الدولة الفاطمية العبيدية 6

🔹️ ملخص ما سبق :

في العام (406- 449هـ) نودي بالمعز بن باديس أميرا لإفريقية فكان أول أمير زيري يعادي الفاطميين و ينصر أهل السنة ..متخذا القيروان عاصمة لدولته .

و استمر المعز بن باديس في التقرب إلى العامة وعلمائهم وفقهائهم من أهل السنة وواصل السير في تخطيطه للانفصال الكلي عن العبيديين في مصر,

وقضى المعز بن باديس على كل المذاهب المخالفة لأهل السنة من الصفرية والنكارية والمعتزلة والإباضية.

تفجرت براكين الغضب في نفوس الفاطميين العبيديين وقرروا الانتقام من قائد أهل السنة في الشمال الإفريقي بإباحة هذه البلاد لقبائل بني هلال وبني سليم وامدادهم بالمال ليقضوا على دولة المعز السنية .

كانت قبائل بني هلال وبني سليم تسكن الجزيرة العربية, وكانت مضاربها متوزعة حول المدينة المنورة ومكة والطائف ونجد, واستطاع القرامطة أن يستغلوهم في حروبهم ضد الخلافة العباسية والدولة العبيدية,

فاستطاع الأمير العبيدي في مصر أن يجلبهم ويقربهم له بالعطايا والهدايا والأموال, ثم دفعهم الى الغرب ..

فسيطرت هذه القبائل على برقة بدون مقاومة تذكر, وكانت برقة قد تمردت على العبيديين أيام الحاكم, وأعلنت الطاعة للمعز أيام المستنصر, وأحرقت المنابر التي كان يخطب فيها للعبيديين, وأحرقت راياتهم, وأعلنت دعوة القائم العباسي

وواصلت القبائل العربية زحفها إلى طرابلس وضواحي تونس, وكان تعداد هذه القبائل المهاجمة على الشمال الإفريقي أربعمائة ألف, ولحقتها أفواج تترى.

و في سنة 442هـ دارت معركتان عظيمتان استطاعت القبائل المعتدية هزيمة جيش المعز بن باديس و تكبيده خسائر فادحة ثم توالت اعتداءاتهم على المدن والقرى .

وفي سنة 446هـ أشار المعز على الرعية بالانتقال إلى المهدية لعجزه عن حمايتهم من العرب و وبعد أن رتب المعز أمورها انتقل أليها في العام 449هـ

ومن ثم استولىالعرب على القيروان وهدموا حصونها وقصورها وقطعوا الثمار, وخربوا الأنهار,…

وعندما استقر المعز في المهدية فوض أمر الدولة وشئون الحكم لابنه تميم الذي آنس فيه والده حسن التصرف وأصالة الرأي.

وبقى هذا المجاهد العظيم في ضيافة ابنه إلى أن توفاه الله سنة 453هـ. رحمه الله
——‐‐—–‐——————————————————
🚩 تميم بن المعز

ولاه أبوه على المهدية سنة 445هـ, ثم أسندإليه ولاية إفريقية وسار في الناس بسيرة حسنة, وقرب أهل العلم وكان شجاع القلب, ذا همة عالية, وسياسة, ودهاء,

استطاع تميم أن يرجع المدن التي سلبت من والده, واستمال زعماء العرب بالمال والعطايا, وصاهرهم وامتزج معهم, وجعل منهم جنودًا لدولته بكياسة وفطانة وسياسة نادرة, واستطاع أن يضم مدينة سوسة في عام 455هـ بعد أن قضى على المقاومة المسلحة التي واجهته (1).

وفي سنة 457هـ أراد الناصر بن علناس الحمادي زعيم الدولة الحمادية احتلال المهدية والقضاء على ملك تميم وجهز جيشه من صنهاجة وزناتة وبني هلال,

فاستدرج تميم بن المعز القبائل العربية للوقوف بجانبه, وأعطاهم السلاح والمال والعتاد, واستطاع أن يقضي على جيش الناصر, وقتل منهم 24 ألفًا, وترك الغنائم والأموال للعرب التي استغنت بذلك, وقال تميم: يقبح بي أن آخذ سلب ابن عمي فأرضى العرب بذلك ..(2).

