دخل طالبٌ أحد المطاعم ..
فوجد أستاذه الذي درسه يعمل طاهياً في هذا المطعم .. فقال :
ماذا أقول وقد رأيت معلمي
في مطعم الخضراء يعمل طاهيا
يا ليتني ما عشت يوماً كي أرى
من قادنا للسعد أصبح باكيا
لما رأني غض عني طرفهُ
كي لا أكلمُه ، وأصبح .. لاهيا
هو مُحرجٌ ، لكنني ناديتهُ
يا من( أنرت الدرب) خلتك ناسيا!
فأجاب مبتسما، ويمسح كفهُ
أهلا بسامي ، مثل اسمك ساميا
إن كنت تسأل عن وجودي هاهنا
فالوضع أصبح بالإجابة كافيا
الجوع يسكن بيت كل معلم
والبؤس درساً في المدارس ساريا
إن لمتني عما فعلت مصارحاً
فإليك أطرح يا بُنّي … سؤاليا
الكلبُ أصبحَ سَيٍّداً
واللٍّصُّ … أصبحَ …قاضِيَا
وَأنا المُعَلٍّمُ ..؟لَمْ …أعِشْ
في العمر.. يوماً سالِيَا
أفنيتُ عمري في العمل
ما كُنتُ يوماً عاصِيَا
إن غِبتُ … يوماً مُرغَماً
رَفَعَ المُدِيرُ ….. غِيابِيَا
و مُوَجِهي … إنْ زارَني
ما كانَ يوماً راضِيَا
سَرَقَ اللُّصوصُ رواتبي
شَلُّوا … حُقوقي.. وَ مالِيَا
بِنْتي .. تَموتُ مِن الأَلَم
و الابنُ .. يَمشي حافِيَا
مِن أجلِ أطفالي .. أبيع
عَيني .. وَ قَلبي.. راضِيَا
فالعلمُ أصبحَ …هَيٍّنٌ
والجهلُ … أصبحَ ..عالِيَا
من ذا…؟ يلوم … مُعَلِماً
إن صار … يعمل.. ساقِيَا
أو عاملاً … في .. ورشةٍ
أو في.. المطاعِمِ ..طاهيَا
أو إن .. رآهُ ….بِمسجِدٍ
ماداً… يَديهَ … وَ باكِيَا
التعليقات مغلقة.