تاريخ الأندلس
🌲 هِيَ الأمُورُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ
مَنْ سَرَّه ُ زَمَنٌ سَاءتْهُ أزْمَانُ
🔸عصر الولاة في الأندلس
عرفت الفترة الأولى من الحكم الإسلامي في الأندلس بعصر الولاة، وحكمها والٍ عرف بالأمير أو الوالي.
وأطلق هذا اللفظ على هذه الفترة التاريخية فأصبحت تعرف بفترة عصـر الولاة
تولى حاكم افريقية تعيين ولاة الأندلس في معظم الأحيان وتبعوا لإدارته، وفي أحيان أخرى تدخلت الخلافة الأموية مباشرة في تعيين هؤلاء الولاة.
وعين أهالي الأندلس بأنفسـهم من يلي أمرهم، وانتظروا الموافقة على هذا الإجراء إما من حكومة افريقية أو من دمشق مقـر الخلافة الأموية
وقد بلغ عدد ولاة الأندلس في هذه الفترة، بعد عودة موسى بن نصير وطارق بن زيـاد إلى دمشق، عشرين والياً تولوا الحكم طوال فترة بلغت تقريباً اثنين وأربعين عاماً ..(*1)
تزامن بدء عصر الولاة مع بداية الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك الذي تولى الحكم بعد أخيه الوليد الذي استدعى موسى بن نصير وطارق بن زياد إلى دمشق و توفي قبل أن يقابلهما و بذلك أوقفت حركة الفتح التى كانا ينويان القيام بها خارج الأندلس في جنوب فرنسا و منها إلى قلب أوربا
ويعتبر سليمان بن عبد الملك في أول عهد الولاة، ثم توالى من بعده الحكام من بني أمية؛ عمر بن عبد العزيز، ثم يزيد بن عبد الملك، ثم هشام بن عبد الملك وهكذا إلى آخر الدولة الأموية.
وكان أول الولاة على منطقة الأندلس هو عبد العزيز بن موسى بن نصير بأمر من سليمان بن عبد الملك رحمه الله، وهذا الرجل كان كأبيه في جهاده وتقواه وورعه كما يقول عنه أبوه موسى بن نصير : لقد عرفته صواماً قواماً، وكان مجاهداً في سبيل الله، ووطد الأركان بشدة في منطقة الأندلس، وتوالى من بعده الولاة. (*2)
نستطيع أن نقسم عهد الولاة بحسب طريقة الإدارة والحكم إلى فترتين رئيسيتين:
▪︎الفترة الأولى: هي فترة جهاد وفتوح وفترة عظمة للإسلام والمسلمين، وهذه تمتد من سنة (96) هجرية إلى سنة (123) من الهجرة، أي : أنها استمرت (27) سنة.
▪︎ الفترة الثانية : هي فترة ضعف ومؤامرات ومكائد وما إلى ذلك، فتستمر من سنة (123) من الهجرة إلى سنة (138) من الهجرة، يعني: (15) سنة. ….(*3)
🔹وكان من سمات هذه الفترة :
● أنهم اتخذوا قرطبة عاصمة لهم، بدلاً من طليطلة عاصمة بلاد الأندلس سابقاً ؛ لأن منطقة طليطلة كانت في الشمال وهي قريبة من بلاد فرنسا ومن منطقة الصخرة التي لم تفتح، فكانت غير آمنة أن تكون هي العاصمة، فاختار المسلمون مدينة قرطبة ؛ لأنها في الجنوب ؛ ولأنها قريبة من المدد في بلاد المغرب.
● و من السمات المهمة جداً في عهد الولاة أن الأسبان الذين أسلموا بدءوا يقلدون المسلمين في كل شيء، حتى أصبحوا يتعلمون اللغة العربية ، ويتطبعون بطباع العرب ويتزيون بزيهم …
وكذا الأسبان النصارى واليهود الذين كانوا يعيشون في هذه الفترة بدءوا يفتخرون بتعليم اللغة العربية في مدارسهم، وهذا لأن الأمم المهزومة دائما تقلد الأمم المنتصرة،
● اهتم المسلمون أيضاً في هذه الفترة الأولى بتأسيس الحضارة المادية، وبتأسيس الإدارة والعمران، وبنشر الكباري والقناطر، وأنشأوا قنطرة عجيبة جداً تسمى قنطرة قرطبة، وهي (غير الموجودة حاليا التي ججدت فيما بعد) و كانت من أعجب القناطر الموجودة في أوروبا في ذلك الزمن، وأنشأوا مصانع كبيرة للأسلحة، ومصانع لصناعة السفن، وبدأت القوى الإسلامية تقوى في هذه المنطقة.