وفي سنة 484هـ ضم تميم مدينة قابس بعد أن تولى أمرها عمرو بن المعز, وكان قبل عمرو رجل يسمى قاضي بن إبراهيم بن بلمونة, وكان ضمه لقابس بالجيوش الجرارة فقال له أصحابه: يا مولانا لما كان فيها قاضي توانيت عنه وتركته, فلما وليها أخوك جردت إليه العساكر, !!

فقال: لما كان فيها غلام من عبيدنا كان زواله سهلاً علينا, وأما اليوم وابن المعز بالمهدية, وابن المعز بقابس فهذا لا يمكن السكوت عليه. (3)

وفي سنة 493هـ استطاع تميم أن يضم مدينة صفاقس وأن ينتزعها بالقوة من حاكمها المتمرد حمو بن فلفل البرغواطي (4).

ويعتبر عصر تميم أزهى من عصر والده فيما بعد دخول القبائل العربية وكان يضرب به المثل في الجود والشجاعة والكرم والعطاء,

قال فيه ابن كثير: «من خيار الملوك حلمًا وكرمًا, وإحسانًا, ملك ستًا وأربعين سنة, وعمر تسعًا وتسعين سنة, ترك من البنين أنهد من مائة, ومن البنات ستين بنتًا, وملك بعده ولده يحيى” (5)

وكان عالمًا فاضلاً, وشاعرًا رقيق العاطفة, ومن شعره:

فإما الملوك في شرف وعز
على التاريخ في أعلى السرير

وإما الموت بين ظبا العوالي
فلست بخالد أبد الدهور (6)

وقال ابن الأثير: «كان شهمًا شجاعًا, ذكيًا وله معرفة حسنة, وكان حليمًا, كثير العفو عن الجرائم العظيمة, ..

وله شعر حسن, فمنه أنه وقعت حرب بين طائفتين من العرب, وهم عدي, ورياح, فقتل رجل من رياح, ثم اصطلحوا وأهدروا دمه, وكان في صلحهم مما يضر به وببلاده, فقال أبياتًا يحرض على الطلب بدمه, وهي:

متى كانت دماؤكم تُطل
أما فيكم بثأر مستقلُّ

أغانم ثم سالم إن فشلتم
فما كانت أوائلكم تُذلُّ

ونمتم عن طلاب الثأر حتى
كأن العز فيكم مضمحلُّ

فعمد أخوة المقتول فقتلوا أميرًا من عدي, واشتد بينهم القتل, وكثرت القتلى, حتى أخرجوا بني عدي من إفريقية (7).

ومن أقواله التي صارت مثلاً في إفريقية:
«أسرار الملوك لا تذاع» (8).

وانطوت صفحة حياته في عام 501هـ بعد أن عادت للدولة الزيرية هيبتها.

🚩 يحيى بن تميم بن المعز بن باديس

عهد إليه أبوه بالولاية في حياته في السادس عشر من ذي الحجة سنة 497هـ, واستقبل بالأمر يوم وفاة أبيه, وعمره ثلاث وأربعون سنة وستة أشهر وعشرون يومًا فكان موفقًا(9).

ولما استقر في الملك جهز أسطولاً إلى جزيرة جربة, وسببها أن أهلها يقطعون الطريق ويأخذون التجار, فحاصرها وضيق عليها, فدخلوا تحت حكمه, والتزموا ترك الفساد, وضمنوا صلاح الطريق ..(10).

وكان مهتمًا بعلم الأخبار وأيام الناس والطب وكان مغرمًا بالكيمياء,

وحاول ثلاثة من الباطنية قتله فدخلوا عليه زاعمين أن لهم دراية بالكيمياء إلا أن الله نجاه منهم.

قال الذهبي: «وقد وقف ليحيى ثلاثة غرباء, وزعموا أنهم يعلمون الكيمياء فأحضرهم ليتفرج وأخلاهم, وعنده قائد عسكره إبراهيم, والشريف أبو الحسن, فسل أحدهم سكينًا, وضرب الملك, فما صنع شيئًا ورفسه الملك فدحرجه, ودخل مجلسًا وأغلقه, وقتل الآخر الشريف, وشد إبراهيم بسيفه عليهم, ودخل المماليك, وقتلوا الثلاثة, وكانوا باطنية, أظن الآمر العُبيدى ندبهم لذلك» (11).

وكان كثير المطالعة محبًا للجهاد فتح حصونًا ما قدر أبوه عليها, وكان رحيمًا للضعفاء شفيقًا على الفقراء يطعمهم في الشدائد فيرفق بهم, ويقرب أهل العلم والعقل من نفسه, وساس العرب في بلاده فهابوه وانكفت أطماعهم,..

