المهدي المنتظر و ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ ﻫﻲ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ 

0

ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ ﻫﻲ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ 

ﺳﺆﺍﻝ : ﻫﻞ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﺎﻟﺴﻼﺡ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻛﺎﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ  ؟؟ ﺃﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺎﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ  ؟!!  

ﺃﻭﻻ : ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺏ ﻭﻣﺎﺷﺎﺑﻪ ﺫﻟﻚ :

ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﻭﺍﻟﺴﻬﺎﻡ , ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺪﺍﺭ ﺣﺠﺘﻬﻢ ﻭﻋﻤﺎﺩ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﻭﺃﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻭﻣﻨﻬﺎ :  

ﻣﺎﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ , ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓبينما ﻫﻢ ﻳﻘﺘﺴﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻗﺪ ﻋﻠﻘﻮﺍ ﺳﻴﻮﻓﻬﻢ ﺑﺎﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ….)
ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ  (ﻓﻴﺮﻣﻮﻥ ﺑﻨﺸﺎﺑﻬﻢ


ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎء….) ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ,  ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﺪﻳﺚ : ( ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺠﺰ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻠﻴﻞ..) ﻭﺣﺪﻳﺚ :(ﻓﻴﺮﻳﻬﻢ ﺩﻣﻪ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﺘﻪ ) , ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺃﺩﻟﺘﻬﻢ.
ﻭﺃﻓﺘﺮﺿﻮﺍ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﺎ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻟﻴﺪﻓﻊ ﺍﻹﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ
ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﻭﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺽ ﻫﻮ ﻭﻗﻮﻉ ﺣﺮﺏ ﻧﻮﻭﻳﺔ ﺗﻔﻨﻰ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ  !!     
ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻭﺍﻹﻓﺘﺮﺍﺿﺎﺕ 
ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ. 

ﻗﻠﺖ : ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﻓﻨﺎء ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ  !!!
ﻓﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻻﻣﻬﺪﻱ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘﻮﺱ ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺮ.

ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺣﺮﻭﺏ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻉ
ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﺸﺮﻋﻲ , ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻧﻘﺎﻁ :

*  ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ , ﻭﺍﻻﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﻻ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ , ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺪﺍﺕ ﻭﺍﻵﻻﺕ ﻭﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ    
ﻣﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺷﻴﺎء ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﺭ , ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻴﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻣﺎﺑﻌﺪﻩ , ﻓﻠﻮ ﺫﻛﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﻭﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺩﺑﺎﺑﺎﺕ
ﻭﻣﺪﺍﻓﻊ ﻭﺍﺳﻠﺤﺔ ﻧﻮﻭﻳﺔ…. ﻻﺣﺪﺙ ﺫﻟﻚ ﺭﺑﻜﺔ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻌﺮﺏ , ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺧﺎﻃﺒﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ,  ﺍﺗﺤﺒﻮﻥ ﺃﻥ  ﻳﻜﺬﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻌﻠﻘﺎ .
ﻓﻤﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ
ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ  ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
( ﻭﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺒﻐﺎﻝ ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﻟﺘﺮﻛﺒﻮﻫﺎ
ﻭﺯﻳﻨﺔ ﻭﻳﺨﻠﻖ ﻣﺎ ﻻ  ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ) ﺇﺷﺎﺭﺓ
ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻰ ﺍﻣﻜﺎﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻭﺃﺷﻴﺎء ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻓﻴﻜﻔﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﻣﺰ 
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻭﺁﻳﺔ ﻟﻬﻢ ﺍﻧﺎ ﺣﻤﻠﻨﺎ ﺫﺭﻳﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺤﻮﻥ ﻭﺧﻠﻘﻨﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﻛﺒﻮﻥ)
ﺃﻱ ﻭﺧﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ
ﻛﺴﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ ﻣﺎ ﻳﺮﻛﺒﻮﻧﻪ ﻭﻳﺒﻠﻐﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻗﺎﺻﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ , ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻴﻪ ﻻﻧﻬﺎ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻨﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ,  ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : ﻫﻲ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﻮﺑﺎﺕ( ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ)  
ﻓﺪﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺜﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﺿﺮﺏ ﺍﻻﻣﺜﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻻﺷﻴﺎء ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺳﻔﻦ ﻭﻣﺮﻛﻮﺑﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ,  ﻣﻊ ﺇﺣﺘﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﻤﺮﻛﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﻭﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ .  

ﻭﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﺎﻹﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺎﻛﻲ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﻣﻊ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻩ ﺑﻜﺸﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ . ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺧﺮﺟﻪ ﺍﺣﻤﺪﻭ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ
ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ
ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ( ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺃﻣﺘﻲ ﺭﺟﺎﻝ ﻳﺮﻛﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻭﺝ ﻛﺄﺷﺒﺎﻩ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﻓﻴﻨﺰﻟﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ…) ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ , ﻓﻘﺪ ﻭﺿﺢ ﺍﻻﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻌﻴﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺷﻴﺎء , ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺮﻭﺝ ﻭﻣﺎﻳﺮﻛﺒﻮﻧﻪ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺭﺣﺎﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ :  
” ﻛﺄﺷﺒﺎﻩ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ” ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﺮﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎﻫﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻵﻥ ﻭﻫﻲ : ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﺮﻭﺝ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ .
ﻣﻤﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﺫﺍ ﺍﺭﺍﺩ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺷﻴﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ . 

ﻟﻴﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ
ﻓﻘﺲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﺞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻷﻭﻝ , ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻵﻻﺕ ﻭﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ.   

*  ﻇﻬﻮﺭ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ
ﻟﻤﺎ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻓﻬﻤﻬﻢ , ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ , ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻇﺎﻫﺮ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ  ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺁﺣﺎﺩﻳﺚ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ  , ﻓﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺮﺝ ﻟﻠﺪﺟﺎﻝ ﺛﻢ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺟﺎءﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ” ﻓﻴﻀﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ” ﻭﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ : “ﻓﻴﻨﺸﺮﻩ ﺑﺎﻟﻤﻨﺸﺎﺭ” ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻵﻟﺘﻴﻦ  ,  ﺑﻞ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﻦ  ,  ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻛﺎﻟﻀﺮﺏ.  

ﻭﺗﺠﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ
(ﻳﻌﻠﻘﻮﻥ ﺳﻴﻮﻓﻬﻢ ﺑﺎﻟﺰﻳﺘﻮﻥ) ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ (ﻳﻌﻠﻘﻮﻥ ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺰﻳﺘﻮﻥ)
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻟﻔﻈﺔ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﻟﻔﻆ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ , ﻓﺎﻻﺳﻠﺤﺔ ﺃﺷﻤﻞ ﻭﺃﻋﻢ ﻭﺃﺑﻠﻎ , ﻭﻟﺬﺍ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻷﻋﻢ ﻭﺍﻷﺷﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﻟﻔﻆ ” ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ” ﻭﻟﻢ ﺗﺮﺩ ﻟﻔﻈﺔ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﺍﻭ ﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮٱﻥ ﻣﻄﻠﻘﺎ , ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ  :     
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻬﻢ ﻓﺄﻗﻤﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻠﺘﻘﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌﻚ ﻭﻟﻴﺄﺧﺬﻭﺍ ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ ) ﺍﻵﻳﺔ  
ﻓﺴﻤﺎﻫﺎ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺑﺮﻏﻢ ﺍﻧﻬﺎ ﺳﻴﻮﻑ ﻭﺭﻣﺎﺡ  , ﻣﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻥ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺎﺕ , ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻵﺗﻴﺔ , ﻷﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻵﻳﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ , ﻓﻨﺎﺳﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ – ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ – ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻣﺎﺑﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ  , ﺑﺨﻼﻑ ﻟﻔﻆ ( ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ )       
ﻣﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﻓﻲ ﻣﺮﻭﻳﺎﺗﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﻢ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﺩﻓﺔ ﻇﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ,  ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻻﻧﻪ ﻭﺣﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﺗﺼﺮﻑ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ  , ﻓﺘﺄﻣﻞ .  

