ســلامٌ عليكم ؛؛
• نزل القرآن الكريم منجمًا أي آيات متفرقة ؛ وقد تلقاه الصحابة عن رسول الله ﷺ مشافهةً ؛ وكان الاعتماد على الحفظ أكثر من الكتابة في البداية ، ثمّ جاء جبريل في العام الأخير وكانت العرضة الأخيرة للقرآن الكريم والتي بها تمّ ترتيب آياته كما هي الآن .
• يقول الامام الشاطبي في عقيلة أتراب القصائد : [ وكل عامٍ على جبريل يعرضه
وقيلَ آخر عامٍ عرضتين قرا ]
• وانتقلَ رسولُ الله ﷺ إلى الرفيق الأعلى وكان القرآن محفوظًا في الصدور ومدونًا على رقائق متفرقة .
• وحين تولىٰ أبا بكر الصديق الخلافة وحدثت حروب الردة ؛ توفيَّ الكثير من حفظة كتاب الله ؛ فأشار عليه الفاروق عمر بن الخطاب بأن يبدأ بجمع القرآن في مصحف واحد ؛ فرفض أبو بكرٍ الصديق في البداية خوفًا أن يأتي أمرًا لم يفعله رسول الله ﷺ .
• ثم عاد إليه الفاروق وألح عليه ؛ حتى هدىٰ الله قلب أبي بكرٍ الصديق واستجاب لذلك .
• فأمر بزيد بن ثابت -رضي الله عنه- وقام بتجميع تلك الرقائق التي كتبت بين يدي رسول الله ﷺ وكان يضع شرطًا أن يكون هناك شاهدين على أن تلك الصحيفة كُتبت بين يدي رسول الله ﷺ حتى يقبلها ويضمها للمصحف . [ انظر إلى الدقة ] .
• ثم بعد ذلك أصبح لدينا المصحف الأول عند أبي بكر رضي الله عنه ؛ ثم انتقل هذا المصحف إلى الفاروق عمر ثم إلى السيدة حفصة بنت عمر زوجه رسول الله ﷺ .
• وظل عندها .
• تولى سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الخلافة ؛ ثم بدأت حركة الفتوحات الاسلامية في التوسع ؛ فكان فتح أرمينية وأذربيجان ؛ فاصطف المسلمون للصلاة ؛ وكان جيش المسلمين من قبائل العرب المتفرقة ؛ والتي اتخذت كل قبيلة منهم القراءة التي تناسبها [ من الأحرف السبع التي قرأ بها رسول الله ﷺ وأقرها ]
• فلما قرأوا أمام بعضهم ؛ اختلفوا ؛ هذا يقول سمعت رسول الله يقرأ هكذا ؛ وذاك يقول سمعت رسول الله يقرأ هكذا .
• فجاء سيدنا حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- إلى سيدنا عثمان بن عفان قائلًا له [ أدرك الأمة قبل أن يختلفوا حول كتاب الله اختلاف اليهـ ـود والنصـ ـارى ] .
• يقول الامام الشاطبي كذلك :
[ وعند حفصة كانت بعدُ فاختلف
القراءُ فاعتزلوا في أحرفٍ زمرًا
وكان في بعضِ مغزاهم مشاهدَهم
حذيفةٌ فرأىٰ في خلفِهم عبرا
فجاءَ عثمانَ مذعورًا فقال له
أخافُ أن يخلطوا فأدركِ البشرا ]
• فأمر سيدنا عثمان سيدنا زيد ومن معه من رجال قريش للمرة الثانية أن يستحضر تلك الصحف التي جمعها الصديق -رضي الله عنه- والتي هي عند السيدة حفصة -رضي الله عنها- .
• فكانت كتابة المصحف الشريف بغير نقاطٍ ولا تشكيل وبالوجه الذي يمكن أن يلائم تلك القراءات التي قرأ بها رسول الله ﷺ وبالرسم الذي أقره رسول الله ﷺ .
• وما كان فيه الاختلاف أمرهم أن يكتبوه بلسان قريش .
• ثم أرسل من هذا المصحف [ المصحف الامام ] نسخًا للأمصار حتى يجتمع المسلمون حول هذا الكتاب ؛ كيفما اجتمعوا حول الآيات التي جمعها الله في صدورهم .
• وأمر سيدنا عثمان بحرق بقية الصحف التي كانت منتشرة بين يدي الناس حتى لا يختلط الأمر عليهم ولا يكون هناك مجال للعبث بكتاب الله .
• وهذه الصحف لمن لا يعلم ؛ كان أحيانا الصحابة يكتبون فيها التفسير كذلك ؛ فمثلًا نجد صحابي معه صحيفة مكتوب فيها الآية [ وحافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ] ؛ فيقوم الصحابي بكتابة الآية ويضع التفسير بجوارها هكذا [ وحافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى { صلاة العصر } ]
• فهذا مثال للصحف التي أمر سيدنا عثمان بحرقها ؛ وليس كما يردد الجهلة والمغرضون أنه حرقَ المصاحف لتعرضها للتحريف ، فقد أعاد ٱلصحف ٱلأصلية للسيدة حفصة مرة أخرىٰ .
• فالقرآن محفوظ في الصدور قبل أن يُكتب أصلًا ؛ والعبرة ليست بالكتابة ؛ بل بالمشافهة ؛ فالقرآن أصوات لا تكتب مثل الغنة والمد والروم والاشمام ، وغيره وغيره وغيره .
• هذا باختصار ، وٱللّٰه ٱلقبول أسأل .
• وفقتم .
التعليقات مغلقة.