صدقونى.. هناك يهود فى كل مكان».. مقولة للروائى والكاتب الأمريكى اليهودى، برنارد مالامود، بيشير فيها إلى ما يطلق عليهم ب اليهود المتخفون أوcyprto- jews اللي بيتظاهرون باعتناق دين آخر غير “اليهودية “
انهاردة هنحكي عن الطائفة اللي احتفالها عبارة عن إطفاء النور وممارسة الرذيلة بين أي رجل وأي واحدة من أتباع الطائفة دي.. هنعرف مع بعض مصدر الشائعة اللي اتملت بيها أدمغتنا عن المسيحيين وهنعرف مين صاحبها وان الممارسات دي فعلا حقيقية بس في دين تاني وفي مكان تاني خالص.
تخيل جماعة من المسلمين عايشين في مجتمعك وفي نفس الوقت بيحاربوا دينك بشراسة وبينجحوا في ده وبيمحوا أي مظهر من مظاهر الإسلام في دولتك تماما وبيحولوها لدولة علمانية ولما تستغرب ازاي دول مسلمين وتدور في اصلهم وتاريخهم تكتشف انهم أصلاً كانوا بيدعوا الإسلام هما واهلهم بقالهم اكتر من 300 سنة وأنهم في الأصل يهود!
الكلام ده حصل بجد وفي وقت قريب مش زمان والقصة دي بتفاصيلها بتعزز جدا فكرة زرع منظمات سرية وسط الأمم لتدمير هويتها وهدفها السيطرة والحكم.
في مقال انهاردة هنتعرف على ” طائفة يهود الدونمة ” وليه اتسموا كدة واصلهم منين وليه ادعوا أنهم مسلمين وازاي نجحوا في مخططهم الدنيء ده وهنعرف مع بعض إن كل اللي عملوه ده عن عمد ومخطط ليه وبعد صبر طويل لمحو وتدمير آخر معاقل الخلافة الإسلامية زي ما كان حكام الدولة العثمانية وقتها بيطلقوا على نفسهم كدة.
وازاي رسخوا معالم العلمانية في تركيا عن طريق اتباعهم.
جاهزين للرحلة التاريخية دي اللي مؤكد هتغير وجهة نظرك في أمور كتير بتدور حواليك.
لو عايزين نعرف أصل الحكاية فمحتاجين نرجع بالتاريخ لسنة 1492 سنة سقوط الأندلس وطرد المسلمين منها واضطهاد المتبقي اللي كتير ميعرفهوش بقى وقتها أنه كان فيه يهود كتير عايشين هناك في الأندلس وكانوا متمتعين بالحماية وسط المسلمين لكن مع سقوط الأندلس اتعرضوا هما كمان للعذاب والاضطهاد والتنكيل في محاكم التفتيش اللي اتعملت من قبل المسيحيين هناك للانتقام من المسلمين والعرب وخدوا معاهم اليهود.
اليهود بقى اتقتل منهم اللي اتقتل وهرب منهم اللي يقدر يهرب لكن واجهتهم مشكلة عويصة بعد نجاحهم في الهروب من الأندلس وهي ان كل الدول الأوروبية رفضت استضافتهم على أراضيها ( مكروهين من يومهم وبالمناسبة أكبر سبب لدعم أوروبا لقيام دولة لليهود بعيد عنهم في فلسطين هو التخلص منهم ومن مشاكلهم وغدرهم)
المهم يروحوا فين وييجوا منين وقتها لحد ما ظهر الحل على أيد الدولة العثمانية اللي لسة ناشئة يعتبر واللي عرضت عليهم الاستقبال وعيشة محترمة آمنة.. فتعالوا نشوف أزاي ردوا الجميل ونتعلم ان أزاي لما تسيب سوسة وسطيك مش هتعرف غير أنها تنخر فيها لحد ما تدمرك لأن ده طبعها مهما أحسنت إليها.
