لاحظت أنه في نهاية كل دولة إسلامية ، يبرز إلى الساحة قائد عظيم يكون من أواخر زعماء تلك الدول المنهارة ..!!

هناك شيء عجيب لاحظته من خلال دراسة مستفيضة لتاريخ دول اﻹسلام ، شيء قد يظنه البعض ضرباً من ضروب الجنون ..!!
فعلى عكس ما يعتقد الناس ، لاحظت أنه في نهاية كل دولة إسلامية ، يبرز إلى الساحة قائد عظيم يكون من أواخر زعماء تلك الدول المنهارة ..!!

هذا القائد يبلغ من العظمة ما يؤهله لكي يحتل المركز الثاني أو الثالث في سلم العظمة لتلك الدولة.

فلقد ظهر (هشام بن عبد الملك) في نهاية الخلافة الأموية ، و أمد في عمرها عشرين عامًا.
و ظهر في نهاية الخلافة العباسية خليفة عباسي لا يعرفه الكثيرون اسمه (المستنصر بالله العباسي) ، هذا الخليفة شبهه المؤرخون بالصحابة من شدة عدله و علمه.

و كان السلطان البطل (نجم الدين أيوب) آخر سلطان للأيوبيين وثانيهم في العظمة بعد (صلاح الدين الأيوبي) ،
و ظهر قبل سقوط الأندلس (أبو يوسف يعقوب المنصور الماريني) و الذي حقق انتصارات عظيمة للمسلمين هناك بعد أن غابت عنهم لعشرات السنين.

و كان آخر سلاطين المماليك (قنصوة الغوري) هو الذي أنقذ
مكة و المدينة من الإحتلال الصـ.ـليبي الشـ.ـيعي المشترك
(تابع المهمة بعده السلطان العثماني سليم الأول) ، بل إن الغوري أبحر بسفنة إلى الهند لمحاربة فلول الصـ.ـليبيين البرتغاليين ..!!

أما في دولة الخلافة العثمانية فقد ظهر في نهايتها بطل إسلامي عظيم يقارب في عظمته عظمة أجداده العثمانيين من أمثال (الفاتح) و (القانوني) هذا البطل اﻹسلامي العظيم اسمه الخليفة (عبدالحميد بن عبدالمجيد) و هو نفسه الذي تخلده كتب التاريخ اﻹسلامي بحروف من ذهب تحت اسم (السلطان عبدالحميد الثاني). فلماذا يظهر العظماء في نهاية كل دولة؟!

و لماذا لم تحل عظمة أولئك العظماء دون سقوط دولهم التي سقطت بعدهم مباشرة ..؟!!!

الحقيقة أنني لم أجد تفسيراً علميا لهذه الظاهرة العجيبة
و التي تظهر في تاريخ دول المسلمين فقط.
إلا أنني أفترض عدة افتراضات منهجية قد يكون إحداها أو جميعها يمثل حلا لهذا اللغز العجيب :

[1] إما أن تكون فترة حكم ذلك القائد قصيرة بشكل لا يكفي ﻹحداث تلك اﻹصلاحات.

[2] وإما يكون ذلك القائد العظيم قد ظهر في زمان لا تنفع اﻹصلاحات أصلاً بسبب تَرِكة الهزائم و الديون و الفوضى التي أورثها إياه من سبقوه من قادة ضعاف.

[3] إما أن يكون ضحية للمؤامرة ..!!

قبل أن أفصل أكثر أحب أن أفسر سبب اقتصار ظهور القادة العظماء في زمن إنهيارات الدول اﻹسلامية بالذات ، و الحقيقة أن السبب يكمن في أمر وحيد يميز المسلمين بشكل عام قادة و شعوباً

ألا و هو :

( أن عظمَة المسلم لا تظهر إلا في وقت الشدة ، و الآن .. لقد اشتد الخراب واستفحل أمره ، و هذا مؤشر لعودة بزوغ فجر الأبطال من جديد بإذن الله تعالي ).
فأبشروا ..

التعليقات مغلقة.