إنه الخريف أخيرًا

  • ” إنه الخريف أخيرًا
    أنا أعشق هذا الفصل بحق، وأعتبره أجمل فصول السنة في مصر .. لو أنصف (فريد الأطرش) لغنى: “وآدي الخريف عاد من تاني” .. احتفظ أنت بربيعك بعواصف خماسينه ، والرمد الذي يحرق عينيك ، وجو الامتحانات المخيف الذي لا يعنيني في شيء. لكنه يسمم الجو بما يكفي بحيث تتقلص أمعاؤك كلما فتحت الشرفة ؛ لترى ذلك الطالب يقف بالفانلة الداخلية في الشرفة ، ممسكًا بكتاب عملاق وهو يحك رأسه محاولًا إيصال بعض الدم إلى مخه المكدود .. أنظر لليمين لترى جارتك الشابة تجلس على الأرض في الشرفة، منكوشة الشعر مثل (ميدوسا) وهي لاتنفك تحملق في الأفق محاولة تذكر مساحة (كورستاريكا) .. أضف لهذا أغنية (شادية) “الشمس بانت من بعيد” .. خارجة من المذياع ليكتمل الجو الجدير بأفلام الرعب ..
    لا من فضلك .. إن عندي ألف سبب لأكره الربيع .. أما عن الصيف فلا تعليق .. الشتاء يمكن أن يكون محببًا لو لم تكن تمطر طينًا في كثير من الأحيان، ولو كانت عظامي تتحمله ..
    إنه الخريف .. الفصل العذب الراقي الذي لا يلبس (المايوه) ولا يعطس في وجهك ، ولا يتنهد وهو يقطف الورد من المرج .. “

(ما وراء الطبيعة)

التعليقات مغلقة.