كدة عندنا يهود عايشين بأمان وسلام على الأراضي العثمانية وسط المسلمين فظهرت منين بقى فكرة الدونمة؟
الفكرة ظهرت من عند يهودي اسمه سباتاي زيفي اتولد في تركيا في يوليو سنة 1626، من عيلة من العائلات اليهودية الهاربة من محاكم التفتيش بالأندلس ، و في سنة 1648 أشاع (ساباتاي) -اللي كان بقى حاخام وقتها- بين صحابه المقربين أنه جاله الوحي وأنه هو الملك المخلص لليهود او بمعنى أدق المسيح المنتظر !
يعني إيه؟
اليهود عندهم عقيدة وهي انتظار المسيح المخلص مسيح آخر الزمان اللي هيظهر ويخليهم يحكموا العالم من تاني وهو نفسه بالمناسبة المسيح الدجال عندنا المسلمين.
المهم أن سابتاي ده فضل يلف العالم كله راح اسطنبول ومصر وفلسطين ودول كتير بيدعو اليهود هناك لنفسه وأنه ملكهم ومسيحهم المنتظر وفعلا لاقى قبول كتير في الأوساط اليهودية.
إدارة الدولة العثمانية بزعامة السلطان محمد الرابع وقتها وصلتهم أخبار بأن سباتاي زيفي بيخَطّطَ لإنشاء إمبراطورية يهودية داخل الدولة العثمانية وعلى أساس الوضع ده بدأت تاخد التدابير لمقاومة التكتل اليهودي ده والغريب إن الدولة لقيت دعم ليها من طرف اليhود المحافظين والحاخامات الرسميين اللي كانوا شايفينه نصاب مدعي فسجنته سنة 1666 بتهمة بث الفتنة وإفساد الديانة اليهودية وادّعاء النبوة بعدها نقلوه من سجن زندان قابو بإستانبول لجزيرة آيدوس عشان يتخلصوا من الزوار اليهود المتوافدين عليه هناك.
بعدها جابوه القصر السلطاني عشان يحاكموه قدام السلطان محمد.. والمحاكمة كانت عبارة عن محاورة ونقاش بين ساباتاي والصدر الاعظم مصطفى باشا وشيخ الإسلام يحيى أفندي وإمام القصر محمد أفندي وانلي.
اللي قالوله في النهاية و ببساطة مش انت بتقول أنك المسيح المنتظر!! أوك ورينا معجزتك بقى يا بطل ؟
هنجردك من هدومك وهنخليك هدف لسهام امهر رجالتنا.. والله لو مرشقتش السهام في جسمك هنصدق وهيقبل السلطان ادعائك!
وقتها انهار (ساباتاي) وانكر كل حاجة وانكر أنه هو المسيح المنتظر وهنا حصلت الحاجة اللي غيرت كل حاجة لما أمر السلطان محمد بعرض الإسلام عليه مقابل حياته!
وطبعاً بدهاء اليهودي وحرصه على الحياة فضل أن يفتدي إمبراطوريته الوهمية وحياته بدخوله في الإسلام ظاهرًا وسمي نفسه باسم محمد عزيز أفندي.. واغتسل ونطق بالشهادتين ولبس الجبة والعمامة.
مش كدة وبس ده أمر أتباعه بأنهم يعملوا زيه يظهروا الإسلام ويبقوا على يهوديتهم في الباطن.
وطلب من الدولة السماح ليه بالدعوة في صفوف اليهود فسمحت له بكدة فعمل بكل خبث واستفاد من الفرصة دي لنشر مذهبه الجديد بين اليهود .
وبكدة جه أتباع المسلم المزيف من كل مكان، ولبسوا العمائم والجبب، وادعوا الإسلام فأطلق الأتراك على أتباع المذهب الجديد ده اسم «الدونمة» وهو مصدر مشتق من فعل “دونمك” باللغة التركية ويعني رجع وعاد ودار أما المصدر منه فيعني العائدون إلى دين الحق” أو بمعنى آخر المرتدّون عن دينهم!
ومن يومها بدأ التخطيط المنظم من الفئة الجديدة دي لهدم الإمبراطورية الإسلامية، ونجحوا في ده فعلاً.