*  ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻭﺃﻋﺪﻭﺍ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻭﻣﻦ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﻟﺨﻴﻞ)
ﺍﻵﻳﺔ , ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻳﺤﺘﺠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻻ ﺣﺮﺏ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻵﻳﺔ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﺘﺪﻻﻝ , ﺑﻞ ﺗﻨﻘﻀﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻞ , ﻻﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺗﻘﺮﺭ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ ﺑﺤﺴﺒﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﺘﻜﻴﻴﻔﻬﺎ ﻭﺗﺤﺠﻴﻤﻬﺎ ﻭﺗﻘﻴﻴﺪﻫﺎ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ , ﻓﻜﻠﻤﺔ ( ﻗﻮﺓ ) :        
ﻧﻜﺮﺓ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻃﻼﻕ ,ﺃﻱ : ﺃﻱ ﻗﻮﺓ ﺗﻤﻠﻜﻮﻧﻬﺎ ﻭﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻋﺼﻮﺭﻛﻢ ﻭﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻋﺪﺍﺋﻜﻢ ﻓﺄﻋﺪﻭﻫﺎ ﻟﻬﻢ .  
ﻭﺍﻣﺎ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻓﻬﻮ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ , ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻫﻲ ﻣﻨﺎﻁ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻭﻣﻦ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﻟﺨﻴﻞ ) ﺃﻱ : ﻭﺍﻋﺪﻭﺍ ﻟﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺇﻥ ﻭﺟﺪ .

* ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﻮﺿﺢ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﻴﺮﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﺗﻄﻮﺭ ﻻ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ , ﻓﻔﻲ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﺤﻤﺎﺭ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺍﻭ ﺩﺍﺑﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻛﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﺣﻤﺪ ( ﻭﻟﻪ ﺣﻤﺎﺭ ﻳﺮﻛﺒﻪ ﻋﺮﺽ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﺫﻧﻴﻪ ﺍﺭﺑﻌﻮﻥ ﺫﺭﺍﻋﺎ ) ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ( ﻳﻀﻊ ﺧﻄﻮﺓ ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﻃﺮﻓﻪ ) ﺗﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﺍﺣﻤﺪ  ﻭﻗﺪ ﺭﻭﺍﻩ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻦ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻃﻬﻤﺎﻥ ,ﻭﻫﻮ ﺛﻘﺔ ,     
ﻓﺄﻱ ﺣﻤﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﺽ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﺫﻧﻴﻪ ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺫﺭﺍﻋﺎ ؟
ﻭﻳﻀﻊ ﺧﻄﻮﺓ ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﻃﺮﻓﻪ ؟؟
ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺍﺩﻩ ﺍﻟﺤﺒﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻴﻘﺮﺏ ﺍﻻﻓﻬﺎﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺑﺤﻴﺚ ﺍﻥ ﻣﻌﻪ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﻭﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ .  
ﻭﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺌﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ , ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻟﻐﻴﺚ ﺍﺳﺘﺪﺑﺮﺗﻪ ﺍﻟﺮﻳﺢ  , ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺳﺮﻋﺘﻪ  ,  ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ .

* ﺣﺘﻰ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺫﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺏ ﺟﺎءﺕ ﻟﺘﺆﻛﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻭ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ  ,  ﻓﻔﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ 
ﻫﺮﻣﺠﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻟﻤﻠﺤﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ( ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ) ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ,

ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ 🙁 ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻭﺍﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﺩﺭﻭﻉ ﻧﺎﺭﻳﺔ ﻭﺃﺳﻤﺎء ﻧﺠﻮﻣﻴﺔ ﻭﻛﺒﺮﻳﺘﻴﺔ ﻭﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻛﺮﺅﻭﺱ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﻭﻣﻦ ﺍﻓﻮﺍﻫﻬﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻧﺎﺭ ﻭﺩﺧﺎﻥ ﻭﻛﺒﺮﻳﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻗﺘﻞ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻓﻮﺍﻫﻬﺎ,  ﻓﺈﻥ 
ﺳﻠﻄﺎﻧﻬﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﺎ ) ﻭﻫﺬﺍ ﻧﺺ ﻭﺍﺿﺢ ﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﻭﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ ﻭﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻬﺎ …

ﻭﻋﻦ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻳﻘﻮﻝ  : ﺳﻔﺮ ﺯﻛﺮﻳﺎ: ( ﻟﺤﻤﻬﻢ ﻳﺬﻭﺏ ﻭﻫﻢ ﻭﺍﻗﻔﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﻭﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺗﺬﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻭﻗﺎﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﺗﺬﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ) 
ﻓﻤﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ  ؟؟ 
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﻛﺬﺍ ﺗﻜﻮﻥ ﺿﺮﺑﺔ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺒﻐﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﻛﻬﺬﻩ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ . ﺑﻴﺎﻧﺎ ﻟﺸﺪﺓ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺜﻞ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ , ﻓﻬﻲ ﺍﻳﻀﺎ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﻭﺳﺤﻖ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ .  

* ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻓﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺳﺘﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﺎﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ, ﻭﻳﻔﺘﺮﺿﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ 
ﺣﺪﻭﺙ ﺣﺮﺏ ﻧﻮﻭﻳﺔ ﺗﺪﻣﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺍﻵﻥ . 

ﻭﺍﻗﻮﻝ ﺑﻌﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﻪ :

ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﻋﺎﻗﻞ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻋﻘﻮﻝ ﻧﻴﺮﺓ ﺗﻔﻘﻪ ﻣﺎﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ  ,  
ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻠﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻓﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﺸﺪﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ , ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ ﻭﻣﺎﺗﺤﺘﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﺯ , ﻭﺃﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻓﺘﺮﺍﺽ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻞ , ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ : ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﻳﺪﻣﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺸﺮ ﻭﺍﺳﻠﺤﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﻴﺮﻭﺷﻴﻤﺎ ﻭﻧﺠﺎﺯﺍﻛﻲ.      
ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎﻫﻮ ﻣﺨﺘﺺ ﻓﻲ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﻛﺈﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ , ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ 
ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺿﺢ ﺇﺑﻄﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻓﺘﺮﺍﺽ ﺃﺻﻼ,  ﻓﻜﻴﻒ ﺳﺘﺪﻣﺮ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﻭﻻ ﻳﺪﻣﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻻﺷﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺮﻕ ﺍﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺗﻘﺘﻞ ﻛﻞ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ , ﻓﺈﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﻣﻮﺟﻬﻪ ﺃﺻﻼ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺗﺒﻊ ﻟﻬﺎ,  ﻻﻥ ﺿﺮﺭﻫﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺣﺘﻤﺎ,  ﻭﺣﺎﺩﺛﺔ “ﺗﺸﺮﻧﻮﺑﻞ” ﺍﻟﻤﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ , ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ , ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺟﺪﻻ ﺑﻤﺎﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﺈﻥ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺗﺼﻨﻴﻊ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﺪﻯ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺣﺘﻴﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺭﻣﺎﺡ ﻭﺳﻴﻮﻑ , ﻓ

ﺎﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ , ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﺘﺴﺒﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻤﺤﻮﻫﺎ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ , ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻟﺼﻨﻊ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﺼﻨﻊ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ ﻛﺎﻵﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﻭﺍﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ﻭﻣﺎﺷﺎﻛﻠﻬﺎ,  ﻭﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎء  ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﻗﻨﺎﺑﻞ ﺍﻭ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺍﻭ ﻣﺘﻔﺠﺮﺍﺕ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺑﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪﺍ, ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﻭﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺏ ؟؟              
ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻓﺘﺮﺍﺽ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﺮﺿﻮﻩ ﻻ ﻳﻤﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺑﺸﺊ 
ﺑﻞ ﻫﻮ ﺗﻜﻠﻒ ﻭﺍﺿﺢ  ,

ﻓﺘﺒﻴﻦ ﺑﺠﻼء ﺍﻥ ﺷﺎء ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ 
ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﻓﻴﻪ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺩ ﻭﺍﻟﻄﻌﻦ .

ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﻟﻔﻈﺔ ( ﻓﻴﺤﺠﺰ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻠﻴﻞ ) ﻭﻳﺴﺘﺪﻝ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﺤﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ !!  
ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ : ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺟﻴﺸﻴﻦ ﻣﺘﻼﺣﻤﻴﻦ ﻳﺘﻘﺎﺗﻼﻥ ﻟﻴﻼ ﻭﻧﻬﺎﺭﺍ , ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﺷﺮﻃﺔ ( ﺍﻱ : ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻘﺎﺗﻠﺔ   
ﻓﺪﺍﺋﻴﺔ ﺇﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻳﺔ ) ﻳﺨﺘﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﺻﻔﻮﻑ ﺟﻴﺸﻪ ﻟﻐﺮﺽ ﺍﺭﺑﺎﻙ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﺧﻠﺨﻠﺔ ﺻﻔﻮﻓﻪ ﻭﺗﺄﺧﻴﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻬﺾ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻟﻨﺠﺪﺓ ﻭﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻭﺟﻴﺸﻪ  , ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ  . 
ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺳﻮﺍء ﺃﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﺃﻭ ﺑﺄﺣﺪﺙ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﺴﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺣﺎﺟﺰﺍ ﻭﺳﺎﺗﺮﺍ ﻭﺳﺪﺍ ﻣﻨﻴﻌﺎ ﻳﺼﻌﺐ ﺇﺧﺘﺮﺍﻗﻪ , ﻭﺳﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺗﺠﺪ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﺇﻥ ﺷﺎء ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺣﺮﺏ ﺑﺴﻴﻒ ﺍﻭ ﺑﻄﺎﺋﺮﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﺎﺟﺰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ,ﻓﺘﺄﻣﻞ .
ﻭﻟﻘﺪ ﺳﺄﻟﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻓﺬﻛﺮ ﻟﻨﺎ ﺍﻥ ﺣﺎﺟﺰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﺣﺎﺟﺰﺍ ﺍﺑﺪﻳﺎ.

ﻭﺟﻮﺍﺑﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﺑﻈﻮﺍﻫﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ , ﻛﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : ( ﺇﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺑﺤﺮﺑﺘﻪ )   
ﻭﻗﻮﻟﻪ : ( ﻋﻠﻘﻮﺍ ﺳﻴﻮﻓﻬﻢ ﺑﺎﻟﺰﻳﺘﻮﻥ )
ﻭﺣﺪﻳﺚ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ ﻭﻓﻴﻪ :
( ﻓﻴﺮﻣﻮﻥ ﻧﺸﺎﺑﻬﻢ )  ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ ﻓﻮﺍﺭﺱ ﺍﻟﻤﻠﺤﻤﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ : ﻭﺍﻟﻮﺍﻥ ﺧﻴﻮﻟﻬﻢ , ﺍﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺍﻟﺮﻣﺢ ﻓﻲ ﺣﺮﻭﺏ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ .

ﻓﺎﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ :

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ : 

ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ : – ﻣﺜﻼ – ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﺳﻴﻘﺘﻞ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﺑﺒﻨﺪﻗﻴﺔ – ﻣﺜﻼ – ﺍﻭ ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ ﺍﻭ ﺭﺷﺎﺵ …ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ : ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺮﺷﺎﺵ  ؟؟ ﺛﻢ ﻳﺨﻮﺿﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻬﺎ , ﻓﻴﺸﺮﺡ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻓﻼ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ,     
ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻧﺒﻲ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
( ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋﻦ ﺍﻻﻫﻠﺔ ﻗﻞ ﻫﻲ ﻣﻮﺍﻗﻴﺖ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺤﺞ ) 
ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻠﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺛﻢ ﺗﻜﺒﺮ ﻭﺗﻜﺒﺮ , ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺇﺩﺭﺍﻛﻬﺎ , ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ.   

– ﻭﻟﻮ ﻭﺭﺩ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ,  ﻭﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ – ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺥ ﻭﺍﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ﻣﺜﻼ – ﺗﺮﻯ ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺘﻦ  ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺷﺮﺡ ﺍﻹﺋﻤﺔ ﻟﻪ !!!    

