جلس الشيخ المسن وبين يديه جلس التلميذ

‎عرفت أيضًا قصته في صباه عندما قرر أن يكون معلمًا بعدما كان تلميذًا .. وكانت الطريقة لهذه الترقية أن يناظر أحد الشيوخ المعروفين فيسحقه .. هكذا تم ترتيب المناظرة مع أستاذه العجوز ( أبو عمرو بن العلاء ) الذي بلغ ثمانين حولًا ..
‎جلس الشيخ المسن وبين يديه جلس التلميذ .. التلميذ الذي عليه أن يقهر أستاذه ويفوز بمكانه ..
‎راح الشيخ يستعرض مسائل النحو المعقدة حتى بلغ مسألة لم يكن بارعًا فيها تمامًا ، بينما كان ( الخليل ) قد قتلها تمحيصًا ..
‎مال صديق ( الخليل ) عليه يحثه على القتال .. حان الوقت .. لكن ( الخليل ) أطرق للأرض وراح يعبث في أوراقه ..
‎كان صديقه على وشك الإصابة بالفالج .. وراح يتلوى كمن يُشوَى حيًا حتى انتهى الشيخ المسن من كلامه فلم يفتح ( الخليل ) فمه بكلمة .. وانتهت المناظرة ..
على الباب أمسك صاحبه به موشكًا على خنقه من الغيظ :
-” ما جدوى كل هذا ما دمت ستفضّل الصمت ؟ لو تكلمت لصرت كبير النحاة فى البصرة ! أنت يا صاحبي جبان أو معتوه أو هما معًا..”
لم يقاوم ( الخليل ).. فقط أطرق للأرض فى أسف وقال :
-” للأسف لم أستطع .. رأيت هذا الشيخ فى الثمانين من عمره ، وقد علمني وعلم الناس ستين عامًا .. وأنا كنت أريد أن أستخدم العلم الذي منحني إياه كى أفضحه وأضيع حرمته؟؟ لا .. لا فعلت ذلك أبدًا! “

د.أحمد خالد توفيق
شيء من حتى
فانتازيا
عن ( الخليل بن أحمد الفراهيدي )

التعليقات مغلقة.