الرد علي شبهه ان آيتين من القرآن اكلتهما معزه وان القرآن ناقص والعياذ بالله

قضينا عمرنا نكرر بيقين و بثقة ان الله انزل القرآن و انه سبحانه يحفظه من الضياع و التزيف و التزوير ..
حتي عرفنا ان البخاري يقول ان هناك آيتين
اكلتهما المعزة ..
و يقول عمر بن الخطاب
ايه نسخت تلاوتها و بقي حكمها ( بمعني ايه نزلت و ربنا نسخها و اخفاها لكن ابقى حكمها
الا يحدث لنا لوثة ؟

!بسم الله الرحمين الرحيم

• ٱلنسخ هو رفعُ ٱلحكم ٱلشرعي بخطابٍ شرعي متراخٍ عنه .

  • فأمّا ٱلـ[ رفع ] ؛ فهو قطعُ ٱلعملِ به ولا يلزم حذفه ، ويخرجُ من هذا ٱلقيد ماليس برفعٍ كٱلتخصيص مثلاً .
  • وأمّا ٱلـ[ حكم ٱلشرعي ] ؛ فهو خطاب ٱللّٰه ٱلمتعلق بأفعالِ ٱلمكلّفين .
  • وأمّا ٱلـ[ خطاب شرعي ] ؛ فهُو نصُ ٱلكتابِ وٱلسنّةِ ٱلنبوية ، ويخرجُ بذلك رفعُ ٱلحكمِ ٱلشرعي بدليلٍ عقلي ؛ كسقوطِ ٱلتكليفِ عن ٱلإنسانِ بموتِه أو جنونِه .
  • وأمّا ٱلـ [ متراخٍ عنه ] ؛ أي متأخر ، فلا نقول أنّ ٱلصيامَ ناسخٌ للإفطارِ مثلاً ، فهَذا ليس نسخاً وإنّما بيانٌ وتتمّة لحكمٍ شرعي .

• وٱلنسخُ رحمةٌ بٱلعباد ؛ فقد لا تطيق أنفسُهم ٱلأمرَ كلّه مرةً واحدة ، فينزله ٱللّٰهُ لعبادِه متدرجاً كما حدثَ في آياتِ ٱلخمرِ .

  • وقد ينزله ٱللّٰه ابتلاءً وتمحيصاً لما في ٱلقلوبِ كما حدثَ في تحويلِ ٱلقبلة .
  • وقد ينزله ٱللّٰه لملائمته لحادثٍ ما ، ولقومٍ ما ، في وقتٍ ما ؛ ثمَّ يرفعه ٱللّٰهُ مراعاةً للعرفِ وللنَّاسِ ، فمَن أنتَ حتىٰ تحاسب ربَّ ٱلعباد !؟

• وقد وقعَ ٱلنسخُ في ٱلقرآنِ علىٰ عدةِ صور :

١ – أن يُنسَخ ٱلحكم ويبقى ٱللفظُ : كقولِ ٱلباري ﷻ : [ يَــٰٓـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَـٰرَىٰ ] ؛ فقد نسخ ٱلقيدُ بٱلصلاة إلى ٱلتحريمِ ٱلمطلَق .

٢ – أن يبقَى ٱلحكمُ ويُنسَخ ٱللفظُ : كما ثبتَ في حدِّ ٱلرجـ ـمِ ؛ [ وٱلشَّيخُ وٱلشَّيخةُ إذَا زَنَيا فارجُمُوهما ٱلبتَّة ، نَكالاً مِن ٱللّٰه ، وٱللّٰه عزيزٌ حكيمٌ ] .

٣ – أن يُنسَخ ٱلحكم وٱلتلاوة معاً : كـ : [ عَشْرُ رَضْعَات معلوماتٍ يُحرِّمْنَ ] ، نُسخَ ٱلحكمُ بخمسٍ فقط ، ولم تُكتَب في ٱلمصحفِ لأنها لم تكن في ٱلعرضةِ ٱلأخيرة .

• وكلّ ذلك في حياةِ سيدنا رسول ٱللّٰه ﷺ ، وليس بعدَ وفاته كما يفتري ٱلمغرضون .

• فلا إشكال بإذنه تعالىٰ (.)

• ولتعلم أنَّ الفرعَ لا يُسقُط أصلًا ، ولم يكن الحديث هو المصدرُ الوحيد لحدِّ الرجم أصلًا أصلًا ؛ فقد ثبتَ الرجّمُ حدًا بأقوالٍ أُخر وبما فعلَ رسولُ ٱللّٰهِ ﷺ ؛ [ فوٱللّٰه لو أكله التمساح !! ]

• فأمّا تلك الرواية [ التي تقول أن الداجنَ قد دخلتْ لحجرةِ السيدة عائشة ، فأكلت آية الرجم ] ؛ فهي لا تصحُ أصلًا ، وليست في الصحيحين ، بل رواها الإمام أحمد والإمام ابن ماجة . وجاءتْ عن ثلاث وهم :

1 – الإمام مالك .
2 – الإمام يحيي بن سعيد .
3 – الإمام محمد بن اسحاق بن يسار .

• وجاءت في الروايةِ التي نقلَها ابنُ اسحاق زيادة خالفت ما رواه الإمامان [ مالك ، يحيي بن سعيد ] ، فهي زيادة شـ ـاذة لا تصح أصلًا ولا يعتد بها .

• وقد نُقِلَ كتابُ ٱللّٰه مشافهةً بالتواتر اللفظي ، ولدينا أسانيد متصلة متواترة حتى لحركة الشفاة عن رسولِ ٱللّٰه ﷺ ، فمن يحاول الطعن في هذا الباب ؛ هو عبثًا يحاول .

