مَنْ أمِن “العقوبة”.. أساء “الأدب”!


مَنْ أمِن “العقوبة”.. أساء “الأدب”!

يقال إن أول من قال: (من أمن العقوبة أساء الأدب)؛ هو (عبد الله بن المقفع) في ترجمته للكتاب الحِكمي الشهير: (كليلة ودمنة)، الذي ألفه الفيلسوف الهندي (بيدبا)،
مرسلًا الكثير من المواعظ والعبر والحكم على ألسنة الطيور والحيوانات.

قصتنا التالية ليست من كليلة ودمنة، ولكنها تراثية تناسب حالنا مع ما نعيشه من تناقضات حياتية.

يقال: بأن أحد الثعابين قرر يومًا أن يتوب ويكف عن إيذاء الناس وترويعهم، فذهب إلى راهب يستفتيه فيما يفعل، فقال له الراهب: انتح من الأرض مكانًا معزولًا، واكتف من الطعام بالنزر اليسير. ففعل الثعبان ما أُمر به، لكن قضّ مضجعه؛ أن بعض الصبية كانوا يذهبون إليه ويرمونه بالحجارة..!

وعندما يجدون منه عدم مقاومة؛ كانوا يزيدون في إيذائه، فذهب إلى الراهب ثانية يشكو إليه حاله، فقال له الراهب: انفث في الهواء نفثة كل أسبوع؛ ليعلم هؤلاء الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت، ففعل بالنصيحة، وابتعد عنه الصبية، وعاش بعدها مستريحًا.

أظن أن المغزى من القصة بات واضحًا، فكم من الناس من يغره الحلم، ويغريه الرفق، وتخدعه الطيبة، فيستمرئ العدوان والإيذاء دون وازع من دين أو ضمير أو خُلق، وإذا قوبل بالمزيد من الحلم والرفق، زاد في عدوانه، وخُيل إليه أن عدم رد العدوان؛ هو ضعف واستكانة وقلة حيلة.

التعليقات مغلقة.