداه يبكيان بحرقة عليه وهو راقد بلا حراك على سرير المستشفى وامه كانت تقبل راحتا يديه، لكنه في الحقيقة كان يقف بقربهما ويخبرهما انه تخلص اخيراً من كل الالم ويطلب منهم الا يحزنوا، وكم كان يبدو فرحاً،
    كان يقول لهما انه يحبهما كثيراً لكنهما لم يكونا يسمعاه او يرياه،
    حتى نظر الي وقال لي، “ارجوك ان تخبرهما بذلك عندما تعود واخبرهما ان يعطيا كل العابي لأخي عندما يولد، الا لعبة الديناصور فأنا لا احبها كثيراً، واخبر والدتي اني ارى الآن المروج الخضراء التي قالت اننا سنذهب اليها عندما نموت” ،

ثم اخذه الرجلان ورحل مبتسماً،

  • اي رجلان، والى اين ذهب؟؟!!!

سكت قليلاً، ثم قال،

  • انا متعب الآن اريد ان ارتاح، هل لنا ان نتحدث في وقت لاحق لو سمحت،
  • نعم بالتأكيد، سوف ارحل الآن وادعك لترتاح لكني سازورك غداً ان شاء الله لكي اطمأن على وضعك ونتحدث قليلاً،
  • حسناً، لكن لا تنسى ما اخبرتك به، ارجو منك ان توصل الرسالة فأنا كما ترى لا استطيع النهوض من سريري، لا تنسى ذلك ارجوك،
  • هاااااا، حسناً حسناً

ما كل هذا الهراء وهذه الهلوسة،
خرجت احمل في رأسي الف علامة استفهام،
من سامر هذا؟ وكيف رآه وقد كان في غيبوبة وكيف يعلم انه يرقد في الطابق الثالث اصلاً،

الاغرب من هذا، كيف وصف لي امي اساساً؟؟
رجعت الى مكتبي وانا شارد الذهن تماماً، فكل ما اخبرني به محير وغير منطقي،
الا انه خطرت لي فكرة،
قفزت من كرسيي وتوجهت فوراً الى الطابق الرابع،
سألت احد الاطباء المشرفين هناك وكان صديقي، سألته عن هذا الفتى الذي اسمه سامر، نظر الي باستغراب وقال،

  • لماذا تسأل عن هذا الفتى يا ابراهيم؟
  • لا شيء اريد ان اعرف، هل استقبلتم حالة بهذا الاسم؟
  • نعم قبل يومين، كان فتى في العاشرة من العمر الا ان المسكين كان مصاباً بالسرطان، جلبه والداه الى هنا بعد تعرضه الى انهيار قوي في معدلاته الحيوية،
  • واين هو الآن، اريد ان اراه،
  • ترى من؟
  • سامر
  • سامر توفي في نفس اليوم يا ابراهيم، فحالته كانت ميؤوس منها، حتى اني بكيت عندما دخلت الى غرفته لحظة وفاته، فمشهد والديه كان مؤثراً للغاية

في الحقيقة ما اخبرني به صديقي اصابني بالحيرة اكثر، ولم يساعدني في شيء،
رجل عاد من الموت يخبرني عن رؤيته لفتى ميت ويطلب مني ان اوصل رسالة منه لأهله،

لا اعرف، الامر كله مربك لان ما اعتقدته هلوسة لم يكن كذلك، كل ما درسته وتعلمته يتناقض مع ما يحصل الآن، الا اني اردت ان اتوغل في هذا الموضوع اكثر واعرف حقيقته لذلك قلت لصديقي،

  • هل لديكم اية معلومات او عنوان والدا هذا الفتى سامر
  • لا بالطبع، هذه المعلومات تجدها لدى ادارة المستشفى لكنهم لا يزودون الاطباء بهكذا معلومات، وما شأنك بكل هذا يا ابراهيم،
  • لا شيء يا صديقي، فقط اريد ان اتأكد من شيء
  • تتأكد من ماذا،
  • لا شيء، لا يهم،
  • انظر، اعرف شيئاً واحداً، ان والدا سامر سيكونان هنا غداً لأستلام شهادة الوفاة، فقد كنت في غرفة الادارة عندما اتصلوا بوالده وسمعت ذلك بالصدفة،
  • حسناً، اني اشكرك… مع السلامة