● بدأ المسلمون في الأندلس يلغون الطبقية، فقد جاء الإسلام وساوى بين الناس، وقد أتاح المسلمون في هذه الفترة الحرية العقائدية للنصارى وتركوا كنائسهم، وإذا وافق النصارى على بيع كنيسة من الكنائس اشتراها المسلمون ولو بأثمان باهظة ثم يحولونها إلى مسجد، …
أما إن رفضوا أن يبيعوا كنائسهم تركوها لهم وما هدموها أبداً، فانظر إلى هذا الأمر من أجل أن تقارن بين ما سيفعله النصارى في آخر عهد المسلمين في بلاد الأندلس، فيما عرف بمحاكم التفتيش بعد انتهاء الحكم الإسلامي في بلاد الأندلس.
● وجد الأسبان في هذا الدين ديناً متكاملاً شاملاً ينظم كل أمور الحياة؛ عقيدة واضحة، وعبادات منتظمة، وتشريعات في السياسة وفي الحكم وفي التجارة وفي الزراعة وفي المعاملات ، وتواضعاً للقادة، وتفاصيل عن كيفية التعامل مع الوالدين والأقارب والأولاد والجيران والأصدقاء، ومع الأعداء والأسرى،…
فهذه تفاصيل عجيبة جداً ما تعودوا عليها من قبل، هم تعودوا فصلاً كاملاً بين الدين والدولة؛ فالدين عندهم عبارة عن بعض المفاهيم اللاهوتية غير المفهومة، فيأخذونها ولا يستطيعون أبداً تطبيقها، أما التشريعات والحكم فيشرعها لهم من يحكمهم من الناس، …
أما الإسلام فقد وجدوا فيه أمراً عجيباً لم يستطيعوا أبداً أن يتخلفوا عن الارتباط بهذا الدين، فدخلوا في الإسلام أفواجاً، في فترة قصيرة جداً …
وبعد فتح الأندلس أصبح عموم أهل الأندلس من المسلمين، حتى إن غالبية المسلمين في بلاد الأندلس صارت من أهل الأندلس الأصليين، وأصبح العرب والبربر قلة في هذه البلاد،
لكن هذا أبداً ما غير الحكم في بلاد الأندلس، بل أصبح أهل الأندلس هم جند الإسلام وأعوان هذا الدين، وهم الذين اتجهوا إلى فتوحات بلاد فرنسا بعد ذلك، وبدأ المسلمون يتزوجون من الأندلسيات، فتكون جيل جديد؛ الأب من العرب أو البربر والأم من الأندلسيات، ونشأ جيل عرف في التاريخ باسم جيل المولدين، الأب عربي أو بربري والأم أندلسية. …. (*4)
🔹ولاية عبد العزيز بن موسى بن نصير للأندلس
تجمع المصادر التاريخية على أن عصر الولاة في الأندلس بدأ عام (95هـ/713م) .. منذ ولاية عبد العزيز بن موسى بن نصير على الأندلس …
واعتبر المؤرخون المسلمون طارق ابـن زياد وموسى بن نصير ممهدين للفتح والاستقرار الإسلامي في الأندلس، وعدّا مهمتهما الأساسية : الفتح ، ولذا فان عودتهما إلى المشرق وبداية ولاية عبد العزيز بن موسى بن نصير هي مـيلاد عصر الولاة..