وكان له نظر حسن في علم النجوم, وكان حسن الوجه على جانبيه شامة, أشهل العينين مائلاً في قده إلى الطول, دقيق الساقين (12).

وكان عنده جماعة من الشعراء قصدوه ومدحوه, وخلدوا مديحه في دواوينهم, …
ومن جملة شعرائه أبو الصلت بن عبد العزيز أمية بن أبي الصلت وله في يحيى مدائح كثيرة أجاد فيها وأحسن, ومن جملة ما قاله من مديحه قصيدة:

كدأب يحيى الذي أحيت مواهبه
ميت الرجاء بإنجاز المواعيد

معطى الصوارم والهيف النواعم والـ
جرد الصلادم والبزل الجلاعيد

هذي موارد يحيى غير ناضبة
وذا الطريق إليها غير مسدود (13)

وتوفى الأمير يحيى سنة 509هـ متأثرًا بمرض أصابه بعد الاعتداء عليه من قبل الباطنيين الذين حاولوا قتله ولازمه المرض إلى أن توفى…(14).

وقال ابن الأثير: كانت وفاته يوم عيد الأضحى فجأة, وكان عمره اثنتين وخمسين سنة وخمسة عشر يومًا, وكانت ولايته ثماني سنين وخمسة أشهر وخمسة وعشرين يومًا, وخلف ثلاثين ولدًا ” (15)

🚩 الأمير علي بن يحيى بن تميم بن المعز

ولد يوم 15 من صفر سنة 499هـ وولاه والده على صفاقس وتولى الحكم بعد وفاة والده.

وبعد عامين من حكمه جهز علي أسطولاً في البحر وأرسله إلى مدينة قابس وضرب عليها حصارًا,

وذكر ابن الأثير السبب في ذلك فقال:
«وسبب ذلك أن صاحبها رافع بن مكن الدهماني أنشأ مركبًا بساحلها ليحمل التجار في البحر, وكان ذلك آخر أيام الأمير يحيى, فلم ينكر يحيى ذلك, جريًا على عادته في المداراة, …

فلما ولي علي الأمر, بعد أبيه, أنف من ذلك وقال: لا يكون لأحد من أهل إفريقية أن يناوأني في إجراء المراكب في البحر بالتجار, …
فلما خاف رافع أن يمنعه علي التجأ إلى اللعين رجار أن ينصره ويعينه على إجراء مركبه في البحر, وأنفذ في الحال أسطولاً إلى قابس, فاجتازوا بالمهدية, فحينئذ تحقق علي اتفاقهما, وكان يكذبه.

فلما جاز أسطول رجار بالمهدية أخرج علي أسطوله في أثره, فوصل إلى قابس, فلما رأى صاحب أسطول الفرنج المسلمين لم يخرج مركبه, فعاد أسطول الفرنج, وبقى أسطول علي يحصر رافعًا بقابس مضيقًا عليه, ثم عادوا إلى المهدية» (16).

وبعد ذلك أراد رافع أن يحاصر المهدية وجمع شتات الأعراب وجهز جنودًا وزعم أنه يريد الدخول في طاعة الأمير علي إلا أن الأمير لم تنطل عليه الحيلة وحاربه وكسر شوكة رافع حتى تدخل بعض الأعيان من العرب وغيرهم للصلح بين الطرفين (17).

وشعر الأمير علي بن يحيى بخطورة زعيم صقلية «رجار» عليه فأصدر أوامره لتجديد الأسطول وإعداد العدة لدحر قوات رجار البحرية, وكاتب المرابطين بمراكش في الاجتماع معهم على الدخول إلى صقلية, فكف رجار عن شره (18).

وتوفى الأمير علي بن يحيى بن تميم, صاحب إفريقية, في العشر الأخير من ربيع الآخر, وكانت حروبه وأعماله تدل على همته, ..

ولما توفى ولي الملك بعده ابنه الحسن, بعهد أبيه, وقام بأمر دولته صندل الخصى؛ لأنه كان عمره حينئذ اثنتي عشرة سنة لا يستطيع أن يستقل بتدبير الملك, فقام صندل بالأمر خير قيام, فلم تطل أيامه حتى توفى, ..

فوقع الخلاف بين أصحابه وقواده, كل منهم يقول: أنا المقدم على الجميع, وبيدي الحل والعقد, فلم يزالوا كذلك إلى أن فوض أمور دولته إلى قائد من أصحاب أبيه يقال له: أبو عزيز موفق, فصلحت الأمور (19).

