الكماشة العسكرية..
يعتبر “خالد بن الوليد” هو ثاني إنسان على وجه الارض يستخدم بنجاح خطة الكماشة العسكرية واول قائد مسلم ينفذها …
وهذا التكتيك الخطير ذكره لاول مرة عالم الحرب الصيني الكبير “صن تزو” سنة 496 قبل الميلاد في كتابه فن الحرب ، وملخصه ان يقوم الجيش المدافع بمهاجمة جناحي الجيش المهاجم في نفس الوقت الذي يهاجم فيه المهاجمون قلب الجيش المدافع ، الذي بدوره يتراجع بانتظام حتى يتمكن جناحيه من تطويق المهاجمين ، و غالباً ما تنتهي المعارك التي يستخدم فيها هذا التكتيك، بالاستسلام أو تدمير القوة المهاجمة .
ولكن العالم الصيني نصح بعدم استخدام هذا التكتيك ، و ذلك لخطورته الشديدة ، فقد يتمكن الجيش المهاجم من تدمير قلب الجيش المدافع قبل أن يستطيع الجناحان تطويق المهاجمين.
استخدم الكماشة العسكرية القائد القرطاجي “حنبعل” في عام 216 قبل الميلاد في معركة (كاناي) ضد الرومان ، والتي يعتبرها الخبراء واحدة من أعظم المناورات في التاريخ العسكري ، فهي المرة الأولى التي يطبق فيها التكتيك ويتم تسجيل تفاصيلها بنجاح.
قبل أن ينجح فارس بني مخزوم ، القائد الاسلامي الكبير “خالد بن الوليد” من استخدامه لثاني مرة في التاريخ بنجاح كبير في معركة (الولجة) مصر ضد الفرس في مايو 633 م ، حيث هزم خالد بن الوليد القوات الفارسية رغم تفوقها العددي بنسخة مطورة من تكتيك الكماشة التي استخدمها حنبعل ضد الرومان في معركة كاناي.
ولم ينجح في استخدام هذا التكتيك إلا ستة من القادة العسكريين حتى الآن ، منهم ثلاثة مسلمون ، أولهم سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه ، و الاثنين الآخرين هما من أبطال الترك المسلمين ، هما الأسد السلجوقي الباسل “ألب أرسلان” في معركة (ملاذكرد) الشهيرة سنة 1071م ، و التي انتهت بانتصار سلجوقي حاسم و تدمير الجيش البيزنطي وأسر الإمبراطور الروماني رومانوس الرابع ديوجينيس .
و الاخر هو الخليفة العثماني العملاق “سليمان القانوني” ، في معركة “موهاج” الخالدة سنة 1526م و التي انتهت بعد ساعتين فقط بانتصار حاسم للعثمانيين وسقوط مملكة المجر و مقتل ملكها .
التعليقات مغلقة.