- هي آيةٌ أشكلَ تفسيرُها على المفسّرين ، فتباينتْ آراؤهم فيها تبايناً شديداً ، بين مُثبتٍ ، ومُنكِرٍ ، ومتوقِّفٍ ، وها أنا ذا أجمعُ ما قيلَ في هذا الباب ، والله المُستعان ، فنقولُ : إمَّا أنَّ الهمّ قد وقع ، أو لم يقع .
- فإن لم يقع ؛ فيكون بتقديم الجوابِ على شرطه ، والتأويلُ : ( لولا أن رأى برهان ربّه لهمّ بها ، لكنّه رآه ، فلم يهمّ أصلاً ) .
- وإن وقع ؛ فإمَّا أن يقع عن شهوةٍ ، أو بلا شهوةٍ .
- فإن كان بلا شهوةٍ ، فيكون التأويلُ : ( همَّ بالزواج منها ) أو ( همّ بضربها ) ، وهذان مُتكلَّفانِ .
- وإن كان بشهوةٍ ؛ فإمَّا أن يكون قبل النبوءةِ ، أو بعدها .
- أمَّا الأول ؛ فيكونُ همُّه قبل النبوءةِ هو إرادته للجِماع مع الخاطرِ .
- وأمَّا الثاني ؛ فيكون الهم بعد النبوءةِ هو الخاطر فقط ، أي حديث النفس بلا إرادة ، وهْو مما رفعَ اللهُ به المؤاخذة عن عباده .
- وأما ما جاء من المرويات ؛ من أنّ يوسف عليه السلام حلّ سرواله حتّى بانت إليتيه ( مؤخرته ) ، واستلقت هي على قفاها ، وقعد هو بين رجليها وإن صحّت فيها الأسانيد إلى ابن عبّاس ؛ فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( فكلُّه مما لم يخبر الله به ولا رسوله ، وما لم يكن كذلك ؛ فهو مأخوذ عن اليهود الذين هم من أعظم الناس كذباً على الأنبياء وقدحاً فيهم ، وكل مَن نقله من المسلمين ؛ فعنهم نقله ، لم ينقل من ذلك أحد عن نبينا حرفاً واحداً ) .
- بقيَ أن نذيَّل المنشورَ بالقراءاتِ ، فنقول : جاءَ فِي [ هَيْتَ ] خمس قراءاتٍ صحيحة ، بأيّهما قرأتَ في الصلاة فمُصيبٌ : [ هِيتَ ، هَيْتُ ، هَيْتَ ، هِئْتَ ، هِئْتُ ] ، وزاد ابن محيصن من طريق “المبهج” فيما أدّينا به على المشايخِ : [ هَيْتِ ، هِيتُ ] ، ومن طريق “المفردة” : [ هِئتِ ، هِيتِ ] ، وهذه الأربعة الأخيرة لا تجوزُ الصلاةُ بها على أرجحِ الأقوالِ ، وبس .
التعليقات مغلقة.