• نزل القرآن الكريم منجمًا أي آيات متفرقة ؛ وقد تلقاه الصحابة عن رسول الله ﷺ مشافهةً ؛ وكان الاعتماد على الحفظ أكثر من الكتابة في البداية ، ثمّ جاء جبريل في العام الأخير وكانت العرضة الأخيرة للقرآن الكريم والتي بها تمّ ترتيب آياته كما هي الآن .
• يقول الامام الشاطبي في عقيلة أتراب القصائد : [ وكل عامٍ على جبريل يعرضه
وقيلَ آخر عامٍ عرضتين قرا ]

• وانتقلَ رسولُ الله ﷺ إلى الرفيق الأعلى وكان القرآن محفوظًا في الصدور ومدونًا على رقائق متفرقة .

• وحين تولىٰ أبا بكر الصديق الخلافة وحدثت حروب الردة ؛ توفيَّ الكثير من حفظة كتاب الله ؛ فأشار عليه الفاروق عمر بن الخطاب بأن يبدأ بجمع القرآن في مصحف واحد ؛ فرفض أبو بكرٍ الصديق في البداية خوفًا أن يأتي أمرًا لم يفعله رسول الله ﷺ .

• ثم عاد إليه الفاروق وألح عليه ؛ حتى هدىٰ الله قلب أبي بكرٍ الصديق واستجاب لذلك .

• فأمر بزيد بن ثابت -رضي الله عنه- وقام بتجميع تلك الرقائق التي كتبت بين يدي رسول الله ﷺ وكان يضع شرطًا أن يكون هناك شاهدين على أن تلك الصحيفة كُتبت بين يدي رسول الله ﷺ حتى يقبلها ويضمها للمصحف . [ انظر إلى الدقة ] .

• ثم بعد ذلك أصبح لدينا المصحف الأول عند أبي بكر رضي الله عنه ؛ ثم انتقل هذا المصحف إلى الفاروق عمر ثم إلى السيدة حفصة بنت عمر زوج رسول الله ﷺ .

• وظل عندها .

• تولى سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الخلافة ؛ ثم بدأت حركة الفتوحات الاسلامية في التوسع ؛ فكان فتح أرمينية وأذربيجان ؛ فاصطف المسلمون للصلاة ؛ وكان جيش المسلمين من قبائل العرب المتفرقة ؛ والتي اتخذت كل قبيلة منهم القراءة التي تناسبها [ من الأحرف السبع التي قرأ بها رسول الله ﷺ وأقرها ]

• فلما قرأوا أمام بعضهم ؛ اختلفوا ؛ هذا يقول سمعت رسول الله يقرأ هكذا ؛ وذاك يقول سمعت رسول الله يقرأ هكذا .

• فجاء سيدنا حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- إلى سيدنا عثمان بن عفان قائلًا له [ أدرك الأمة قبل أن يختلفوا حول كتاب الله اختلاف اليهـ ـود والنصـ ـارى ] .

• يقول الامام الشاطبي كذلك :
[ وعند حفصة كانت بعدُ فاختلف
القراءُ فاعتزلوا في أحرفٍ زمرًا

وكان في بعضِ مغزاهم مشاهدَهم
حذيفةٌ فرأىٰ في خلفِهم عبرا

فجاءَ عثمانَ مذعورًا فقال له
أخافُ أن يخلطوا فأدركِ البشرا ]

• فأمر سيدنا عثمان سيدنا زيد ومن معه من رجال قريش للمرة الثانية أن يستحضر تلك الصحف التي جمعها الصديق -رضي الله عنه- والتي هي عند السيدة حفصة -رضي الله عنها- .

• فكانت كتابة المصحف الشريف بغير نقاطٍ ولا تشكيل وبالوجه الذي يمكن أن يلائم تلك القراءات التي قرأ بها رسول الله ﷺ وبالرسم الذي أقره رسول الله ﷺ .

• وما كان فيه الاختلاف أمرهم أن يكتبوه بلسان قريش .

• ثم أرسل من هذا المصحف [ المصحف الامام ] نسخًا للأمصار حتى يجتمع المسلمون حول هذا الكتاب ؛ كيفما اجتمعوا حول الآيات التي جمعها الله في صدورهم .

• وأمر سيدنا عثمان بحرق بقية الصحف التي كانت منتشرة بين يدي الناس حتى لا يختلط الأمر عليهم ولا يكون هناك مجال للعبث بكتاب الله .

• وهذه الصحف لمن لا يعلم ؛ كان أحيانا الصحابة يكتبون فيها التفسير كذلك ؛ فمثلًا نجد صحابي معه صحيفة مكتوب فيها الآية [ وحافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ] ؛ فيقوم الصحابي بكتابة الآية ويضع التفسير بجوارها هكذا [ وحافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى { صلاة العصر } ]

• فهذا مثال للصحف التي أمر سيدنا عثمان بحرقها ؛ وليس كما يردد الجهلة والمغرضون أنه حرقَ المصاحف لتعرضها للتحريف ، فقد أعاد ٱلصحف ٱلأصلية للسيدة حفصة مرة أخرىٰ .

• فالقرآن محفوظ في الصدور قبل أن يُكتب أصلًا ؛ والعبرة ليست بالكتابة ؛ بل بالمشافهة ؛ فالقرآن أصوات لا تكتب مثل الغنة والمد والروم والاشمام ، وغيره وغيره وغيره .

• هذا باختصار ، وٱللّٰه ٱلقبول أسأل .
• وفقتم .

التعليقات مغلقة.