رجعت الى مكتبي وجمعت اغراضي وخرجت من المستشفى متوجهاً الى المنزل،
طول الطريق وانا احاول ربط كل كلمة وجملة قالها مريضي ببعضها، الا ان قطع كثيرة من هذه الاحجية ما تزال مفقودة،
اني انتظر الغد بفارغ الصبر لكي اتحدث معه مجدداً، والاهم من ذلك ان احاول التواصل مع والدا ذلك الفتى، لا اعلم ما الدافع القوي وراء ذلك لكني احسست ان شيئاً مهماً سيحدث بعده،
ورغم اني لا اعرف كيف وبأي طريقة سأتواصل معهم، الا اني سأحاول،

في صباح اليوم التالي وصلت باكراً جدا للمستشفى لكي لا اضيع فرصة مقابلة والدا سامر،
جلست على كرسي قرب غرفة اصدار شهادات الوفاة واخرجت كتاباً كنت اتظاهر بقرائته،
بدأت اراقب كل من يدخل للغرفة واسترق السمع لما يقول،
دخل عدة اشخاص لكن لم يكن اي منهم والده او والدته،
حتى رأيت رجل وامرأة في منتصف عمرهم يمشون بتثاقل وحزن على طول الممر المؤدي الى الغرفة،
شعرت انهم هم من ابحث عنهم وبالفعل كانو هم المقصودين، وهذا ما اكتشفته من سياق حديثهم مع الموظف الاداري الذي سلمهم شهادة الوفاة وخرجوا يحملون احزان الدنيا فوق اكتافهم،
بالطبع، فمن منا ممكن ان يحتمل خسارة ابنه او ابنته؟ لا احد، وبالاخص ان كان مريضاً ويعاني،

اعترضت طريقهم بهدوء وسلمت عليهم،
عرفتهم بنفسي ثم قلت لهم،

  • هل يمكنني ان أخذ خمس دقائق من وقتكم قبل ان ترحلوا

فأجاب الرجل،

  • فيم تريد ان تتحدث معنا؟
  • بخصوص ابنكم سامر رحمه الله،
  • ماذا تريد ان تخبرني بخصوصه، فقد رحل للأبد،
  • ليس هنا في الممر ارجوك، دعوني ارحب بكم في مكتبي،
  • حسناً،

ادخلتهم للمكتب ورحبت بهم وقمت بتعزيتهم على فقدانهم لابنهم سامر،
مرت بعدها نصف دقيقة صمت وهم ينظرون اليّ منتظرين ان اتكلم،
لكن في الحقيقة لم اكن اعرف كيف ابدأ الموضوع، الا اني باشرتهم بسؤال عفوي،

  • هل كان سامر يعاني خلال فترة مرضه
  • نعم وكثيراً، ونحن ايضاً كنا نعاني لأننا كنا عاجزين عن تخفيف ذلك الالم الذي كان يفتك به كل يوم،
    اتمنى انه ارتاح من عذابه الان،
  • هل كان اي احد غريب متواجد معكم لحظة وفاته في المستشفى، غير الاطباء طبعاً،
  • كلا بالتأكيد، فلم يكن هنالك سوى طبيبين وممرضتين ونحن،

توجهت بالسؤال هذه المرة الى امه لكن لفت انتباهي شيء لم يكن واضحاً جداً عندما قابلتهم بسبب فستانها الواسع، فقد كانت حامل،
ابعدت عيني عن بطنها كي لا تستهجن تلك النظرات، وقلت لها،

  • هل كنتِ تقبلين راحتا يدي سامر حين توفي؟

صَمَتَتْ لبرهة كأنها استذكرت المشهد، اجابتني وبدأت بعض الدموع تنزل من عينيها،

  • نعم فعلت ذلك، لكنك لم تكن موجوداً فكيف علمت بذلك،
  • اعرف ذلك فقط، و…….

