وقفة تفسيرية من قول ه تعالي أولمْ يَروْا إلَى الطَّيرِ فوقهم صـٰـفّـٰـت ويَقبضْنَ ، مَا يُمسكهنّ إلَّا ٱلرَّحۡمَٰنُۚ

، ووقفة تفسيريّة مَع قولهِ تعالى : [ أولمْ يَروْا إلَى الطَّيرِ فوقهم صـٰـفّـٰـت ويَقبضْنَ ، مَا يُمسكهنّ إلَّا ٱلرَّحۡمَٰنُۚ ] ( الملك : 91 ) .

قالَ ( صافّاتٍ ويقبضنْ ) ولم يقل ( صافّاتٍ وقابضاتٍ ) ؛ وذلك لأنّ الأصل في الطيران هو بسط الأجنحة ، وأمّا القبضُ ؛ فحركة طارئة بعد البسط ، فدخلَ الطّارئُ على الأصلِ بصيغة الفِعل ؛ للإشارة على حصول التغيّر بالحركة .

وأنهى الوصفَ بقولهِ : [ ما يُمسكُهنّ إلا ٱلرَّحۡمَٰنُۚ ] ؛ لبيان رحمته في إلهامها الطيران ، وإلّا فإنّه ختَم الوصفَ في موضع : [ ألَم يَرَوا إلى الطَّير مُسخّرٰت فِي جَوِّ السماءِ ، مَا يُمْسِكُهنَّ إلا اللهُ ] ( النحل : 79 ) بلفظ الجلالة ؛ لبيان قدرته الإلهية .

وفي عِلم رسم المَصاحف : أنّ كلمة [ صّافَّاتٍ ] يجوزُ رسمُها في المَصاحف العثمانية بأربعة أوجهٍ كما نصّ عليه ابنُ عاشرٍ : صـٰـفّـٰـت ، صافّـٰٰت ، صـٰـفّات ، صافّات .

وفي التّوراة : أنّ اللهَ خلَق الطيرَ في اليوم الخَامس ، كما جاء في سِفر التكوين : [ ثُمَّ أمَر اللهُ : ” لِتزْخَرِ المياهُ بشتَّى الحيواناتِ الحيّة ، ولِتُحلِّق الطيور فوق الأرضِ عَبرَ فضاءِ السّماء ” …. ثمّ جاء مساءٌ أعقبَهُ صباحٌ ؛ فكانَ اليومَ الخامسَ ] ( تك 1 : 20 – 23 ) .

التعليقات مغلقة.