علوم الآثار.
المنشور (٤٤٠).
ابرز الشخصيات الأجنبية التي أثرت في الاكتشافات الأثرية المصرية
فرضت الحضارة المصرية القديمة نفسها على موائد البحث والتنقيب كونها واحدة من أقدم حضارات الكون، كما استطاعت أن تتصدر اهتمامات وشغف المئات من علماء العالم بشتى جنسياتهم، وكانت محط أنظار الباحثين في الشرق والغرب على حد سواء طيلة العقود الماضية.
وبالرغم من مصرية تلك الحضارة، جغرافياً وتاريخياً، إلا أن العلماء الأبرز في دراسة “علم المصريات” وهو أحد فروع علم الآثار الذي يختص بدراسة التاريخ المصري القديم من آداب ولغة وفنون وديانة وحفريات، هم أجانب.
هذا هو الواقع، كما يؤكد باحثون وأساتذة الآثار المصريون. وهؤلاء العلماء لم يأخذوا صفة الأبرز عن عبث بل لاكتشافاتهم الأثرية.
1- جان فرانسوا شمبوليون (1790-1832) Jean-François Champollion
وضع اللبنة الأولى لدراسة اللغة المصرية القديمة “الهيروغليفية” من خلال اكتشافه لرموز حجر رشيد عام 1828، أثناء الحملة الفرنسية على مصر. كذلك فتح الباب لدراسة الترابط والعلاقة القوية بين اللغة المصرية القديمة واللغة اليونانية، كما أنه أول من دعا إلى تقنين سرقة الآثار المصرية حين تقدم بطلب إلى محمد علي، والي مصر حينذاك، لإصدار قانون يحد من السرقة.
وكان عضواً في عدد من المنظمات الأثرية في العالم مثل: الجمعية الآسيوية الفرنسية، والمعهد الألماني للآثار، والأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم، والأكاديمية الروسية للعلوم، والأكاديمية الملكية السويدية للرسائل والتاريخ والآثار.
2- هاورد كارتر (1874-1939) Howard Carter
عالم أثار بريطاني الجنسية، شغف بدراسة الآثار المصرية منذ نعومة أظافره. وعقب الاحتلال البريطاني لمصر قرر أن ينتقل لدراسة التاريخ المصري القديم عن قرب، فعمل في مواقع أثرية كثيرة في مناطق منها: تل العمارنة والدير البحري وإدفو وأبو سمبل.
يعد Carter أحد أبرز العلماء الذين حفروا أسماءهم في تاريخ علم المصريات لما حققه من اكتشافات قيمة، لعل أبرزها اكتشافه لتمثال “توت عنخ آمون” أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة، وذلك في نوفمبر 1922، ويعد هذا الاكتشاف أبرز اكتشاف أثري على مر التاريخ، وكان له صدى عالمي غير مسبوق.
هذا بالإضافة إلى جهوده في اكتشاف بعض الآثار المتعلقة بالملكة حتشبثوت، أشهر ملكات مصر في الأسرة الثامنة عشرة، وذلك بالدير البحري عام 1899.
العرب وآثار مصر: أساطير وتنقيب ولعنات
تعرّفوا على تاريخ مصر عبر ألقاب حكّامها
علي بابا: آخر سينما للفقراء في مصر
3- إدوارد نافيل (1844-1926) Édouard Naville
عالم سويسري الجنسية، زار مصر عام 1865 ليبدأ رحلته في اكتشاف اللغة المصرية القديمة والتنقيب عن الآثار. عمل في مناطق آثرية أهمها “تل بسطة” بالقرب من محافظة الشرقية حالياً.
ارتبط في عمله الأثري بالنصوص الشمسية (النصوص التي كان يتلوها المصريون القدماء لمنحهم الحياة من قبل الإله “رع” إله الشمس عند المصريين، في البعث والخلود) وكتاب الموتى عند المصريين (هو كتاب العالم الآخر، الذي يضم بعض النصوص والصلوات الجنائزية التي تعتبر مرشداً للمتوفي نحو الوصول إلى المكانة التي يقطن فيها الأبرار، أصحاب الأعمال الصالحة).
من أبرز إنجازاته العلمية في مجال المصريات الإسهام في الحفر والتنقيب عن معبد حتشبسوت بالدير البحري، كذلك معبد منتوحتب الثاني من الأسرة الحادية عشرة في الدولة الوسطى من التاريخ المصري القديم. ويحتوي المتحف البريطاني بلندن ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن على أبرز اكتشافات Naville.
4- أوجست مارييت (1812-1881) Auguste Mariette
أول عالم أجنبي يلقب بـ”باشا” وهو لقب مصري رفيع حينذاك، وذلك بعد الاكتشافات التي قام بها وأثرت المكتبة الأثرية في مصر، إذ أسس المتحف المصري بالقاهرة.
له العديد من الاكتشافات منها: مدفن العجول (السرابيوم)، معبد الدير البحري، إضافة إلى بعض الآثار في معبد الكرنك وهابو بالأقصر، كذلك اكتشافه تمثال خفرع بالجيزة، وتمثال الكاتب الجالس في سقارة، وتمثال شيخ البلد في سقارة.
للحديث بقية مع الجزء الثاني….
التعليقات مغلقة.