فمن هو محمد سعيد باشا؟

تعرف على سعيد باشا
بعد مقتل عباس الأول حفيد محمد على باشا، تولى ولى العهد محمد سعيد الابن الرابع لمحمد على باشا حكم مصر وذلك فى 24 يوليو 1854 واستمر فى منصبه حتى 1863
فمن هو محمد سعيد باشا؟
هو ابن محمد على ولد سنة 1822 ، وهو عم سلفه الخديوى عباس حلمى الأول إلا أنه أصغر منه سنا، واختار له والده السلك البحرى فدربه على فنون البحرية، ولما أتم دراسته انتظم فى خدمة الأسطول (قومندانا) ووصل فى أواخر عهد أبيه إلى منصب القائد العام للأسطول..


بذل سعيد باشا جهودا كبيره فى إصلاح حالة الفلاحين، فأعطاهم حق الملكية للأراضى الزراعية، وسن لهذا الغرض قانونه المشهور باللائحة السعيدية الصادرة فى 5 اغسطس سنة 1858، وهى تعتبر من أعظم إصلاحاته، لأنها أساس التشريع الخاص بملكية الأطيان فى القطر المصرى.
كما ألغى سعيد باشا نظام احتكار الحاصلات الزراعية، وذلك النظام كان معمولا به فى عهد والده محمد على باشا، وامتد إلى عهد عباس حلمى الأول، وصار للفلاح حرية التصرف فى محاصيله الزراعية وكذلك له الحرية فى اختيار المحاصيل التى يرغب فى زراعتها.


كما خفف عن الأهالى عبء الضرائب، بالاضافة إلى تجاوزه عن كافة المتأخرات التى عليهم نتيجة تراكمات عن سنوات سابقة، وقد كانت مبلغا كبيرا من المال فى ذلك الوقت (800.000 جنيه).
كما سن سعيد باشا لائحة المعاشات للموظفين المتقاعدين والذين بلغوا سن المعاش، وهو الأساس الذى بنى عليه نظام المعاشات المتبع فى مصر حاليا لموظفى الحكومة.


ومن جانب آخر لم يهتم سعيد باشا بالتعليم أو بالحياة العلمية، بل استمر الجمود الذى أصابها فى عهد الخديوى عباس، ويعتبر إهمال سعيد للتعليم من أهم نقاط الضعف أثناء فترة حكمة.
وذكر المسيو (مريو) فى كتابه (مصر الحديثة) “لا يخفى أن المدارس قد أهملها عباس، فأصابها الاضمحلال والتدهور، وبلغت حين تولى سعيد الحكم درجه من التقهقر والفوضى جعل الباشا يرى إقفالها نهائيا، بدلا من السعى فى تنظيمها،
ومن أكثر الأمور المرتبطة بسعيد باشا البدء فى حفر قناة السويس، وكانت بداية الفكره حينما أرسل المسيو فردينان دلسبس رساله يهنئ فيها سعيد باشا بارتقاء عرش مصر، ويبلغه عن حضوره ليقدم له فروض التهانى، (فقد كان والد دلسبس الكونت ماتيو دلسبس” تربطه صله قديمه بمحمد على باشا منذ أن كان قنصلا لفرنسا فى مصر فأجابه سعيد على تهنئته، واستدعاه إلى مصر، فسرعان ماجاء الى الإسكندرية فى نوفمبر سنة 1854، واستقبله سعيد باشا بحفاوه بالغة، فأغتنم دلسبس هذه الفرصه ليفاتح سعيد باشا فى مشروع قناة السويس، وزين له أنه إذا وفق فى هذا المشروع فإنه سيخلد ذكراه ويكسب ثناء العالم بأسره، وكان سعيد باشا يعلم أن والده محمد على باشا قد رفض فكرة قناة السويس من قبل، إلا أنه قبل المشروع أمام إغراءات دلسبس ووعده بمساعدته وتأييده فى تحقيقه.
ومن هنا منح سعيد باشا دلسيبس عقد مؤرخ فى 30 نوفمبر سنة 1854 بامتياز تأسيس شركة عامة لحفر قناة السويس، واستثمارها لمدة 99 عاما ابتداء من تاريخ فتح القناة للملاحة، وهكذا حصل دلسبس على بغيته التى كان يسعى لها منذ ثلاث وعشرين عاما. وبنسبة للجيش قصر مدة الخدمة العسكرية، فجعل متوسط الخدمة سنة واحدة، وسمح لأولاد مشايخ القرى بدخول الجيش و كان منهم احمد عرابى. وخاضت مصر فى عهده حربين الأولى حرب القرم التى استمرت بعد وفاه عباس باشا وأرسل سعيد باشا نجده إلى الجيش المصرى واستطاعت تركيا وحلفاءها بفضل بسالة الجيش المصرى التفوق على الروس وإبرام الصلح بينهما سنة 1856م فى مؤتمر باريس. والثانية حرب المكسيك: عندما طلب منه إمبراطور فرنسا نابليون الثالث أن يمده بقوة حربية مصرية لتعاون الجيش الفرنسى بهذه الحرب.

ومن أعماله غير الحميدة أنه فتح أبواب مصر بالكامل للنفوذ القنصلى الأجنبى وأهمل التعليم ومن أقواله «أمة جاهلة أسلس قيادة من أمة متعلمة» وقال ذلك بعد إغلاق المدارس العليا (الكليات) التى أنشأها والده.

كمااعتمد سعيد باشا على رءوس الأموال الأجنبية واستدان من البيوت المالية الأوروبية وبذلك بدأت الأزمة المالية.

كما اعطى امتياز قناة السويس بشروط مجحفة لمصر والمصريين لصديق طفولته فرديناند دليسبس ابن قنصل فرنسا بالقاهره فى وقت طفولته.

ومن شروط هذا الامتياز أن تتنازل الحكومة المصرية للشركة مجـانا عن جميع الأراضى المملوكة لها والمطلوبة لإنشاء قناة السويس وترعة الإسماعيلية ومد الامتياز 99 سنة تبدأ من افتتاح قناة السويس يكون أربع أخماس (80%) العمال من المصريين وان تحصل مصر على 15% من صافى الأرباح مقابل الأراضى والامتيازات الممنوحة للشركة

وترتب على ذلك فتح باب التدخل الأجنبى فى شئون مصر -ارتباك الميزانية المصرية وتورط البلاد فى الاستدانة من البنوك الأجنبية – عدم استفادة مصر شيئا من القناة فى تلك الفترة فقد عادت أرباحها للشركة الأجنبية.

توفى فى إسكندرية فى 18 يناير 1863 ودفن بجوار أمه فى حى النبى دنيال فى الصالة الكبيرة. وخلفه ابن أخوه إسماعيل باشا

التعليقات مغلقة.