قاطعني زوجها وقد بدأت ملامحه تصبح عصبية قليلاً،

  • هل تريد ان تخبرنا بشيء ام نرحل، ماذا تريد بالضبط ولماذا دعوتنا الى مكتبك،
  • لا اعرف كيف اخبركم التالي او كيف ستصدقوه،
  • لا تتكلم بالالغاز، ما الامر يا دكتور
  • ان ابنكم سامر بخير وقد ارتاح من كل آلامه وعذابه لكن هنالك رسالة منه اريد ان اوصلها لكم،
  • رسالة؟؟ من سامر؟؟ ابننا مات يا دكتور، هل انت واعٍ لما تقول ام انك جلبتنا الى هنا لكي تهزأ بنا،
  • ابداً ابداً اقسم لك اني لا افعل ذلك،
    سامر بخير الآن وهو سعيد جداً ويحبكما جداً، ويريد ان تعطوا كل العابه الى اخيه الا لعبة الديناصور فهو لا يحبها،
    ويخبر والدته انه رأى المروج الخضراء التي اخبرتها عنه،

انفجر الجميع بالبكاء بعد كلامي هذا حتى هدأوا بعدها بقليل ثم قالت لي والدته،

  • كيف عرف ابني سامر اني حامل بذكر، فلم نستلم نتيجة التحليل سوى البارحة، انا بنفسي لم اكن اعلم هذا،
    وكيف عرفت انت باني قبلته من راحتي يديه وبشان المروج الخضراء ولعبة الديناصور التي لا يحبها،
    اخبرني الآن، اريد ان اعرف،
  • صدقيني انا لا اعرف شيئاً، لكن شخصاً اخراً هو من اخبرني بذلك،
  • من هو هذا الشخص، اريد ان اكلمه،
  • لا استطيع ارجوكم، وانا نادم اني اخبرتكم عن كل هذا وقلبت عليكم المواجع،
  • اننا فعلاً حزينون جداً على سامر لكن ما اخبرتنا به سيجعلنا نرتاح عندما نضع رأسنا على الوسادة ليلاً،
  • اتمنى فعلاً ان يريحكم هذا،

امسك الرجل بيد زوجته ونهضا من كرسييهما ورحلا دون ان ينطقوا اي كلمة بعدها سوى نظرات الام التي كانت نظرات شكر وامتنان،

وضعت يدي على رأسي وانا افكر فيما فعلته لهذين المسكينين، كيف لي ان اتصرف هكذا، فأنا طبيب لا أؤمن الا بالعلم، يالي من احمق متهور،
لم اتصور بأني سأقوم بمثل هكذا تصرف يوماً ما الا ان ما فعلته لم يكن بارادتي، فضولي غلب على حقيقة كوني انسان لايؤمن سوى بالحقائق الملموسة،

لكن مهلاً، بالحديث عن الحقائق، فكل ما اخبرني به المريض حقيقي،
بالتأكيد هنالك حيلة ما وقد وقعت انا في فخ هذه الحيلة،
يجب ان اذهب اليه لاعرف حقيقة هذا المحتال،
توجهت الى الطابق الثالث فوراً ودخلت الى غرفته وكان جالساً كأنه ينتظرني،
وقبل ان اتكلم قال لي،

