قصه رجل تقي عابد كان يعيش بالقرب من أحد القرى

يحكى أن رجل تقي عابد كان يعيش بالقرب من أحد القرى، ويعرف عنه جميع أهل القرى أنه تقي وعابد ولا يقرب الحرام.

وفي ذات يوم جاء إليه رجال القرية ومعهم فتاة وقالوا له: هذه الفتاة متهمة بالوقوع في الفاحشة ولكننا لم نتأكد بعد وسنحتاج لوقت حتى نجمع الشهود ونعرف الحقيقة فإذا كانت مخطئة سنقتلها وإذا كانت بريئة سنتركها.

وحتى نتأكد من الأمر لو تركناها في منزل أهلها قد تهرب منهم لو كانت مخطئة أو يهربها أهلها، ولذا اخذناها من منزل أهلها لوضعها في منزل أمن، ونحن لا نأمن أي رجل من رجال القرية إلا أنت ولذا سنضع عندك الفتاة لبعض الوقت، حافظ عليها اغلق عليها منزلك جيدا حتى لا تهرب.

وضعوا عنده الفتاة وانصرفوا فأغلق عليها باب المنزل وانصرف ولم يرى وجهها، وعندما عاد بدأ الشيطان يوسوس له للنظر لها، ليل نهار قائلا: لن تخسر شئ لو نظرت لها ولن يضرك شئ برؤية وجهها أنها جميلة جدا.

ولم يكف الشيطان عن الوسوسة حتى نظر لها الرجل فوجدها جميلة وزادها الشيطان جمالا في عيونه وأصبح يقول له: ذلك ذلك الجمال وهى بحجابها فما بالك لو رأيتها بدون حجاب؟

ولم يبرح الشيطان إذن الرجل إلا وقد راقبها حتى وضعت حجابها قرأها بدون حجاب وكانت اجمل، ثم بدأ الرجل يتلصص عليها في كل الأوقات ليراها وهى تغسيل قدميها أو تمام أو… أو…. أو …

حتى تلصص عليها واسترق النظر وهى تستحم وهنا وقع في الفتنة الكبرى، وأصبحت صورتها لا تغادر مخيلته ليل نهار وهو يقاوم نفسه ورغبته فيها ووسوسة الشيطان له بفعل الفاحشة معها قائلة: أنها زانية على كل حال فخذها وتمتع بها كما تشاء لقد فعلت ذلك من قبل وسيقتلها رجال القرية عندما يعودون.

وهنا نفر الرجل من الوسوسة وقال: لو فعلت ذلك بها سوف تخبر رجال القرية بما فعلت ويفضح أمري.
فقال له الشيطان: وهل سيصدق رجال القرية فتاة زانية ويكذبوا الرجل التقي العابد؟
وإن قالت هم لن يصدقوها، فسقطت الرجل عليها واغتصبها وكانت الصدمة أن الفتاة لا تزال عذراء اي أنها لم ترتكب الفاحشة وبريئة.

وصرخت به الفتاة أنها ستخبر رجال القرية عندما يعودوا بما فعل …

فقال له الشيطان: لقد فعلت بها ما فعلت فإفلعه مرارا وتكرار كما تشاء فالوقعة الاولى لا اختلفت عن المائة والرجال لن يصدقوها فيما تقول ..

فإعتدى عليها مرارا وتكرار ما بقى من الوقت وفي اليوم التالي ذهب للسوق فقابل أحد رجال قرية الفتاة، فقال له الرجل: هل تعلم لقد اكتشفنا أن الفتاة بريئة وسوف يعود الرجال لأخذها في الغد.

صعق الرجل مما سمع وهرول للمنزل يفكر فيما سيفعل فقال له الشيطان: لو عاد رجال القرية ستخبرهم الفتاة بما فعلت وسيصدقوها لأنها بريئة فيفضح امرك بين الناس بعد أن كنت تقي وعابد وعفيف نصيحتي لك اقتلها فيموت سرك معها وعندنا يعود الرجال أخبرهم أنها ماتت وينتهي الأمر.

فهجم عليها الرجل كالثور ليخنقها حتى ماتت وهى تقاوم وعاد الرجال فقال لهم أنها توفيت بالأمس…

فرأى الرجال الجثة فعلموا من الآثار التي عليها انه قتلها ولم تمت فامسكوا به وهم يقولون ايها التقي العابد تقتل الفتاة بدون ذنب! سنقتلك في الغد أمام الجميع كما قتلتها.

وامسكوا به وقيدوه بالسلاسل في قدميه وحبسوه في المنزل ليقتلوه في الغد، وما أن انصرف عنه الرجال حتى ظهر له الشيطان علانية وقال له: سوف يقتلوك في الغد وتموت وانت قاتل وزاني وفعلت كل المنكرات هل ادلك على طريق واحد للنجاة من كل ذلك؟

فقال الرجل بلهفة: نعم دلني .

فقال الشيطان: أسجد لي وأنا أفك لك السلاسل فتهرب وينتهي الأمر .

ففزعت الرجل وقال: بعد أن كنت أعبد الله أسجد للشيطان!
لا لن أسجد لك ابدا .
فضحك الشيطان وقال: لقد زنيت بالفتاة عدة مرات ثم قتلتها وهى ذنوب كبيرة وترفض أن تسجد لي وأقوم بإنقاذك من القتل المحقق ؟!

فقال الرجل: اتوب إلى الله من الزنى والقتل وقد يغفر لي ولكن لو عبدت غيره وسجدت لك فكيف يغفر لي وأنا لا لعبده وقد سجدت للشيطان ؟!

فرد الشيطان: لا بأس أسجد لي وأقوم بتحرريك من القيود ثم تب إلى الله من السجود لي كما ستتوب من الزنى والقتل.

رفض الرجل السجود وظل الشيطان يجادله طوال الليل حتى الصباح فرأى الرجال قادمون من بعيد فصاح به الشيطان قائلا: ها قد اتو لقتلك ولا مفر إلا بالسجود لي أسجد واحررك، أسجد وافك السلاسل عنك، أسجد وافك قيدك لتهرب، أسجد أسجد أسجد.

فنظر الرجل ووجد الرجال قد اقتربوا فسجد للشيطان مرارا وتكرار حتى أمسك به القوم وهو يصيح بالشيطان: ها قد سجدت لك حررني، قد سجدت لك حررني، قد سجدت لك…

والشيطان يضحك وهو يرى القوم يقتلوه وآخر أفعاله هى السجود له.

تسعين بالمائة من هذه القصة مستوحاه من قصة حقيقة حدثت قديما تروى كيف أن الشيطان يغوي الإنسان ببالذنب الصغير ثم الأكبر ثم الأكبر حتى يوقعه في الشرك والكفر وهو مجرد كاذب كبير لا يصدق ابدا .

ليس هذا فقط بل كان الشيطان هو من وسوس للناس للخوض في عرض الفتاة من البداية لكي تشيع الفاحشة بين الناس، فحتى وان تم تبرئة الفتاة سيظل البعض يصدق أنها زانية وقد تقلدها فتاة أخرى حتى يصبح الأمر مألوف بين الناس، فكل خطوة شيطانية تكون سبب في حدوث ما هو اسوء .

التعليقات مغلقة.