قامت إيطاليا بعمل حصار بحري على الدولة العثمانية و سد مضيق الدردنيل تماماً مما أعاق بل منع وصول السفن المحملة من مصر و الشام و كانت الدولة في فترة السلطان محمد الرابع في حالة ضعف
في 19 من شهر رمضان سنة 973 هجرية = 1566م قامت إيطاليا بعمل حصار بحري على الدولة العثمانية و سد مضيق الدردنيل تماماً مما أعاق بل منع وصول السفن المحملة من مصر و الشام و كانت الدولة في فترة السلطان محمد الرابع في حالة ضعف !
كان الحصار قد أدى إلى شح في المواد الغذائية و الأدوية و السلاح وكل لوازم الدولة حتى أرتفعت الأسعار و ضج الناس من الغلاء !
و كان رئيس الوزراء وقتها “محمد باشا الكوبريللي” و كان رجلا صارماً و عسكرياً لا شبيه له !
أمر “محمد باشا الكوبريللي” الجيش بفك حصار البنادقة – أي التابعين للبندقية و هي ميناء في إيطاليا حالياً – بأي ثمن !
فتم تكليف قائد بحري أسمه “محمد باشا” بالإشتباك مع البنادقة لفك الحصار .
و كان قائد الأسطول الإيطالي بحار أسمه “جاك الاعور” و قد فشلت عدة محاولات لهزيمته قبل هذه المحاولة بقيادة “محمد باشا القبطان” !
كان الأعور هو قبطان السفينة القائد في الأسطول البندقي و كانت له سمعة في جميع البحار و المحيطات أنه القبطان الذي لم يهزم في أي معركة !
على الجانب العثماني و تحت قيادة “محمد باشا” كان يوجد جندي مدفعية و بحار و مجاهد أسمه “محمد صلاح الدين الدمشقي” و كانت عنده غيرة على سُمعة جيش الدولة امام جيوش العدو المحتل ، تسلل ليلاً و نزل الماء و أقترب من السفينة الأم في جيش البندقية و أستطلع السفينة و كان البنادقة يتسامرون و يرقصون و أفقدتهم الخمور تركيزهم فيسر الله المهمة لـ “محمد صلاح” و علم خبايا السفينة ، و عاد الى قائده و أخبره بالأمر و أقترح ان تكون سفينته في وضع معين أمام سفينة جاك و كان بسفينة جاك مخزت بارود و ذخيرة خاص بالسفن المحاصرة فحرك “محمد باشا” السفينة حسب إقتراح “محمد صلاح” و رتب مدفعه و قال ” بسم الله ” ثم رمى قذيفته ( و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى) ، فوقعت القذيفة بإذن الله في مخزن الذخيرة مباشرة فأنشطرت السفينة بمن فيها و أشتعلت النيران في أغلب السفن و دب الرعب في أسطول البنادقة و قُتل “جاك الأعور” رعب البحار و أنسحب جيش العدو و فُتح المضيق و تحركت السفن و أنتعشت الحياة و دب الامل والفرحة في قلب الجيش و الأهالي معاً .
لماذا لا تعرف الأمة الإسلامية مثل هؤلاء الأبطال العظماء ؟… و ما لفت نظري في قصته هو أسمه …
(محمد صلاح) حيث يتشابه أسمه و محمد صلاح لاعب الكرة المصري الذي يوم إصابته من خصمه في المباراة أنتفضت الأمة كلها غضباً له و في نفس اليوم قـ.ـتل الأمريكان 150 طفل حافظ للقرآن في أفغانستان و ما غضبت الأمة لهم مثل غضبها لإصابة لاعب الكرة !
و السؤال :
لماذا أغلبنا يعلم رمية محمد صلاح للكرة و لا يعلم رمية “محمد صلاح الدمشقي” للقذيفة في سفينة العدو الغاصب ؟! .
لان كل منا يعلم حسب قدره ، فصاحب القدر و الهمة العالية يعلم عن عظماء الأمة الكثير و صاحب الهمة الساقطة يعلم كل شيء عن اللعب و الغناء و الرقص و المسلسلات و الأفلام فأختر لنفسك يا مؤمن من أيهم أنت ؟!
المصدر : Conflict and Conquest in the Islamic World: A Historical Encyclopedia [2 …
التعليقات مغلقة.