  • اني اشكرك
  • تشكرني على ماذا؟
  • على ايصالك لرسالة سامر

يا اللهي، اني سوف اجن، كيف علم بهذا ايضاً، فهو لم يكن معي،

  • من اخبرك بهذا؟
  • سامر هو من قال لي هذا وابلغني ان اشكرك بالنيابة عنه، اعرف انك تائهٌ الان ولا تعرف ما الذي يحصل لكن اجلس من فضلك لأخبرك قصتي،
  • حسناً، سوف اجلس، اخبرني الآن، كلي اذان صاغية،
  • حسناً، يوم امس طلبت مني ان اخبرك بآخر شيء اتذكره قبل الحادث،
    انا يا دكتور مدخن شره جداً ولم استمع يوماً لأي نصيحة بترك التدخين، كنت اشعر بأن صحتي تتدهور الا اني لم اتخذ اي اجراء حيال ذلك،
    يوم الحادث كنت في سيارتي اعود الى البيت وفي منتصف الطريق بدأت اشعر بضيقٍ وحرقة في صدري والم في الجهة اليسرى منه، وحرارتي بدأت ترتفع، عرفت اني امر بأزمة قلبية، بصري اصبح مشوشاً بحيث اني لم اكن اشعر بأن السيارة انحرفت عن الطريق،
    حتى احسست باني اتشقلب في الهواء وفي الحقيقة السيارة هي التي انقلبت،
    لا اتذكر بعد ذلك كيف تم اخراجي، لا اتذكر سوى بعض ومضات من الرؤية وانا في سيارة الاسعاف، ثم فتحت عيني بعدها لأرى مجموعة من الاطباء يقفون فوق رأسي واحسست بألم عظيم في كل جسمي، بسبب الحادث على ما يبدو،
    ثم صدر صوت عالي جداً، اردت ان اغلق كلتا اذني بيدي من شدته غير اني لم استطيع،
    شعرت بعدها بشيء يشبه الصداع لكنه كان قوياً،
    الا ان ما حدث بعدها هو الغريب،
    احسست ان كل طاقتي عادت الي مجدداً، اختفى الصداع، والصوت، فنهضت من السرير الذي كنت ممدداً عليه وقد زالت كل الاوجاع، ثم شعرت ببدني يطفو،
    كنت ارتفع للأعلى، اصبت بالذهول للوهلة الاولى عندما رأيت جسمي على سرير الانعاش يحيط بي الاطباء والممرضين،
    من انا…. ومن هذا الشخص الممدد على السرير، انه يشبهني جداً،
    انه انا بالتأكيد، لكن كيف لي ان ارى نفسي،
    مازلت اطفو في الاعلى وانا انظر الى الاطباء وهم يحاولون انعاشي،
    او دعني اقل ذلك،
    كانو يحاولون اعادتي للحياة، فقد كنت ميتاً، هذا هو ما اكتشفته بعد قليل،
    حقنوا اوردتي بالكثير من المحاليل و قام احد الاطباء بصدمي بجهاز الصدمات الكهربائية تسع مرات لكن بدون فائدة، بعدما استنفذ فرصته في انقاذي، رمى جهاز الصدمات بعيداً ووضع كلتا يديه على رأسه من الخلف، كحركة تدل على العجز والفشل في انقاذي،
    قاموا بعدها بتسجيل ساعة الوفاة وخلعت احدى الممرضات خاتمي من يدي، ادخلته في كيس شفاف صغير ووضعته في درج ابيض فيه قفل الكتروني،
    اتذكر الرقم الذي فتحته به، كان ٤١٢٤،
    صرت اشعر اني اتحكم في جسمي الطافي واصبحت قادراً على الحركة،
    بدأت انتقل من غرفة الى اخرى حتى طفوت في الطابق الرابع، فهذا ما كان مكتوباً في الممر،
    دخلت الي غرفة سامر ورأيت وسمعت ما اخبرتك به البارحة
    بعدها حدث امر آخر،
  • ماذا حدث،
  • شيء ما صار يسحبني بسرعة للأعلى،
    كنت ارتفع وارتفع حتى اختفى كل شيء ووجدت نفسي اقف على ارضٍ منبسطة،