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :

ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻓﻴﻨﺰﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﺣﺮﺑﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ  , ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻇﺎﻫﺮﻩ , ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺧﺎﻃﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ , ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ : ﺧﺎﻃﺒﻮﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ,
ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻘﺺ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﻖ  ﺃﻭ ﻋﻘﻞ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ , ﺃﻡ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﺬﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ , ﻭﺗﺄﻣﻞ ﺍﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻨﻪ : ( ﻓﻼ ﻳﺤﻞ ﻟﻜﺎﻓﺮ ﻳﺠﺪ ﺭﻳﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﻻ ﻣﺎﺕ , ﻭﻧﻔﺴﻪ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺼﺮﻩ )      
ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﺤﺮﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻫﺎﻫﻨﺎ , ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺑﻌﻴﻨﻪ , ﻓﺘﺄﻣﻞ .

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :

ﻟﻮ ﺃﻧﻨﺎ ﺍﻓﺘﺮﺿﻨﺎ ﺟﺪﻻ , ﺍﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻫﻲ ﺣﺮﺏ ﺗﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﻧﻮﻭﻳﺔ  , ﺳﺘﻔﻨﻰ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ  ,  
ﻓﻬﻞ ﺳﺘﻔﻨﻲ ﻛﻞ ﺻﺎﺭﻭﺥ ﻭﻃﺎﺋﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ؟! ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻥ  !!
ﻫﻞ ﺳﺘﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺩﺑﺎﺑﺔ ﻭﻋﺮﺑﺔ ﻣﺼﻔﺤﺔ ﻭﻣﺠﻨﺰﺭﺓ  ؟!! ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻥ !
ﻓﻬﻞ ﺳﺘﻔﻨﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻭﻛﻞ ﻣﺎﻳﺠﺮﻱ ﻋﻠﻰ
ﻋﺠﻼﺕ !  ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻥ – ﻋﻠﻰ ﺍﻓﺘﺮﺍﺽ ﻧﻀﻮﺏ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺗﻌﻄﻞ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺤﺎﺳﺐ ﺍﻵﻟﻲ ﻭﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ –  
ﻓﻬﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺳﺘﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺳﻼﺡ ﻭﺭﺻﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ,
ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ ﻟﻠﺴﻴﻒ ﻭﺍﻟﺨﻴﻞ  !!!
ﻭﻟﺌﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻓﻬﻞ ﺳﺘﻔﻨﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺮﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻻﺕ ﻓﻼ ﻳﺨﺘﺮﻉ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻭﻳﺠﺪﺩ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﻬﺎ !!  

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :

ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺳﻠﻔﺎ ﻭﺧﻠﻔﺎ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﻋﻦ ﺣﺮﺏ ﺗﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﺗﺴﺒﻖ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ , ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺛﻤﺔ ﺣﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻟﺘﻮﺍﺗﺮﺕ  
ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻭﻣﺼﻨﻔﺎﺗﻬﻢ , ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻓﺎﻟﻤﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻳﺮﻯ  ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻼﺣﻢ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺪﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ  , 
ﻓﺄﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻤﺎ ﻳﺰﻋﻤﻪ ﺍﻟﺒﻌﺾ .

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺨامس ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻟﻤﻦ يتمسك ﺑﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : 

( ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﻥ ﺑﺴﻴﻔﻴﻬﻤﺎ ﻓﺎﻟﻘﺎﺗﻞ ﻭﺍﻟﻤﻘﺘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ) , ﺗﺮﻯ ﻟﻮ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﻥ ﻭﺗﻘﺎﺗﻼ ﺑﺎﻟﺮﺷﺎﺱ ﺍﻭ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ﺩﺧﻼ ﺗﺤﺖ ﻧﻄﺎﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻡ ﻻ ؟؟  
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ  :
( ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻳﻮﻗﻰ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻘﺒﺮ) , ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ :
( ﻛﻔﻰ ﺑﺒﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﺘﻨﺔ )  ﺗﺮﻯ ﻟﻮ ﻗﺘﻞ ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ ﺍﻭ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻓﻬﻞ ﻳﻌﺪ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﺃﻡ ﻻ ؟؟
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻬﻞ ﺗﺮﺍﻩ ﻳﻮﻗﻰ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻘﺒﺮ
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻭﻗﺘﻬﺎ : ﻛﻔﻰ ﺑﺒﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﺘﻨﺔ ﺃﻡ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻒ ؟!!!

ﻭﺍﻻﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻷﺩﻟﺔ ﺗﺘﺮﻯ , ﻓﻜﻔﻰ ﻫﺬﺍ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺴﻚ ﺑﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻨﺺ 
ﻓﺘﺄﻣﻞ ﺃﺧﻲ ﻫﺬﺍ ﺟﻴﺪﺍ  .
ﻓﻌﻠﻰ ﺇﻓﺘﺮﺍﺿﻬﻢ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺧﺮﺝ ﻭﺣﺎﺭﺏ ﺑﺎﻻﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ  ,, ﻫﻞ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﺘﺮﺍﺿﻜﻢ ﺣﻜﻢ ﺷﺮﻋﻲ  ؟؟ 
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﻟﻒ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ  , ﻓﻬﻮ ﺇﻣﺎ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﻟﻤﺤﺮﻡ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﻣﻜﺮﻭﻩ
ﺃﻭ ﺍﻧﻪ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﻭﺧﺎﻟﻒ ﺍﻟﻨﺺ  ؟!!!
ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺗﺤﻜﻢ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﺪﺩ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻨﺺ  , ﻓﺈﻧﻪ ﺁﻓﺔ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻭﻃﺂﻣﺔ ﺍﻟﻄﺂﻣﺎﺕ  .   

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :

ﻭﻟﻺﺧﻮﺓ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺍﺣﺐ ﺍﻥ ﺍﺳﺄﻟﻬﻢ ﺳﺆﺍﻻ ﻭﻫﻮ : ﻫﻞ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺃﻡ ﻻ  ؟؟  ﻓﺴﻴﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻧﻌﻢ  
ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻟﻬﻢ : ﺃﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻮﺍ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ( ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻻﺭﺽ ﺯﺧﺮﻓﻬﺎ ﻭﺍﺯﻳﻨﺖ ﻭﻇﻦ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﺍﻧﻬﻢ ﻗﺎﺩﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺗﺎﻫﺎ ﺍﻣﺮﻧﺎ ﻟﻴﻼ ﺃﻭ ﻧﻬﺎﺭﺍ ﻓﺠﻌﻠﻨﺎﻫﺎ ﺣﺼﻴﺪﺍ ﻛﺄﻥ ﻟﻢ ﺗﻐﻦ ﺑﺎﻷﻣﺲ….) ﺍﻵﻳﺔ  ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﻳﻮﻧﺲ   

ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻧﺺ ﺻﺮﻳﺢ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺍﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺗﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺭﺽ , ﺑﻞ ﻭﺳﻌﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ 
ﻭﻇﻨﻮﺍ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ  , ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺍﺿﺢ ﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﺩﺭﺟﺔ ﺯﺧﺮﻓﺔ ﺍﻻﺭﺽ ﻭﺗﺰﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ,  ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺼﻮﺭﻩ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ,  ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻼ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﺑﺪﺍ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ  .    

ﻓﺄﻳﻦ ﺫﻫﺐ ﺫﻫﻦ ﻭﻓﻜﺮ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻭﻳﺘﺪﺑﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺣﺠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ  , ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻻ ﺑﺪ ﺍﻥ ﺗﻨﻀﻢ ﺍﻟﻰ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺃﻟﻔﺎﻇﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ – ﺃﻋﻨﻲ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻭﺍﻟﺮﻣﺢ ﻭﺍﻟﺤﺮﺑﺔ – ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺎﺯﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﻻﺳﻠﺤﺔ ﻭﺗﻄﻮﺭﺍﺗﻬﺎ , ﺳﻮﺍء ﺃﻛﺎﻥ : ﻣﺴﺪﺱ  , ﺭﺷﺎﺵ , ﺩﺑﺎﺑﺔ  , ﺻﺎﺭﻭﺥ….. , ﺍﻟﺦ     

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.