ولم يعتبر المقري (1041هـ/1631م) طارق بن زياد وموسى بن نصير مـن الولاة، ووصفهما بأنهما ” لم يتخذا سريراً للسلطنة “
حينما عاد موسى بن نصير مع طارق بن زياد إلى بلاد الشام بناء على استدعاء سـريع من الخلافة الأموية في دمشق ترك على ولاية الأندلس أحد أبنائه، ويدعى عبـد العزيـز واختار له مدينة اشبيلية لتكون قاعدة حكمه ، وترك معه حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نـافع* ليعاونه في إدارة شؤون الأندلس * الفهري (ت 123هـ/ 740م)
شارك عبد العزيز بن موسى قبل تعيينه والياً على الأندلس أباه في إخماد الثورة التي قام بها سكان إشبيلية ومدينة لبلة عام (94هـ/ 712م) بعد أن فتحها الجند المسلمون *
وقد اتخـذ مدينة إشبيلة قاعدة لملكه بناء على اختيار مسبق من أبيه حتى يبقى اتصاله مستمراً مع بـلاد المغرب العربي، خاصة بعد سيطرة المسلمين على خطوط المواصـلات بـين بـلاد المغـرب والأندلس
لم يكد عبد العزيز بن موسى يباشر عمله حتى هب لإخضاع منـاطق جنـوب شـرق الأندلس، التي لم يصل إليها أحد من المسلمين حتى ذلك الحين.
فابتدأ بفتح مدينة مالقة بعد ان سلمها حاكمها إلى القوات الإسلامية بدون مقاومة، وقد تركزت المقاومة الإسبانية خلال هـذه الفترة في كورة “تدمير” التي سميت باسم صاحبها الملك القوطي “تدمير” وهو علـى درجـة كبيرة من الصلاح والعلم والذكاء ،
وقـد سـار عبـد العزيز بن موسى مع جنوده وأتباعه قاصداً بلاد تدمير سنة (95هـ- 713م)بعـد ان صـد هجمات المسلمين عن بلاده مرتين وكان مقر هذا الملك في مدينة أوريولة عاصمة إقليم مرسية .
واستخدم “تدمير” الحيلة والخداع مع المسلمين، بهدف الحصول منهم على شروط صـلح معقولة، وتورد بعض المصادر قصة تعتبر ضرباً من الخيال، ملخصها أن تدمير حينمـا شـعر بضعفه وقلة رجاله أمام المسلمين، أمر النساء، فنثرن شعورهن، وحملن العصـي، والقصـب ، وقـد قصـد إيهـام المسلمين بكثرة جيشه وطلب منهن الوقوف على سور المدينة مع من بقي معه من الرجـال..
وتوجه بنفسه قاصداً جيشهم واضعاً نفسه كهيئة رسول بعثه حاكم المدينة للتفاوض معهم ، فأمّن نفسه، وحصل على الأمان منهم…وبدأ “تدمير” يفاوض المسـلمين علـى الصلح على أساس التسليم لهم، حتى حصل على شروط صلح مرضية وأصبحت كورة “تـدمير” كلها صلحاً ليس فيها شيء من العنوة،
أبرم المسلمون معاهدة الصلح* مع تدمير الذي كشف عن نفسه بعد الاتفـاق وقـام بإدخال المسلمين إلى المدينة فلم يجدوا فيها أحداً يقدر على المقاومة، فندم المسلمون، وأقروا لـه ما أعطوه.
🔹 تعليق على هذه الرواية !
ويبدو من سرد القصة تبرير شروط الصلح التي رغـب الملك القوطي في الحصول عليها من قبل القوات الإسلامية
لا يمكن للباحث في هذه القصة أن يقبلها على علاتها، ولا يمكن التسليم بأن تدمير سلم بلاده للمسلمين صلحاً بدون مقاومة، ولو أنه فعل ذلك أصلاً لما اهتم المسـلمون بإعطائـه
شروطاً خاصة..
غير أن هناك خلاف حول تاريخ هذه المعاهدة فقيل إنها تمت في عهد طارق بن زياد
الرأي الغالب هو أنها عقدت في ولاية عبد العزيز بن موسى على الأندلس، بدليل أنـه عقـدها بصفته عاملاً على الأندلس، وورد فيها اسمه صراحة ولو أنها تمت في عهد أبيه موسى بـن نصير وطارق بن زياد لورد فيها اسمهما.
وذكر في وثيقة الصلح بين عبد العزيز بن موسى وتدمير أنها عقدت في سنة (94هـ/ 713م) وهو تاريخ غير صحيح، لأن عبد العزيز بن موسى ولي الأندلس بعد مغادرة أبيه لهـا في سنة (95هـ/ 713م)ويبدو ان فتح كورة تدمير كان في أوائل سنة (96هـ/ 714). …. (*5)
🔹 رواية عن عبد العزيز مغلوطة
تزوج عبد العزيز بن موسى من امرأة قوطية، هي أرملة لذريقسميت أيّلة وكنيتها أم عاصم .
