شرح حديث لما أتى ماعز بن مالك النبي قال له لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت؟ قال: لا يا رسول الله. قال: أنكتها ـ لا يكني ـ قال: فعند ذلك أمر برجمه.
عندي استفسار بسيط عن حديث رواه البخاري
فقد رواه البخاري عن ابن عباس قال: لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت؟ قال: لا يا رسول الله. قال: أنكتها ـ لا يكني ـ قال: فعند ذلك أمر برجمه.
عاوز اعرف مدى صحة الحديث دا
- أولاً : طالما الرواية في صحيح البخاري ، فهي صحيحة .
- ثانياً : أما لفظُ ( النّيك ) ، فهي في الأصل الأول ليست بكلمة قبيحة ، بل كلمة عربية عاديّة وردت في المعاجم العربية ، يقال ( ناكَ المطرُ الأرضَ ، وناكَ النعاسُ عينَه ؛ إذا غلب عليها ) ، جاء ذلك في لسان العرب لابن منظور وغيره .
- فهنا يجب أن نعلمَ ؛ أن الكلمة إن كانت اليوم تُستخدم في سياقٍ جنسي قادح وفادح ، وفي مقامِ السب والشتم ؛ فإنّها لا يشترط أن تكونَ كذلك في الأزمانِ الأولى ، ومنه زمن النبي عليه الصلاة والسلام ، بل كانت كلمةً كأي كلمةٍ أخرى ، نحو ( أدخلتَ ، أولجْتَ ، وطأتَ ، وضعتَ ) ، وغيرها من الكلمات العادية ، فانحدارُ ثقافتنا وأخلاقنا وتربيتنا هو المشكلة ، وليست الكلمة نفسها هي المشكلة .
- ولقد استخدم النبيُّ هذا اللفظ دون غيره ؛ لأنه صريح بالإدخال ، ويجب أن يفهمَ الصحابيُّ ماعز رضي الله عنه هذا ، لأنّ الجواب سيترتب عليه قطع رقبته وقتله رجماً ، فالمسألة حياة أو موت ، لا تحتمل ألفاظاً مبهمة نحو ( هل ضاجعتها ، هل مارستَ معها ) ، فالممارسة قد تشمل التقبيل ، وقد تشمل الإيلاج ، والجواب من ماعز قد يكون ( نعم ) على شيء لم يفعله ، لأنه فقط لم يفهم معنى ( الممارسة ) ، فيُقتَل ويُرجَم حتى الموت بسبب عدم فهمه للكلمة !
- ولذلك جاء الحديث بنصٍّ صريحٍ لا تأويل فيه ، لأنّ المسألة حياة أو موت ، تضيف ما قدمناه ابتداءً من أن اللفظة لا حرج فيها عند المتقدمين ، ولم تُعرَف كمسبةٍ وشتيمةٍ وعارٍ إلا عند تدني تربية كثير من الناس الشوارعية الذين لم يتربوا في البيوت .
- وبس .
التعليقات مغلقة.