تفسير سورة يس الآيه ٣٩ تفسير ميسر لخمسة مفسرين

يس ٣٩ ( وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَـٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِیمِ ) / العرجون القديم : عود عزق النخل اليابس // مَنَازِلَ : مرتان في القرآن في القمر .

◀ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ← مِثْلَ عِذْقِ النَّخْلَةِ المُتَقَوِّسِ فِي الرِّقَّةِ، وَالاِنْحِنَاءِ، وَالصُّفْرَةِ؛ لِقِدَمِهِ.

◀ عِذْقُ النَّخْلَةِ ← عُرْجُونُهَا، عُنْقُودُهَا، قِنْوُهَا.

» التفسير ☟ الميسر

➤ والقمرَ آية في خلقه، قدَّرناه منازل كل ليلة، يبدأ هلالا ضئيلا حتى يكمل قمرًا مستديرًا، ثم يرجع ضئيلا مثل عِذْق النخلة المتقوس في الرقة والانحناء والصفرة؛ لقدمه ويُبْسه.

»تفسير ☟ الجلالين

«والقمرُ» بالرفع والنصب وهو منصوب بفعل يفسره ما بعده «قدَرناه» من حيث سيره «منازل» ثمانية وعشرين منزلا في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر، ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوما وليلة إن كان تسعة وعشرين يوما «حتى عاد» في آخر منازله في رأي العين «كالعرجون القديم» أي كعود الشماريخ إذا عتق فإنه يرق ويتقوس ويصفر.

» تفسير ☟ السعدي

➤ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ ينزل بها، كل ليلة ينزل منها واحدة، حَتَّى يصغر جدا، فيعود كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ أي: عرجون النخلة، الذي من قدمه نش وصغر حجمه وانحنى، ثم بعد ذلك، ما زال يزيد شيئا فشيئا، حتى يتم [نوره] ويتسق ضياؤه.

» تفسير ☟ البغوي

➤ ( والقمر قدرناه منازل ) أي : قدرنا له منازل ، قرأ ابن كثير ونافع ، وأهل البصرة : ” القمر ” برفع الراء لقوله : ” وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ” وقرأ الآخرون بالنصب لقوله : ” قدرناه ” أي : قدرنا القمر ) ( منازل ) وقد ذكرنا أسامي المنازل في سورة يونس فإذا صار القمر إلى آخر المنازل دق فذلك قوله : ( حتى عاد كالعرجون القديم ) والعرجون : [ عود العذق ] الذي عليه الشماريخ ، فإذا قدم وعتق يبس وتقوس واصفر فشبه القمر في دقته وصفرته في آخر المنازل به .

» تفسير ☟ الوسيط

➤ ثم ذكر- سبحانه- آية أخرى تتعلق بكمال قدرته فقال: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ .
.
.
ولفظ القمر قرأه جمهور القراء بالنصب على أنه مفعول لفعل محذوف يفسره ما بعده.
والمنازل جمع منزل.
والمراد بها أماكن سيره في كل ليلة، وهي ثمان وعشرون منزلا، تبدأ من أول ليلة في الشهر، إلى الليلة الثامنة والعشرين منه.
ثم يستتر القمر ليلتين إن كان الشهر تاما.
ويستتر ليلة واحدة إن كان الشهر تسعا وعشرين ليلة.
أى: وقدرنا سير القمر في منازل، بأن ينزل في كل ليلة في منزل لا يتخطاه ولا يتقاصر عنه، إذ كل شيء عندنا بمقدار.
.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو «والقمر» بالرفع على الابتداء، وخبره جملة «قدرناه» .
قال الآلوسى ما ملخصه.
قوله: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ- بالنصب- أى: وصيرنا سيره، أى: محله الذي يسير فيه «منازل» فقدّر بمعنى صيّر الناصب لمفعولين.
والكلام على حذف مضاف، والمضاف المحذوف مفعوله الأول ومَنازِلَ مفعوله الثاني.
وقرأ الحرميان وأبو عمرو: وَالْقَمَرَ بالرفع، على الابتداء، وجملة قَدَّرْناهُ خبره.
والمنازل: جمع منزل، والمراد به المسافة التي يقطعها القمر في يوم وليلة .
وقوله- سبحانه-: حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ تصوير بديع لحالة القمر وهو في آخر منازله.
والعرجون: هو قنو النخلة ما بين الشماريخ إلى منبته منها، وهو الذي يحمل ثمار النخلة سواء أكانت تلك الثمار مستوية أم غير مستوية.
وسمى عرجونا من الانعراج، وهو الانعطاف والتقوس، شبه به القمر في دقته وتقوسه واصفراره.
أى: وصيرنا سير القمر في منازل لا يتعداها ولا يتقاصر عنها، فإذا صار في آخر منازله، أصبح في دقته وتقوسه كالعرجون القديم، أى: العتيق اليابس.
قال بعض العلماء: والذي يلاحظ القمر ليلة بعد ليلة.
يدرك ظل التعبير القرآنى العجيب حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ وبخاصة ظل ذلك اللفظ «القديم» .
فالقمر في لياليه الأولى هلال.
وفي لياليه الأخيرة هلال.
ولكنه في لياليه الأولى يبدو وكأن فيه نضارة وقوة.
وفي لياليه الأخيرة يطلع وكأنما يغشاه سهوم ووجوم، ويكون فيه شحوب وذبول.
ذبول العرجون القديم.
فليست مصادفة أن يعبر القرآن عنه هذا التعبير الموحى العجيب .

التعليقات مغلقة.