    لم اعلم اين انا لكن ما كنت متأكد منه، هو انني فارقت الحياة،
    اكتشفت ان امامي شيء يشبه النفق، لا شيء غيره في هذا المكان، بدأت اتحرك نحوه حتى اعترضني رجلان ظهرا من العدم وامسكا بيدي وغيروا اتجاهي،
    وضعهما كان مريب جداً، فقد كانت اشكالهم وملامحهم تتغير من ملامح شباب الى شخصين مسنين اغلب جلودهم متساقطة،
    الغريب اني لم اكن خائفاً منهما،
    ثم بدأ يظهر لي شيء آخر، لقد كنا نتحرك بأتجاه حفرة كبيرة جداً،
    حتى وصلنا عند حافتها وقاما برميي فيها،
    سقطت من مسافة مرتفعة جداً دون ان اتأذى، احسست بنفسي على ارضٍ اخرى مليئة بعظام البشر،
    ارض جرداء لا حياة فيها، سوى حفراً منتشرة هنا وهناك، حفر تصدر منها النار ولهيبها، تحيط بها ثعابين عملاقة كنت اسمع فحيحها، بعضها لديها اكثر من رأس واحد، وسمعت ايضاً اصوات اخرى تصدر من هذه الحفر، اصوات لأشخاص يتعذبون بشدة،
    استمرت حالة اللاشعور وعدم الخوف رغم ان ما كنت اراه من المفترض ان يكون مخيفاً ومفزعاً جداً،
    سمعت بعدها صوت قادم من بعيد بدأ يعلو شيئاً فشيئاً، كان هذا الصوت ينادي بأسمي، صوت شعرت اني اعرفه جيداً لكني لم اكن قادراً على تمييزه،
    وعندما نظرت للأعلى رأيت ما هو اكثر غرابة، كانت هنالك سماء لكنها ليست كسمائنا بل كأنها سقف خرساني صلد مليء بالفتحات، فتحات ممتدة للاعلى، كالحفرة التي سقطت منها، رأيت اناساً كثيرين يتساقطون من تلك الفتحات،
    ثم حدث شيء آخر،
  • ماذا حدث بعدها؟
    كنت متلهفاً جداً كطفلٍ صغير ليكمل بقية القصة،
  • سحبتني قوة ما للأعلى واخرجتني من احدى هذه الفتحات،
    تحول المشهد الآن، فأنا الان في سهل كبير اخضر لم ارَّ في حياتي ما يناظره جمالاً، وعلى مرأى مني نفق،
    شعرت لا ارادياً بأني مسير لأعبر هذا النفق،
    وبالفعل بدأت اتجه نحوه، لم اكن امشي، بل كنت اطفو في الهواء،
    كلما تقدمت نحو النفق كنت ارى اناساً عرفتهم في حياتي السابقة لكنهم كانوا امواتاً
    واخرين لم اعرف من هم،
    كلهم على الاطلاق كانو يبدون سعداء وفرحين،
    بدأت ادخل لهذا النفق وكانت بدايته مظلمة جداً لكنه كان ينير كلما تقدمت اكثر،
    حتى خرجت منه الى مكان سماوي المظهر
    منير بشكل لا استطيع وصفه من منظوري البشري البسيط القاصر سوى كأقوى ما يكون من اشعة الشمس حين تقع على مرجٍ من الثلج، نور آسر للقلوب، الا انه رغم قوته لم يكن مؤذيا للبصر ابداً، بالعكس كان مريحاً بطريقة خلابة ساحرة،
    المكان بالكامل تملأه الطمأنينة والدفئ، تخيل ان شعوري كان كأنني اعود الى البيت، او الى مكان كنت فيه سابقاً، اعرفه جيداً واحبه، هكذا كنت اشعر،
    ثم ظهر امامي كائن سماوي روحي، لا توجد له اية ملامح او كتلة او جسم لكي اصفهم، الا انه كائن،
    كان يشع سكينة ومحبة غمرتني بالكامل، لم اجرب في كل حياتي هذا القدر من الحب والاطمأنان، في وقتها ما خطر على بالي هو الرحمة التي طالما قرأت عنها في كتاب الله،
