« الأواني الكانوبية»
قد لجأ المصري القديم إلى التحنيط لحِفظ الجثمان سليمًا ، وذلك حتى تهتدي الروح إلى الجثمان وتدبُّ فيه الحياة من جديد ، وكانت الأواني الكانوبية تدفن ضمن الأثاث الجنائزي المصاحب للمُتوفَّى بحجرة الدفن .
🔹التسمية
والاواني أي الوعاء استخدمت لحفظ الأحشاء المُستخرَجَة من جسم المُتوفَّى أثناء عملية التحنيط، ولقد اشتُقَّ مصطلح «كانوبي» من تصوُّر خاطئ خلَط فيه الناس بين تلك الأواني، وبين الأواني ذات الرءوس الآدمية التي عُبدت كتجسيدٍ للمعبود أوزير من قِبَل سكَّان ميناء كانوب في مصر القديمة «أوزير الكانوبي»، ومن ثم أصبحت باسم «الأواني الكانوبية».
🔹تطور الاواني الكانوبية
ولم تتَّخذ الأواني الكانوبية هيئة أوانٍ حقيقية في البداية وإنما اكتفى المصري القديم بوضْع أحشاء المُتوفَّى المُستخرَجة أثناء عملية التحنيط في صندوقٍ مربع قسَّمه إلى أربعة أجزاء، وكان يضَعُه بالقُرب من التابوت الذي يحوي الجسد، وكانت أقدَم الأدلَّة الواضحة التي وصلتْنا عن صندوق حفظ الأحشاء هو الصندوق الخاص ” بالملكة حتب حرس ” والدة الملك خوفو وهو من الألباستر وعثر فيه علي أحشاء الملكة .
ثم ظهور الاواني حوالي الأسرة السادسة عبارة عن صندوق حفظ الأحشاء بأربعة أوانٍ وبأغطية بسيطة ثم تطورت حتي أصبحت الأغطية تنحت برؤس آدمية ثم رؤوس عرفت بابناء حورس .
🔹أهميتها
وكانت تضع فيها الأعضاء الأربع وهي «الكبد، المَعِدة، الأمعاء والرئتان»، حيث كان إخراجهم من الجسد له ضرورةً لازمةً لإتمام عملية التحنيط؛ إذ وجد المصري القديم في ترك الأحشاء الداخلية مكانها سببًا في إصابة الجسد كلِّه بالتلَف؛ بينما القلب عتقد المصريون أنه مقر الروح ولذلك كان يترك داخل الجسم.
🔹وقد ارتبطت تلك الأعضاء بأرواح حارسة عرفت ” أبناء حورس الأربعة ” كحراس للأعضاء داخل الأواني وكانت هذه الأرواح الحارسة هي «أمستي، حابي، دواموت إف، قبح سنو إف».
🔹وقد خذت تلك المعبودات شكل البابون وابن آوى والصقر والرجل .
حيث « حابي » برأس بابون وهو المسئولًا عن حماية الرئتين، وكان يستمدُّ حمايته لها من المعبودة نفتيس .
و «دواموت إف » برأس ابن آوى والمسئول عن المعدة وذلك تحت حماية المعبودة نيت.
« أمستي » ويمثل برأس بشري وكان مسئولا عن الكبد ،وكان يستمِدُّ تلك الحماية من المعبودة «إيزيس» .
« قبح سنو إف» يمثل برأس صقر وهو المسئول عن الأمعاء وقد استمدَّ تلك الحماية من المعبودة سرقت.
التعليقات مغلقة.