وعشان يحافظوا على اهدافهم وحياتهم حيوا مبادئ صارمة يمشي عليها كل أتباعهم وهي :
• يمارسوا أمام الناس العبادات الظاهرية زي الصلاة والصوم وأحيانا الحج ولما لقيوا الموضوع صعب عليهم في موضوع الصلاة بنوا بيوت عبادة خاصة بيهم في احيائهم ومنعوا أي حد برة طايفتهم يصلوا فيها.
ظاهريا البيوت دي مساجد لكن كان بيمارسوا جواها صلواتهم اليهودية.
• يحظر على يهود الدونمة من الذكور الزواج بالمسلمات لكن ممكن يتطلب من نساء يهود الدونمة الزواج من الشخصيات الإسلامية وأصحاب القرار لتمرير القرارات اللي تساعدهم وتمكنهم من تنفيذ مخططاتهم.
• الاعتماد على النساء كوسائل إغراء لمواجهة المخلصين من المسلمين واللي بيعاندوا اليهود وبيتصدوا ليهم.
• ملاحقة شرفاء المسلمين والسعي لإلصاق التهم الدينية والدنيوية بيهم.
•ـ توزيع أبناء يهود الدونمة على الأحزاب والتنظيمات اللس بتسمح بيها الدولة أو اللي بتقيمها مؤسسات خارجة عن سلطة الدولة، بهدف انتهاز الفرصة اللي تؤهلهم لتولي مناصب مفصلية في الدولة اللي بيقيموا فيها.
• ليهم أعياد كتيرة اكتر من عشرين عيد منها: الاحتفال بإطفاء الأنوار وارتكاب الفواحش، مش كدة وبس دول كمان بيعتقدوا أن مواليد الليلة دي مباركين، وبيكتسبوا نوع من القدسية بين أفراد الدونمة
لكن اتضح للحكومة بعد أكتر من 10 سنينأن إسلام سباتاي كان خدعة فنفته لألبانيا ومات فيها.
لكن اتباعه وأفكاره منتهوش بموته فبعد سنوات عديدة قدر يهود الدونمة أنهم يتوغلوا فى الحياة العثمانية وتشكيل قوة سياسية وإقتصادية لا يستهان بيها ده غير أنهم كونوا جماعة سرية قدروا من خلالها يخترقوا جمعية الشباب و الترقي و سيطروا عليها و باسم الحرية والشعارات الرنانة دي نجحوا للأسف في تجنيد كتير من شباب المسلمين المخدوعين لخدمة أغراضهم التدميرية ( عايزك تفكر شوية في الحتة هتلاحظ انها بتتكرر بالحرف اليومين دول
البداية الحقيقية كانت لما استولوا بالكامل علي حكم مدينة عثمانية شهيرة اسمها سالونيك
وهناك أسسوا 3 مدارس واللي بقى ليها الأثر العميق بعد كدة في تاريخ تركيا: مدرسة الفيضية، ومدرسة شمسي أفندي، ومدرسة الترقي.
المدارس التلاتة دي قصرت القبول فيها على أبناء الدونمة، وطلعت عدد كبير بعد كدة من رجال القانون والإدارة، والصحافيين والصيارفة، والأطباء والصيادلة، واللي هياخدوا ظاهرهم الإسلامي للتسلل لداخل الجهاز الإداري للدولة العثمانية، وينجحوا في الانقضاض والسيطرة عليها.. وعلى رأسهم كان مصطفى كمال أتاتورك زي ما هنوضح بالتفصيل كمان شوية.
الحركة دي قدرت أنها تسقط السلطان عبد الحميد الثانى وقامت يإحتجازه لحد ما مات سنة 1918.
مش كدة وبس دي تعمدت انها تدخل الدولة العثمانية في حرب خسرانة هي الحرب العالمية الاولى استنزفت الدولة العثمانية تماما!
عشان تيجي سنة 1923 وعلى ايد شاب اسمه مصطفى كمال أتاتورك وهو من يهود الدونمة يتم انهاء الدولة العثمانية واعلانها جمهورية جديدة بتحمل إسم تركيا وتولى مصطفى كمال أتاتورك الرئاسة التركية والمعروف بأنه مؤسس تركيا الحديثة واللي كل هدفه تدمير أي مظهر إسلامي وعربي للدولة وتحويلها لدولة علمانية خالصة.