    رحمة الله التي ادخرها لنا،
    كنت سعيداً لدرجة لا يمكن اي انسان ان يتخيلها،
  • ماذا حدث بعد ذلك،
  • كنت اتواصل مع هذا الكائن دون اي كلام، تخاطرياً فقط،
    بدأت ارى كل حياتي وكل اعمالي برؤية بانورامية، هل تعرف بأني الآن على علم بكل عمل قمت به في حياتي، خيره وشره، وحتى اني اتذكر متى قمت به،
    بعدما عُرِضَت عليَّ كل اعمالي، كل ما كان في نفسي هو ان اندمج او التحم مع هذا الكائن الروحي،
    لكن، ايقنت يقيناً تاماً، او ان احدهم قام بحشر هذا اليقين فيَّ، بأني ان فعلت ذلك سوف اعبر الحاجز، وان عبرته لن اعود ابداً
    اتعرف عن اي حاجزٍ اتحدث؟؟
  • كلا، لا اعرف،
  • انا اقصد البرزخ، الحاجز الذي يفصلنا عن الحياة الاخرى، ولا تستغرب ان قلت انها حياة،
    نعم انها حياة لكن بطريقة اخرى ووضع مختلف، وان سألتني كيف اعرف كل هذا، فأنا لا اعلم كيف اجيبك،
    بصراحة لم اكن انوي ان اعبر الحاجز، اردت العودة ليس لحبي لحياتي السابقة، بل لاني لم اكن راضياً عنها فهي تحتاج الى الكثير من الاصلاحات، اصلاحات الذات، فقد بتُّ اعرف الآن ما الحكمة من وراء وجودي في الدنيا وما يتوجب علي القيام به،
    لقد خلقنا لنكون اسمى المخلوقات لا ارذلها، سوى اننا انجرفنا عن هذا المسار لكن صدقني ان اخبرتك ان الفرصة لا تزال قائمة،
  • اخبرني ماذا حدث بعد ذلك،
    (قلت هذا بصوت منخفض وقد احسست بشيء يبلل بنطالي، كانت دمعة هي التي سقطت عليه، كنت ابكي دون ان اعي ذلك)
  • لما كنت لم ارغب في عبور البرزخ، صرخت بأعلى صوتي، لم يكن لي صوت فقد اخبرتك اني كنت اتواصل معه بالتخاطر، الا ان احساس ما قمت به هو الصراخ،
    صرخت بقوة،
    ليس الان ارجوك، ليس الان،
    هنالك شيء كنت اقرأه طول حياتي وامر عليه مرور الكرام دون ان افهم او اتعض منه،
    ((حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ))
    لم ادرك تلك الحقيقة الا في تلك اللحظة،
    اتعرف شيئاً، اكتشفت ان الله يحبني،
    بل يحبنا جميعاً، -كيف اكتشفت ذلك؟
  • لأني جالس هنا الان امامك، اني مُنِحتُ فرصة ثانية،
    فقد شعرت بشيءٍ يشبه الحبل على خصري يسحبني بقوة وسرعة للخلف ليخرجني من هذا النفق، وبدأ يعلو نفس الصوت الذي سمعته عند انتقالي الى هذا المكان حتى سكت فجأة واحسست بكل جسمي يتجمد من البرد،
    فتحت عيني لأجد نفسي ممدد في مكان مظلم بارد، بدأت اتحسس بيدي الجدار المعدني الذي يحيط بي وصرت اضربه بقوة،
    حتى فُتِحَت باب خلف رأسي لأجد نفسي في ثلاجة الموتى،
    فقدت الوعي بعدها مباشرةً، ولا اتذكر اي شيء الا وانا في هذه الغرفة،
    لكني اريد ان اخبرك بشيء اخير،
    كل ما قصصته عليك لا يفي حق تلك التجربة التي مررت بها،
    فما رأيته وسمعته لا توجد اي كلمات او تعابير يمكن ان تشرحه، اللغة هنا تقف عاجزة عن التعبير،
    الا ان هنالك حقيقة واحدة فقط خرجت بها،