🚩 الأمير الحسن بن علي بن يحيى بن تميم

ولد بسوسة سنة 502هـ, وتولى بعد وفاة أبيه وجرت في أيامه وقائع وأمور يطول شرحها, وضعفت دولته وأصبحت هدفًا للنصارى الحاقدين, ورأوا أن الفرصة حانت لاحتلال مدن جنوب البحر المتوسط وإذلال المسلمين, واستطاع رجار الصقلي احتلال طرابلس وبعدها المهدية.

وخرج الحسن بن علي من المهدية وهو يقول: «سلامة المسلمين أحب إليَّ من الملك والقصر».

وأراد الذهاب إلى العبيديين في مصر ثم تنحى عن هذه الفكرة, وراسل ابن عمه زعيم الدولة الحمادية في المغرب الأوسط إلا أن ابن عمه حبسه في إقامة جبرية خوفًا من أن يتصل بخليفة الموحدين عبد المؤمن بن علي,

واستطاع الحسن ابن علي أن يتصل بخليفة الموحدين ودخل تحت سلطانه وعملا على تحرير أراضي المسلمين والمدن الساحلية من كل وجود للنصارى راضيًا بخلافة الموحدين,

وتضاربت الأقوال في سنة وفاته إلا أنه بالتأكيد كانت بعد سنة 555هـ أثناء ذهابه لعاصمة الموحدين حيث عاجلته المنية وهو يشد الرحال إليها.

وبسقوط المهدية في قبضة النصارى الحاقدين بقيادة رجار الصقلي سنة 543هـ انتهت دولة بني زيري بعد أن دام ملكها على أرض إفريقية والمغرب الأوسط نحو مائة وثمانين عامًا (180 سنة) منذ زمن مؤسسها الأول بلكين 362هـ إلى الحسن بن علي عام 543هـ.

وقبل الدخول في أسباب سقوط الدولة الزيرية خصوصًا والدولة العبيدية عمومًا نبين ما حدث لطرابلس الغرب من هجوم شرس غادر من قبل النصارى وما مر من أحداث في تلك الفترة.

أ- والي طرابلس يخرج على طاعة الحسن

وهو محمد بن خزرون بن خليفة بن ورو.. والي طرابلس وقرب منه شيوخ بني مطروح لما لهم من الزعامة والنفوذ في طرابلس, وأسند إليهم رئاسة الجند وتدبير الأمور وأصبح لا يصدر إلا عن رأيهم وخلع يد الطاعة من الحسن بن علي, وامتنعوا عن دفع الأموال إليه وأعلنوا طاعتهم للعبيديين في مصر.

ب- رجار يهاجم طرابلس

وفي سنة 537هـ هاجم رجار طرابلس وحاصرها بأسطوله ونقبوا أسوار المدينة, فدافع أهلها عنها دفاعًا مستميتًا واستنجدوا بسكان الضواحي من العرب وغيرهم فأنجدوهم, ولم يتمكن رجار من دهول المدينة فرجع إلى صقلية خائبًا, وغنم الطرابلسيون منه بعض الأسلحة, وبقى ابن خزرون مستقلاً بطرابلس يدبر ويرتب وينظم شؤونها ويدين بالطاعة للعبيديين في مصر (20).

ج- المجاعة في طرابلس

في سنة 540هـ تعرضت طرابلس لمجاعة كبيرة فاضطر بعض السكان إلى ترك البلاد والجلاء عنها, وكان محمد بن خزرون عنيفًا شديدًا على سكان البلاد قاسيًا في حكمه, ضايق الناس في معيشتهم فضاقوا به ذرعًا وهو لا يزداد إلا تعسفًا.

وكان بنو مطروح في مقدمة وجهاء طرابلس ومن زعمائها وكانوا معينين لمحمد بن خزرون, ولكنهم نقموا عليه أعماله وحاولوا أن يخففوا من وطأته فجمعوا الناس وخرجوا عليه وأبعدوه هو وشيعته من المدينة.

وكان رجار حاكم صقلية يتابع هذا التنازع, فاستغل الظروف, واستفاد من وقوع كارثة المجاعة وثورة السكان على ابن خزرون وطرده من المدينة, فأراد الانتقام لهزيمته الأولى فأرسل جيوشه وأساطيله وهاجم بهم طرابلس فدخلها بدون مقاومة واحتلها بدون متاعب عام 541هـ.

