خذله كارتر ومات بالاكتئاب قصة حسين عبدالرسول رجل الأقدار في وادي الملوك

علوم الآثار .


خذله كارتر ومات بالاكتئاب قصة حسين عبدالرسول رجل الأقدار في وادي الملوك

روى الأثري هيوارد كارتر في كتابه عن مقبرة توت عنخ آمون الكثير من تاريخ وادي الملوك في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، كما قدم صورة حية للوادي في عصره (عشرينيات القرن الماضي)، كما أكد أن أحد العمال المصريين، دون أن يذكر اسم العامل، هو من توصل لسلالم المقبرة، والتي كانت هي بداية الوصول لمقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك

وتولى “توت عنخ آمون” عرش مصر بعد أخيه من والده “سمنخ – كا – رع” خلفا لأبيه “إخناتون” ولما كان لا يزال صغيرًا، لا يزيد عمره على تسع سنوات، بدأ الملك حكمه باسم ” توت عنخ آتون “، ويؤكد الأثريون أنه استمر يحكم مصر من ” آخت آتون” (تل العمارنة) مدة ثلاث سنوات، انتقل بعدها إلى طيبة وغير اسمه إلى “توت عنخ آمون”، أي ” صورة آمون الحية ” بدلًا من صورة آتون الحية.

وننفض الغبار عن الأبطال المجهولين ومجهوداتهم في الكشف الأثري ومنهم حسين عبدالرسول ريس الحفائر في وادي الملوك آنذاك، حيث أكد الدليل السياحي الأثري الصادر عام 1923م لدوره في الاكتشاف كأول شخص يتوصل للمقبرة بصفته رئيس عمال الحفائر.

ويقول المؤرخ والأثري فرنسيس أمين فى بعض تصريحاته لإن حسين عبدالرسول ريس حفائر وادي الملوك ينتمي للعائلة الأثرية التي شغلت العالم أجمع في نهايات القرن التاسع عشر، والتي جعلت الأثري المصري أحمد كمال باشا وبروكش باشا يقومان برحلة شاقة للأقصر والتي كانت تتبع مديرية قنا آنذاك، والسفر بالخبيئة بالمراكب النيلية لمتحف بولاق، مؤكدًا أن قصة الحفيد حسين عبدالرسول مختلفة، فهو المكتشف الحقيقي لمقبرة توت عنخ آمون وكان له دوره في إظهار الملك الصغير للعالم.

ويضيف أنه قبل ولادة حسين عبدالرسول بعشرات السنين كان أحد أجداده ويدعي أحمد عبدالرسول يشغل العالم بأسره فقد اكتشف خبيئة الدير البحري ليجمع حوله إخوته ويتم التحفظ على الخبيئة التي ضمت مومياوات “رمسيس الثاني”، و”أمنحوتب الثالث”، و”سيتي الأول”، و”سقنن رع”، و”أحمس”، و”تحوتمس الثالث”، “أمنحوتب الثاني”، ومئات البرديات والتماثيل وضعت في الصناديق كما روت صحيفة “الأهرام” وقائعها عام 1882م.

وأضاف فرنسيس أمين لأنه لا أحد يعرف قصة حسين محمد عبدالرسول عامل حفائر وادي الملوك، ابن قرية القرنة، الذي مات بالاكتئاب في ستينيات القرن الماضي، والذي خذله المكتشف هوارد كارتر، مضيفًا أن هوارد كارتر، الذي كان يخاصم كافة وسائل الإعلام المصرية، اكتفى في الحديث عن المقبرة بنشر خطابات لمدير منزله المصري الذي كان متمكنًا في اللغة الإنجليزية والرسائل المتبادلة بينهما، إلا أنه لم يذكر كبير العمال حسين محمد عبدالرسول الذي قام المصور هاري برتون، الذي تم تلقيبه بمصور الفراعنة، بالتقاط عدة صور تذكارية له، بشاربه الذي يملأ وجهه وهو بالقرب من كارتر.

ويضيف أمين أن كارتر أخذ تصريحًا بالتنقيب في وادي الملوك لمدة 5 سنوات من عام 1917م حتى عام 1922م، وقام بالتنقيب بالقرب من مقبرة رمسيس السادس، ليفاجأ، مثلما قال كارتر في مذكراته، أن أحد العمال وجد سلما يؤدي لمقبرة، مضيفاً أن قصة الكشف لابد أن تعاد دراستها، فكل من شارك كارتر في البحث والتنقيب، سواء من الأجانب أو المصريين، لم يأت ذكرهم، رغم مجهوداتهم، لافتًا إلى أن القصة التي يرددها كارتر عن أن أحد العمال كان يضع إناء من الماء على الدرج الأول فأبلغه بأن المقبرة تحتاج لتدقيق.

مجلة اللطائف المصورة قدمت في أحد أعدادها صورا للأقصر القديمة، كما أفردت في عام 1923م نعي لرائد الآثار المصري أحمد كمال باشا الذي كان عليه الذهاب للأقصر والنزول في الآبار الأثرية التي وضعها الجد عبدالرسول لإخفائها من يد الحكومة، كما أفردت المجلة صور لعمال مقبرة توت عنخ آمون الذي كان يرأسهم الحفيد عبدالرسول وهم ينقلون محتويات المقبرة بأوامر من هوارد كارتر.

ويُعد الفرعون الذهبي من أشهر الفراعنة، لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققها أو حروب انتصر فيها، وإنما لأسباب أخرى من أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف، إضافة إلى اللغز الذي أحاط بظروف وفاته في سن مبكرة جدًا الأمر الذي اعتبره الكثير أمرًا غير طبيعيًا، خاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة وزواج وزيره من أرملته وتنصيب نفسه فرعوناً، ويعتقد الأثريون أن فترة حكمه تراوحت من 8 إلى 10 سنوات، وتظهر المومياء الخاص به أنه كان شابًا دون العشرين من العمر، وقد تم الاستنتاج مؤخرًا باستعمال وسائل حديثة أنه كان على الأرجح في التاسعة عشرة من عمره عند وفاته.

وأوضح فرنسيس أمين أن كافة الصور التي تم التقاطها لريس العمال حسين محمد عبدالرسول الذي ينتمي لعائلة أثرية قديمة، تظهر اهتمامه بالكشف الأثري فهو كان رجل الأقدار في وادي الملوك، لافتا إلى أن حسين عبدالرسول مات مريضًا بالاكتئاب واستمر حتى وفاته يردد خذلان كارتر له الذي وعده بتعويض مالي لعمله الشاق في المقبرة، دون أن يفي بوعده، ودون حتى أن يذكره في مذكراته أو محاضراته؛

حيث جاب كارتر العالم لمدة 3 سنوات متحدثا عن اكتشافه المذهل لمقبرة توت عنخ آمون وهو يجيب عن سؤال معتاد في كل أنحاء العالم في بداية محاضراته وهو “ما شعورك حين اكتشفت المقبرة؟

التعليقات مغلقة.