“اني لم اعد خائفاً من الموت، فقد ادركت ما عليه الامر في الضفة الاخرى”،
لكن فيما تبقى لي من حياتي الجديدة، سيكون لي خطة مختلفة كلياً عن السابق، يجب ان اتهيأ هذه المرة للانتقال…. وعبور ذلك البرزخ، فما ينتظرني هناك اجمل بكثير من اي شيء ممكن ان نتخيله،

صمت هو بعد ان قال كلماته تلك، وانا كنت صامتاً ايضاً عاجز عن النطق بأية كلمة،

نظرت اليه طويلاً وانا اتأمله، خرجت من الغرفة وانا اسرح في افكاري،

ما اخبرني به لا يمكن ان يكون منطقياً ابداً حتى في حالة شخص مسجى على ظهره وبوعي تام، فكيف اذا كان ميتاً اصلاً،
لقد كان يصف الاشياء من نقطة مرتفعة،
اشياء لا يمكن ان توصف من تلك النقطة الا من قبل شخص يخبر الحقيقة،
فكيف له ان يصف كل ما كان يفعله الاطباء داخل غرفة الانعاش هذا الوصف الدقيق،
لقد تأكدت بنفسي من كل كلمة قالها وكان صادقاً بطريقة لا تقبل الجدل او الشك،
الا ان الصراع مازال قائماً بين كل ما درسته وتعلمته (ولُقِنتُهُ) في حياتي وبين كل ما سمعته ان افترضنا انه ليس منطقياً،
لكن ما هو المنطق، هل هو حقيقة ازلية ثابتة، ام اننا وحدنا من نردد هذه الكلمة على الدوام لنقنع انفسنا بعدم جهلنا، فيالنا من مغرورين متكبرين،
تلك القصة لامست ابعد نقطة في وجداني وروحي،
لا يمكن لشخص مثله ان يختبر كل هذا ويصفه بهذا الوصف وهو يكذب، لا يمكن ابداً، ففي النهاية انا طبيب نفسي كما تعرفون،

تلك التجربة كانت السبب في تغيير حياتي بالكامل، فقد شُغِفتُ بعدها بالبحث والدراسة في هذا الموضوع ودرست مئات الحالات التي تشبه هذه القصة،
لايمكن ان يكونوا كلهم كاذبين،

والآن اليكم التالي……

عندما يموت الانسان… ينفصل الجزء الغير المادي منه او الاثيري والذي يسمى بالنفس عن الجسد المادي… اجسامنا المادية التي نعيش بها اليوم في هذه الحياة… ما هي الا وعاء يبلى ويشيخ بمرور الوقت… لكن النفس شيء اخر كلياً، فهي التي تمثل ذاتنا وكينونتنا الحقيقية،
الموت ليس فناءاً او ضياعاً في العدم،
انه انتقال لوعينا وذاتنا المتمثل بجسدنا الاثيري الى الجهة الاخرى…
او ما نطلق عليه… الآخرة
يمكن ان تعبر اجسادنا الاثيرية نقطة اللاعودة او البرزخ، وهذا هو الموت المحتم الذي لا رجعة منه،
((وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ))
واحياناً قد لا نعبر،
نُؤَجَل فقط،
لأسباب لا يعلمها الا الله وحده،
وقبل ان تنكروا ذلك او تقولوا انه منافٍ لكلام الله، ابحثوا قليلاً عن ما اخبرتكم به واقرأوا عن تلك الحالات، انها بالآلاف وليس المئات،
ولا تدعون على الله ما لا تعلمون، فحكمته لا يعلمها الا هو،

احسنوا لأنفسكم واعدوها جيداً، فالفرصة مازالت قائمة،
والانتقال في اية لحظة……

يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته
هل تطلب الربح مما فيه خُسرانُ
أَقبِل على النفس واستكمل فضائلها
فأنت بالنفس لا بالجسم أنسانُ

تمت…….

اجمل ما قيل

لا اله الا الله محمد رسول الله

التعليقات مغلقة.