قصة حادثة رحلة الطيران 513 سانتياغو تعد بحق من القصص المميزة والغامضة جدا حيث انها تصف الظهور المفاجئ لطائرة بعد قرابة 35 سنة من اختفائها! ..
تبدأ احداث القصة من مدينة اخن الواقعة في المانيا الغربية سابقا ، الطائرة اقلعت من مطار المدينة في رحلة روتينية في 4 سبتمبر 1954 وعلى متنها 92 شخصا بضمنهم طاقم الطائرة المؤلف من اربعة متجه نحو مدينة سانتياغو في الجانب الاخر من الاطلسي.
انقطعت جميع وسائل الاتصال بالطائرة بعد مضى ساعات قليلة من اقلاعها في مكان ما فوق المحيط الأطلسي ، واختفت الطائرة بدون اثر ولم يسمع عنها اي شئ بعد ذلك.
ظهور من العدم:
اقلعت الطائرة بشكل طبيعي من مطار مدينة اخن
وسط ذهول العاملين في برج المراقبة والشهود ظهرت الطائرة في يوم 12 اكتوبر 1989 وبشكل مفاجئ ومن العدم فوق مطار بورت اليجر Port Alegre في البرازيل وهبطت بسلام في ارض المطار بعد قيامها بعملية دوران فوق سماء المطار.
سلطات المراقبة في المطار لم تستلم اية اشارة من طاقم الطائرة اثناء ظهورها المفاجئ وهبوطها مما جعل الموضوع اكثر غموضا ومثيرا للشكوك والتساولات لدى سلطات المطار والتي سارعت في ارسال مجموعة امنية لتفتيش الطائرة. افراد المجوعة الامنية التى دخلت الطائرة اصيبت بهلع شديد عندما وقعت اعينهم على المنظر الرهيب والمرعب داخل الطائرة، مشهد 92 هيكل عظمي لاشخاص جالسين على مقاعدهم في الطائرة بضمنهم الهيكل العظمي لقائد الطائرة الكابتن ميغيل فيكتور كيري Miguel Victor Cury جالسا في كابينة القيادة وممسكا بمقود الطائرة.
من اوائل مانشر عن الحادثة هو التقرير الذي نشره مجلة Weekly World News tabloid magazine في عددها الصادر في 14 نوفمبر 1989 بقلم الصحفي اروين فشر Irwin Fisher .
الركاب والطاقم تحولوا الى هياكل عظميةحادثة رحلة الطيران 513 سانتياغو احدثت جدلا ونقاشا بين المهتمين تراوحت مابين مؤمن ومشكك بحدوثها و تضمن النقاش أيضا محاولات لتفسير ماحدث باعتماد على نظريات مختلفة.
محاولة تفسير هذه الحادثة لم تكن بالامر الهين بل واجهت مصاعب وغموض تخص تفاصيل الحادثة المثيرة لتساؤلات كثيرة فمثلا منها كيف يمكن تفسير الظهور المفاجئ للطائرة من العدم وهبوط الطائرة بسلام مع طاقمها من الهياكل العظمية.
من الباحثين الذين حاولوا ايجاد تفسير للحادثة هو الدكتور سيلسو اتيلو Dr. Celso Atello الباحث في علوم ما وراء الطبيعة ، حيث صرح انه من الموكد ان الطائرة قد دخلت الى فجوة دودية ، لكنه بقي عاجزا عن اعطاء تفسير لتحول كل من كان في الطائرة الى هياكل عظمية وكيفية تمكن الهيكل العظمي للكابتن الهبوط بالطائرة بسلام.
( الصورة المرفقة حقيقية للهياكل العظمية داخل الطائرة )
الحكومة البرازيلية من جانبها شكلت لجنة بحث وتقصي حقائق حول الحادثة، لكنه لم تصدر اي تصريح رسمي حول مسار ونتائج البحث والتحقيق ، بينما اكدت سلطات الطيران البرازيلية الحادثة واشارت الى بعض تفاصيلها منها ان الطائرة ظهرت فجاءة في السماء وهبطت بسلام.