وبالرغم من أن بعض القادة العرب في الأندلس، كانوا قد تزوجوا مـن زوجـات مسيحيات مثل زياد بن النابغة التميمي إلا أن معظم هؤلاء كانوا لا يشعرون بارتياح مـن زواج عبد العزيز هذا،
وقد صالحت أرملة لذريق على نفسها وقت الفتح، وبقيت على دينهـا حتى تزوجها الأمير عبد العزيز ؛ وامتازت بذكاء خارق وجمال فتان وسكن الامير بها في جزء من كنيسة توجد في إشبيلية تسمى (ربينة) أو رفينة .
امتلكت هذه المرأة قلب عبد العزيز بن موسى وعقله، فقالت له يوماً: “إن الملوك إذا لـم يتوجوا فلا ملك لهم، فهل لك أن أعمل لك مما بقي عندي من الجوهر والذهب تاجاً ؟ فقال لهـا : ليس هذا في ديننا، فقالت له : من أين يعرف أهل دينك ما أنت عليه في خلوتك”..
وألحت زوجته عليه واقتنع بقولها، وبينما هو جالس معها، والتاج على رأسه متوجاً به ، دخلت عليه امرأة تزوجها زياد بن النابغة التميمي فرأت التاج على رأسه، فطلبت من زوجها
أن يلبس مثله، فأنكر ذلك، فأخبرته بما شاهدته على رأس الامير، فانتشر الخبر بين المسلمين في الأندلس بأنه تنصر( أي عبد العزيز ) !!
وتذكر بعض المصادر أن زوجة عبد العزيز بن موسى قد دفعته، بطريق غير مباشـر، على إرغام الناس على طأطأة رؤوسهم له حينما يدخلون عليه، وجعلت باب ديوانه قصيراً لهذه الغاية، فاتهم بالتنصر ..
إن الباحث في هذه القصة يرى أنها ملفقة من أجل تبرير مقتل عبد العزيز ،
إذ لا يعقل أن يميل قائد مسلم لعب وأبوه دوراً بارزاً في فتح الأندلس، ونشر الإسلام فيها إلى التنصر، بعد هـذا المجـد الذي حققه في الأندلس
يقول خليفة حسن :
والأصح أن هذه الرواية قد وضعت من قبل الخلافة الأمويـة التـي استغلت العامل الديني، لتبرير قتلها إياه كما سنرى.
(وهذا أتى يكحلها فأعماها ..جواهر)
ويروى أن الخليفة سليمان بن عبد الملك ( ت 99 هـ / 717م ) بعث إلى الجنـد فـي الأندلس يأمرهم بقتل عبد العزيز بن موسى بسبب سخطه عليه وعلى أبيه..
(* انظر ابن عذارى: البيان، ج2، ص20، المقري: نفح، ج1، ص262.) ..
(عجيب أمر ابن عذارى في هذه السقطة !! *جواهر)
، وقيـل إن عبـد العزيز بن موسى حينما علم بإهانة وصلب سليمان بن عبد الملك لأبيه في المشرق: “تكلم بكلام
خفيف دفعته عليه حمية لما صنع بأبيه على حسن بلائه، فنميت إلى سليمان، فخاف سـليمان أنيخلع، فكتب إلى حبيب بن أبي عبيدة وغيره كتاباً بما سمعه عن عبد العزيز، وحرضهما علـى قتله.
( *كتاب شهير مجهول المؤلف : الإمامة، ج2، ص5) .
ويروى أن سبب مقتل عبد العزيز بن موسى ليس بسبب اتهامه بالتنصر، بـل بسـبب خلعه طاعة الخلافة، بعد أن علم بمقتل أخيه، وإهانة أبيه من قبل سليمان بن عبد الملك وقـد
نظرت الخلافة الأموية إلى عبد العزيز بن موسى على أنه منافس قوي للخلافـة، وقـد يسـتقل بحكمه عنها، فتم تدبير أمر مقتله.