وبانتهاء محمد بن خزرون انتهى حكم بني خزرون في طرابلس.

وأصبح قائد أسطول رجار «جرجي بن ميخائيل الأنطاكي» الذي تعلم في الشام, ورافق تميم بن المعز حاكمًا على طرابلس وطلب منهم الأمان فأمنهم, وشرط لهم ألا يلزمهم بما يخالف دينهم.

وهذه هي المرة الأولى التي يستولي فيها النصارى الحاقدون على طرابلس, أما المحاولة التي كانت سنة 537هـ فلم يستطيعوا الاستيلاء عليها (21).

وحاول رجار أن يسيطر على أهل طرابلس بأهلها فأسند لهم رجار ولاية طرابلس, وعين يوسف بن زيري قاضيًا, وكنيته أبو الحجاج, وحكم رافع بن مطروح اثنتي عشرة سنة وهوي يدين لرجار بالطاعة.

وفي تصوري أن رضاه بالعمل تحت راية النصارى مضطرًا إليها اضطرارًا خارجًا عن إرادته, واجتهد الشيخ في تقليل المضار ودفع عن المسلمين ما أمكنه من ضرر مع انقياده لرجار في صقلية.

ولما هلك رجار سنة 548هـ بعد أن ملك ما بين المهدية وطرابلس ما عدا قابس خلفه في الحكم ابنه غاليالم وسمى نفسه رجار الثاني, فقويت شوكته في الشمال الإفريقي, ودخلت قابس في طاعته,

وكان شديد الوطأة على المسلمين, فملوا حكمه, وسئمت نفوسهم تحت حكمه, وتشجعوا مع ظهور دعوة الموحدين في إفريقية وقربهم من المهدية.

وبدأت الثورة المسلحة ضد غاليالم في صفاقس, وانتشرت في البلاد الساحلية, ووصلت إلى نواحي طرابلس, وقد خاف غاليالم أن يتصل الطرابلسيون بالثورة فأحدث فتنة بين الأهالي لتلهيهم عن التفكير في الثورة, وعن الاتصال بالموحدين وطلب من أهالي طرابلس أن يشتموا الموحدين, فامتنع أهل طرابلس ولجأوا إلى القاضي أبي الحجاج, وكلفوه بأن يفهم غاليالم بأن طلبه هذا يخالف الدين وتمكن القاضي من إقناعه بإعفائهم من طعن الموحدين وشتمهم.

ودفعت معاملة غاليالم الطرابلسيين للثورة ضده بسبب ظلمه وتعسفه, فقاد رافع ابن مطروح الثورة ضده وتحررت طرابلس عام 553هـ من حكم النصارى,

وأصبح رافع بن مطروح حاكمًا على طرابلس لما له من جاه ومكانة عند أهل طرابلس, ومع امتداد دعوة الموحدين في الشمال الإفريقي دخلت طرابلس في طاعة عبد المؤمن بن علي زعيم الموحدين, وكان ذلك في سنة 555هـ (22).
–‐‐—–‐———————————————————
(1) الكامل لابن الأثير (ج6/234).
(2) المرجع السابق (ج2/243).
(3) الكامل في التاريخ (ج6/367).
(4) تاريخ الفتح العربي, ص (302).
(5) البداية والنهاية, (ج12/181).
(6) تاريخ الفتح العربي في ليبيا, ص (302).
(7؛8) الكامل (ج6/485).
(9) انظر: تاريخ الفتح العربي في ليبيا, ص (303).
(10) انظر: التذكار, ص (39).
(11) سير أعلام النبلاء (ج19/414).
( 12) وفيات الأعيان (ج6/214).
(13) وفيات الأعيان (ج6/215).
(14) ابن عذارى (ج1/306).
(15) الكامل (ج6/524).
(16) الكامل (ج6/524).
(17) المصدر السابق (ج6/524).
(18) الكامل (ج6/524).
(19) انظر: موسوعة المغرب العربي (ج4/83،82).
(20) تاريخ الفتح العربي في ليبيا, ص (305).
(21) تاريخ الفتح العربي في ليبيا, ص (307).
(22) تاريخ الفتح العربي في ليبيا, ص (307).
☆ الدولة الفاطمية د. على الصلابي
—-‐‐—–‐——————————————————-

الدولة الفاطمية [6]

التعليقات مغلقة.