- قالتْ : المسيحُ هو كلمةُ الله المولودة ولادة النُّطقِ من العقلِ ، ولمّا كان الله ليس بخالٍ من الكلمة ، فلم يكن زمنٌ لم يكن فيه المسيح الكلمة ، فهو أزليٌّ بأزلية الله ، ليس بمُحدَثٍ ولا بمخلوقٍ .
- قلتُ : قد جاءَ في إنجِيل متَّى إصحاح 3 عدد 16 إلى 17 : [ فلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ ؛ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ … وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً : هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ ] ، فإنْ كانَ المسيحُ هو عينُ كلام الله ، فإمّا أن يكونَ المُتكلِّمُ هنا هو الله ، أو غيره .
- أمَّا الأول ؛ فباطلٌ ، لكونِ أنّ المسيح هو كلام الله المتجسّد ، والمسيح يغتسلُ ويتعمَّدُ في الماءِ صامتاً ، فاستلزمَ أن المتكلّم غير اللهِ ، وأما الثاني ؛ فباطلٌ أيضاً ؛ لأنّه يستلزم أن يكونَ للمسيح أبٌ غير الله الآب يتبنَّى الابنَ ، وهذا ما لا تقولون به .
- قالتْ : نحنُ لا نقولُ أنّ المسيح هو كلام الله كلّه ، وإلّا لألزمنا أنفسنا أن تكونَ التّوراة كلام الله هي المسيح نفسه ، ولا نقولُ به ، بل نقول : إنّ المسيح هو بعض كلام الله ، ذلكَ البعضُ الذي اتّحد بالنّاسوت وصار جسداً .
- قلتُ : وقبل اتّحاد الكلمة بالنّاسوت ؛ إمّا أنَّ الكلمةَ كانت ابناً منذ البداءةِ ، وإما أنّها كانت غير ذلك .
- أمّا الأخير ؛ فيقتضي أنّ المسيح لم يكن ابناً ، ثمّ صارَ ، والصيرورة إحداثٌ بينَ طرفَي فاعلٍ ومفعولٍ ، فاستلزم أنّه مخلوقٌ لا أزلي ، وقد قلتم أنّ المسيح أزليٌّ غير مخلوق ، وأمَّا الأول ؛ وهو كونه ابناً منذ البداءة قبل الاتّحاد والتجسّد ؛ لزمكم القول بأنّ سائر كلمات الله الأخر هي أبناء الله ، ولما كانت كلمات الله لا نهاية لها كي ما يُشابه المخلوق ؛ كان عدد أبناء الله لا نهاية لهم ، وهذا في غاية البطلان عندكم وعندنا .
- فانقطعتْ .
التعليقات مغلقة.