كتاب أربعون احمد الشقيري

قرأتلكهذا_الكتاب

كتاب أربعون

أحمد_الشقيري

لم يكن هذا الكتاب الأول لي في القراءة للشقيري، فقد سبق وقرأت له كتابين من قبل، ” خواطر شاب ٢” و ” رحلتي مع غاندي” وبصراحة فاق الكتابان توقعاتي
كتاب أربعون يحكي فيه أحمد الشقيري عن تجربته في الاعتزال عن الناس ووسائل التكنولوجيا لمدة أربعين يوماً بجزيرة نائية، وقبل أن أقوم بقرائته قرأت ” ريڤيو” عن الكتاب لم يعجب الكتاب قارئته ، وقالت القارئة ” لم أتوقع أن يخرج الكاتب بمثل هذه النصائح المتفرقة من عزلة أربعين يوماً” فكانت تعتقد -على حد قولها- أن يكون الكتاب أكثر عمقاً
ولكن بما إني قرأت كتابين لنفس الكاتب من قبل وعلى علم مسبق بطريقة كتابته، فلم أتعجب من طريقة كتابة الكتاب، الكتاب عبارة عن مقالات منفصلة يتحدث الشقيري عن:
حياته
قرآنه
نفسه
تحسيناته
قصصه
إلهه
كتبه
حِكم الناس
ذكرياته
حِكمه

كل نقطه سابقة يُفرد لها الشقيري ٤٠ مقالاً، ٤٠ مقالاً لعشر موضوعات تخرج منها ب ٤٠٠ مقال مختلف.
وأنا أختلف مع الانتقاد الذي وُجه للكتاب بأنه غير عميق لا لشيء إلا لأنه مقالات متفرقة، فلقد أضفى ذلك ميزة للكتاب، ألا وهي السلاسة وسهولة القراءة، توصيل الحكمة سريعاً و التنوع وعدم الشعور بالملل مطلقاً
ومما زاد من جاذبية الكتاب أنه عبارة عن قصص حياتيه مر بها الكاتب يسردها على القاريء والدرس المستفاد من كل موقف، حتى تلك المواقف التي أخطأ فيها، مما ساعد على سرعة وصول العظة، لإن المواقف الحياتية هي أسرع شيء يوصل العظة أكثر من الوعظ الكلامي

من أهم الدروس التي خرجت بها من الكتاب ” ضرورة التأمل”، تأمل مواقف حياتك قاطبةً، سوف تتجلى لك حكمة الله وقدرته وعظمته في كافة أمور حياتك ” درّب نفسك على تأمل المواقف ولا ينسينك الشيطان قدرته عز وجل وحكمته وكرمه وعظيم صنعه

-من أجمل الأقسام بالكتاب ” مع تحسيناتي” قررت تجربة العديد من المقترحات والعمل بها

بعض العبارات أعجبتني بالكتاب:
١- الله سبحانه وتعالى لا يريد منا الكمال، فالكمال له وحده، ولكنه يريد منا السعي المستمر نحو الكمال
٢- إذا أردت أن تكون مميزاً فأحط نفسك بالمميزين
٣- بين الفجر والشروق سر من أسرار البركة فلا تضيعها بالنوم
٤- يجب أن تعرفوا أن كل ما نوفره ماديا اليوم يعني حياه أفضل غداً
٥-ألا يمكن لشخص اليوم في القرن ٢١ أن يكون له رأي مخالف للأئمة الأربعة ولأئمة الشيعة وابن تيمية وغيرهم، ما المانع إذا كان دليله قوياً؟

٦- أحد العبارات التي يكررها ” لست بالحسن الذي يظنه المحسنون ولا بالسوء الذي يظنه الكارهون “

بعض النقاط اختلفت فيها مع الشقيري مع إحترامي الشديد وتقديري لعلمه زاده الله، وأن رأيي لا يغير من حقيقة استمتاعي بالقراءة في كتبه أو متابعة برامجه:
١-بعض النقاط التي أوردها الشقيري بكتابه في رأيي المتواضع كانت مخالفه للعقيدة، وأعلم أن البعض قد يراها تجديداً بالدين ولكن في رأيي طالما لم يوجد عليها دليل شرعي واضح فهي غير مؤكدة، لذلك لمن يريد قراءة الكتاب فليتحرى الدقه مع بعض المعلومات، فالتجديد لا ضرر منه ولكن دون إفراط أو تفريط!
مثال لذلك :نفيه دخول أبو طالب عم النبي النار

٢- صدمني بتوقفه عن أكل اللحوم، و أختلف معه، أليس الله بالقائل ” وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ” إذن أقر الله بأكلها لذا فهي ذات نافعه وفائدة صحية برأيي المتواضع
٣- الكتب التي أوردها بكتابه، بعضها أري أنه أبخس أهميتها في الوصف فأعطاها قيمة أقل مما هي عليه، ولقرائتي لها من قبل كنت أعلم كم هي كتب رائعه وكانت تستوجب منه وصفاً أدق لتشجيع الناس على قرائتها

٤- الفونت المكتوب به الكتاب مرهق جداً جداً للقراءه و أعتقد انه لو أُختير فونت آخر لكان أفضل

في نهاية الأمر أرى الكتاب قيمة رائعة وأكثر ما خرجت منه بالكتاب أن المرء ينبغي له دوماً أن يطور حاله، يتعلم، يحاول الوصول للكمال مع علمه أنه لن يصل له لإن الكمال لله وحده، يكون مرناً في آرائه فربما يغيرها بالمستقبل، يكون هيّن لين في تصرفاته

كتاب_أربعون كتاب رائع وقيّم جداً وأوصي الجميع بقرائته

التعليقات مغلقة.