(* خليفة، حسن: تاريخ، ص27، عبد العزيز سالم، السيد: تاريخ ، ص113)
(بالطبع المعاملة الحسنة من سليمان لموسى بن نصير وطول صحبته له واستماعه لحديثه و اصطحابه في رحلة الحج تنسف هذه الروايات وقد أثبتنا ذلك في الفقرة السابقة فلننظر إلام انتهى هذا الباحث *جواهر)
👌وأياً كانت صحة هذه الافتراءات والادعاءات، فقد قتل عبد العزيز بن موسى في سـنة (1هـ/ 715م) وكان مقتله في مدينة اشبيلية؛ وقد قتل وهو قائم يصلي الصبح ، وقام بقتله حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة الفهري وزيـاد بـن النابغـة التميمي وأيوب بن حبيـب اللخمـي ..
ويقول ذو النون طه عبد الواحد (الفتح، ص334-335)
“واعتقد البربر في الأندلس بأن تساهل عبد العزيز بن موسى مع السكان المحليين يمكـن أن يؤثر بشكل سلبي على مصالحهم وسيطرتهم ، فقرروا العمل على التخلص منه دون أن ينالوا عقاباً من الخلافة ، فروجوا عنه الشائعات مدعين بأنه ينوي التنصر، فقاموا وقتلوه ، باسم الخلافة الأموية في دمشق.” (* وهذا بين الكحل و الإعماء وسط *جواهر)
وقد حمل قتلة عبد العزيز بن موسى رأسه إلى الخليفة سليمان بن عبد الملك، ووضعوه بين يديه، وأحضروا والده موسى، فلما شاهده قال له الخليفة سليمان: “أتعرف من هـذا؟ قـال نعـم أعلمه صواماً قواماً، فعليه لعنة الله إن كان الذي قتله خيراً منه” 👍
تعتبر حادثة قتل عبد العزيز بن موسى أحد المآخذ والنواقص التي يمكن تسجيلها علـى عهد سليمان بن عبد الملك.
وتروي بعض المصادر أن سليمان بن عبد الملك حينما علم بمقتل عبد العزيز بن موسى شق عليه ذلك، وأرسل إلى عماله في الأندلس وإفريقية طالباً منهم التحقيق في ظروف مقتله والقبض على قتلته.(*مجهول المؤلف: أخبار، ص21، ص22)
و تعتبر هذه الرواية الأرجح، إذ لا يعقل أن يقدم الخليفة سليمان بن عبد الملك على مثـل هذه الفعلة، مع شخص مثل عبد العزيز بن موسى بن نصير صاحب الدور الواضح فـي فـتح الاندلس ، 👍
ولذا فان الخليفة طالب عماله بالتحقيق في ظروف مقتله، ومما يؤيد ذلك بقاء الانـدلس فترة طويلة بعد مقتله بلا والٍ👍👍( هذا صحيح ومنطقي أيضا *جواهر)
🔹 وبالرغم من قصر مدة ولاية عبد العزيز بن موسـى إلا أنـه كان أعظم ولاة الأندلس ، فقد كان له دور مشهود في تثبيت دعائم الإسلام فيها…
أهملت المصادر التاريخية الحديث عن الفتوحات التي قام بها عبد العزيز بـن موسـى رغم أهميتها في تثبيت حكم المسلمين في الأندلس، وكل ما نجده، أو نقـرؤه عـن ذلـك مـن النصوص، لا يعطينا فكرة واضحة عن فتوحاته، ومنهـا :
” قـام عبـد العزيـز يفـتح مـدائن الأندلس “
وجاء في نص آخر أنه :
” أقام في ولايته يفتتح مدائن كثيرة ” !!!
“عبد العزيز أقام في الأندلس، فضبط سلطانها، وضم نشرها، وسد ثغورها، وافتتح في ولايته مـدائن كثيرة مما كان قد بقي على أبيه موسى منها ” !!!
وأخيراً قيل عن عبد العزيز في ولايته أنه “كان خيراً فاضلاً وافتتح في ولايته مدائن كثيرة” !!! …. …. (*5)
🌹 رحم الله عبد العزيز بن موسى بن نصير و أبيه موسى و البطل طارق بن زياد و جزاهم خير الجزاء عن أمة الإسلام .
(1) الأندلس في عصر الولاة جامعة نابلس ص43 《☆》 (2) محاضرات قصة الأندلس السرجاني 4/3
(3) نفسه 5/3 (4) نفسه 6/3
(*5) عصر الولاة جامعة نابلس ص 51-44
《☆》رسالة دكتوراة من جامعة النجاح نابلس تحت عنوان (الأندلس في عصر الولاة 91هـ- 138هـ/711م – 756م)
التعليقات مغلقة.