جهود المهندسين في حرب أكتوبر

جهود المهندسين في حرب أكتوبر

.
فتح ثغرات في السد الترابي
وعلي عكس المعلوم للجميع .. السد الترابي مكنش شرق القناة بس .. دا كان فيه سد ترابي اقامته القوات المصري للتحصن من نيران المدفعية .. فكان واجب فتح ممرات في السدين لعبور الدبابات والمدرعات في وقت ما بين 3 لـ 5 ساعات .. لا وكمان يفتحوها بطريقة متسببش اعاقة لحركة القوات بسبب تدفق الطين ..
اكتر من 300 تجربة تمت علي نماذج انشأها سلاح المهندسين لمحاكاة الساتر الترابي بارتفاع 15م .. استخدموا المدفعية .. قنابل ممرات الطائرات .. صواريخ .. لحد ما اتفقوا علي مضخات السد العالي التوربينية وبدأوا يحسبوا القدرات اللى محتاجينها علشان يفتحوا الساتر في الوقت دا .. وازاى هيشغلوها وهي محتاجة مولدات خاصة بيها.
.
تحديد موعد العبور
فيه معلومة لطيفة .. اشبه بمعلومة ان عادل امام عرض يسد ديون مصر مقابل ان صورته تتحط علي الجنيه .. بتقول ان السادات اخد قرار العبور وهو محشش .. الكلام دا مش حقيقي ومش منطقي .. تحديد توقيت العبور سواء التاريخ او الساعة تم بواسطة سلاح المهندسين حددوا اكتر من معاد وكان دور المجلس العسكري اختيار معاد منهم .. دا بعد عمل حسابات المد والجزر و حركة القمر ومنسوب المياه والرياح .. فاختاروا وقت منسوب المية فيه عالي واتجاه الريح يساعد في دفع القوارب والقمر فيه مضىء بالليل ..
.
التخطيط للعبور وتصنيع معداته
في العبور ظهرت معدات عظيمة تصنيع محلي 100% .. سلاح المهندسين ابتكر الكباري العائمة القابلة للطي لنقل الدبابات والمدرعات و الوحدات الميكانيكية .. مقطورات المهمات اللى فيها اسلحة الاشتباك السريع .. احبال الجر والدفع والتسلق والعبور .. ترتيب مراحل العبور .. كله كان بتخطيط سلاح المهندسين.. اقل من 40% من المعدات التقليدية اللى مفيهاش ابتكار كانت مستوردة والباقي تصنيع محلي.
الكباري المفصلية علي غير العادة تم حشوها بفلين مصري لأول مرة بدل الهواء .. علشان لما يتم قصفها بالطائرات متدخلش المية جواها وتغرق .. وكمان عملولها ستائر عائمة تحميها من الالغام البحرية ..
.
تجهيزات ما قبل الحرب
سلاح المهندسين ظهر بقوة من خلال اقامة شبكة طرق تزيد عن 3000 كم بطول خط المواجهة والعبور لتيسير حركة القوات .. اعادوا تشييد المطارات اللى اتدمرت قبل الحرب بسنوات وعملوا دشم لحماية الطيارات و منصات اطلاق صواريخ ارض جو لحمايتها.. كمان بطنوا اماكن مختلفة من ترعة الاسماعيلية وبور سعيد وعموا طبقات من الدبش فيها بعمق اقل من متر من سطح المية علشان لو الكباري انضربت قواتنا تقدر تعدي من خلالها .
.
خطة الخداع الاستراتيجي
وفيها كان للمهندسين نصيب الاسد لطبيعة المعدات المستخدمة .. فكانوا كل شوية يعبروا ويرجعوا .. وحتي الكباري المفصلية تم تجربتها اكتر من مرة .. بيتم مد الكوبري و طيه قبل ما يلحقوا ياخدوا اي اجراء مضاد .. مع تغطية جيدة بنيران المدفعية .. فمنها انهم جربوا معداتهم وابتكاراتهم الجديدة ومنها انهم خدعوا العدو .. لحد ما بمرور الوقت رد فعل العدو بدأ يضعف واعتادوا النوع دا من العمليات واعتبروه عمليات استفزازية لحد ما اخدوا علي دماغهم يوم 6 اكتوبر.
.
الاشتباك المباشر
سلاح المهندسين كان بيعمل تدريبات خاصة بيه بالذخيرة الحية وبيستخدم معداته الخاصة زى الدروع و اللايف جاكيت وغيره .. وكان بيجرب تحصيناته اللى صممها بنفسها في اراضي مشابهة لشرق القناة .. كمان كان بيشارك في تدريبات مشتركة بالذخيرة الحية مع باقي افرع القوات المسلحة .
بعد العبور تم توجيه اوامر لقادة المركبات بقطع الطرق سيرا علي الاقدام بهدف مذاكرتها وحفظها وسهولة التحرك فيها ليلا لو جد جديد .. ظهر دور المهندسين بقوة في الثغرة وظهر ثبات الضباط والافراد .. فمثلا قامت قوات السلاح باقتحام قناة السويس مرتين .. وفي المرة التالتة تم استهداف كوبري اثناء عملية الانزال فاصابت القذيفة قائد المجموعة وتسببت له في شلل فوري بسبب اصابة عصب اليد .. رفض الاخلاء لحد ما قام احد ضباط المجموعة بحمله عنوة واخراجه من منطقة الانزال .. عندك كمان العظيم احمد حمدي رحمه الله .. واحد من اعظم مهندسي ميكانيكا في تاريخ مصر وقائد لواء المهندسين في الجيش التاني الميداني .. نزل للقوات بنفسه علي خط النار وشاركهم لحظات نشر كباري جديدة لازمة لعبور قوات مهمة .. وهو بجانب احد الكباري اثناء انزاله اتحركت بعض براطيم الكباري في المية بعيد عن منطقة تجميع الكوبري بفعل تيار المية .. بكل تلقائية ساب نقطة تحصينه ونط في مركبة برمائية ودخل جابهم من المية تحت القصف .. وتكن ارادة ربنا انه يستشهد ( نسأل الله القبول ) .. ويكون الوحيد اللي يتصاب من بين ضباطه وافراده بشظية تنهي حياته بكل شرف ..

التعليقات مغلقة.