س: سؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أنا أدرس فى جامعة الأزهر
فى كلية الدرسات الاسلامية والعربية
و عندى سؤال اتمنى الإجابة من حضرتك
وأستغفر الله إن كان كلامى يحمل الخطأ فبدون قصد منى إلا للعلم
كان فى عصر الأموين فتنة خلق القرآن
وهى (أن هناك فريق قال بأن القرآن مخلوق )
وأجمع أهل السنة على أن القرآن غير مخلوق
فما المشكلة
- أن يكون (كلام الله)من حيث الأفعال
مخلوق مثل (خلق الكون وخلق الجنه والنار )
فان الكلام الذي تحدث به سبحانه فعل قد حدث فى الماضي
مثل (القرآن) له بداية ونهاية وهى (أول آية نزلت حتى آخر آية) - وأما من حيث صفة (التكلم) مثل صفات (القدرة والعلم) فهى صفات ذاتية لله وهى غير مخلوقة لأنها صفات لا تقبل التغيير وليس لها بداية ولا نهاية..؟
وفى النهاية أتمنى من الله أن يوفقني وإياكم وجزاكم الله كل خير
- المعتزلة غفر الله لهم احتجّوا بأنّ القرآن محدث من قوله : [ ما يَأْتِيهِمْ مِن ذِكْرٍ مِن رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ] ، قالوا : القرآن ذكر ، والذكر مُحدَث ، فالقرآن مُحدث .
- ثم قالوا : بيان أنّ القرآن ذكرٌ هو من قوله : [ نْ هو إلّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ ] ، ومن قوله : [ إنّا نَحْنُ نَزَّلْنا الذِّكْرَ ] .
- ثم قالوا : فصار من مجموع هاتين المقدمتين كالنص في أن القرآن محدث .
- ثم قالوا : قال تعالى : [ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ] ، ولفظ ( كل ) للعموم ، فالقرآن داخل في عموم ما خلق الله .
- ثم قالوا : القرآن مجعولٌ ، لقوله تعالى : [ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ] ، والجعلُ : الخلق ، لقوله : [ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ] .
- ثم قالوا : المسيح كلمة الله ، ولو قيل بأنّ كلام الله أزلي ؛ لزم منه أزلية المسيح ، وهذا باطل ، فالكلمة مخلوقة ، فكلامُ الله مخلوقٌ .
- ثم قالوا : أن القرآن حروف متعاقبة ، يسبق بعضها بعضاً ، وهو حدوث ، وكل حدوث فهو ممكن الوجود .
- ثم قالوا : وهو متبعض ومتجزئ ومركب ، وكل مركب يفتقر إلى أبعاضه ، وكل ما افتقر إلى أبعاضه فهو ممكن الوجود .
- فهذه وغيرها أدلّة القوم التي زلّوا فيها ، والله تعالى أعلم .
التعليقات مغلقة.