ما الذي حدث للطائرة فعلا ؟
بقاء عمل لجنة البحث الحكومية و نتائجها في نطاق السرية اثار نقاشا وغضبا في نفس الوقت ، حيث طالب الكثير من المهتمين والاكاديميين الحكومة فتح المجال لاشتراك الباحثين المدنيين في البحث. البروفيسور الفيزيائي رودريغو دي مانها Roderigo de Manha كان احد هولاء المطالبين للحكومة بكشف المعلومات حيث صرح بأن اخفاء اية معلومات عن الحادثة تعتبر ظلما كبيرا بحق العلم والانسانية لانه لو ثبت دخول الطائرة الى فجوة زمنية Time wrap فان من شأن ذلك تغيير نظرتنا الحالية للعالم والعلوم.
سواء كانت حادثة الطائرة 513 سانتياغو حقيقة او ضربا من الخيال العلمي كما يدعي المشككين، فذلك لاينفي وجود اساس علمي معين لامكانية حدوثها حتى لو كان ذلك الاساس العلمي مايزال في المجال الفيزيائي النظري فالكثير من الحقائق العلمية في الوقت الحاضر كانت تعتبر في السابق ضربا من الخيال العلمي.
ان نظرية وجود الجسور في الفضاء-الزمن والشبيهة بالبوابات ربما تعطي التفسير الافضل والاقرب للمنطق للاف من حوادث الاختفاء والظهور المفاجئ للبشر والمركبات عبر التاريخ.
هل تفسر جسور انشتاين ما حدث ؟
لقد بقيت نظرية النسبية العامة لالبرت اينشتاين كنظرية غريبة وغامضة بين نظريات الفيزياء الكلاسيكية حتى بعد سنوات طويلة من نشرها في 1915، ويرجع ذلك ربما الى طرح هذه النظرية لافكار ومفاهيم ثورية ومعقدة في الفيزياء ، ادت بمجمعها الى التغيير الجذري في مفهوم الكون والذي كان موجودا في السابق في الفيزياء النظرية. اينشتاين تنبا في نظريته النسبية العامة الى وجود منحنيات او انحنائات في الفضاء والزمن والى الترابط بين الفضاء والزمن ،هذه التنبؤات ادت الى انتاج مفاهيم علمية جديدة كالثقوب السوداء والثقوب الدودية.
ان فكرة ادخال الزمان كعنصر رابع في معادلة الوصف المكاني لحدث معين ادى الى ظهور مفهوم البعد الرابع The fourth dimension .
النظرية النسبية طرحت مفاهيم جديدة في الفيزياء ومنها الثقوب الدودية
فكرة وجود الممرات او الجسور التي تربط بين نقاط مختلفة في مفهوم الفضاء-الزمن طرح من قبل اينشتاين في سنة 1935 بالتعاون مع العالم الفيزيائى ناثان روزن Nathan Rosen ضمن ورقة بحث علمية مشتركة، وقد اطلقت تسمية جسور اينشتاين روزن Einstein-Rosen bridges على هذه الممرات الافتراضية، و تشير هذه الفكرة ايضا الى ان هذه الجسور يمكن ان تربط بين نقاط في الكون الواحد او اكوان متعددة ، ولا يعرف الكثير عن طبيعة تكوين هذه الثقوب وما الذي يمكن ان تحتويه من الداخل ، لكن هناك فرضيات تشير الى انها غير مستقرة ووجود امكانية لانهيارها بسرعة ،هذا بالاضافة الى محتواها العالى من الاشعة واحتمالية وجود مواد غريبة exotic matter في داخلها ، مما يجعل امكانية السفر عبرها محفوفا بالمخاطر.
رغم بقاء فكرة وجود الممرات في الفضاء-الزمن ضمن نطاق النظريات الى انها تمثل اقترابا علميا من مفهوم السفر عبر الزمن والاكوان المختلفة او المتوازية Parallel universe مما جعلها مادة خصبة لكتاب وسينما الخيال العلمي في القرنين المنصرم والحالى ، حيث انتجت العشرات من الروايات وافلام الخيال العلمي الشهيرة والتي كانت موضوعاتها السفر عبر هذه الممرات الى ازمان واكوان مختلفه……
التعليقات مغلقة.