فغيَّر حروف اللغة التركية من العربية للاتينية، بعدين كتب القرآن بالتركية، ورفع الأذان بالتركية، وخلى العلمانية هي أساس الدولة، وسنَّ دستور مجرم بيجرم كل ما هو إسلامي.
حذف الفقرة اللي بتشير إلى أن الإسلام دين الدولة في الدستور، وصاحب ده بقى علمنة القانون بإخراجه من سياق التشريعات الدينية الفقهية المتعارف عليها، وإغلاق المحاكم الشرعية،
واستمدت تركيا قوانين سويسرية سنة 1926 وألغت القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية في قضايا الأحوال الشخصية، بما فيها منع تعدد الزوجات وإعطاء المرأة المسلمة حق الزواج من غير المسلم وأنها تغير دينها، والمساواة بين الذكر والأنثى في الميراث، كما أعطت القوانين الجديدة للأب حق الاعتراف بولده اللي بيتولد نتيجة علاقة غير شرعية.
وفى نهاية نفس السنة فرض أتاتورك السفور على النساء وحظر عليهم لبس الجلباب والحجاب و وألزمهم بارتداء الفساتين، والا قدم أزواجهم وقرايبهم للمحاكمة.
ولو دورنا كويس ورا الراجل ده وازاي وصل للمنصب والسلطات والأفكار دي هنلاقي طبعاً يهود الدونمة.
و3 شخصيات بارزين منهم هما اللي صبغوه بالأفكار الخبيثة دي.
أولهم “إيمانويل قاراصو” أحد مؤسسي جمعية الاتحاد والترقي ساهمت 1889، واللي أسهمت بشكل مباشر في انهيار الإمبراطورية العثمانية.
ويهودي تاني من يهود الدونمة اسمه “شمسي أفندي” (اسمه الأصلي شمعون زوي) كان منظر للقومية التركية والعلمانية وصاحب ومدير وأستاذ المدرسة اللي درس فيها مصطفى كمال اتاتورك أثناء طفولته في مدينة سالونيك، والثالث هو “مؤنس تكين ألب” اللي عامل فيها تركي قومي مسلم لكن اسمه الحقيقي (مويس كوهين) وكان مقرب جدا من أتاتورك وأحد أطبائه.
وصاحب كتاب “ماذا يمكن أن يكسب الأتراك من هذه الحرب العالمية الأولى”، وفيه دعا الأتراك بوضوح لهجر الرابطة الإسلامية والجامعة الإسلامية، والاتجاه نحو العنصر التركي، وحضارة تركية تكون منفصلة عن الدين الإسلامي وعن الثقافة الإسلامية والحضارة الإسلامية، ومقطوعة الصلة بالأمة الإسلامية.
وليه كمان كتاب اسمه “سياسة التتريك” الصادر في إسطنبول سنة 1928 م، وكتاب “الكمالية” الصادر سنة 1936 م، واللي بيقول فيه:
“إن الأمة التركية قد انسلخت من شرقيتها لتأخذ طريقها إلى الغرب”.
ولما مات اليهودي المناصر للكمالية الأتاتوركية في سنة 1961 م أقامت له جمعية التراث التركي تأبين حضره ابنه إسحاق كوهين!!
ولحد انهاردة لسة يهود الدومنة بيملكوا في تركيا وسائل السيطرة على الإعلام والاقتصاد وليهم مناصب سياسية حساسة بيحرصوا من خلالها على علمنة تركيا المسلمة ، كمان هما اللي أصروا على ربط تركيا بعلاقات قوية مع الكيان الصhيوني بفلسطين سواء اقتصاديا او عسكريا ولسة لحد انهاردة!!
ده غير أنه ليهم علاقة وطيدة بالماسونية، وكان كبار الدونمة من كبار الماسونيين.. واكبر المشاركين في محافلهم ده غير شغلهم ضمن مخططات الصهيونية العالمية.
• وبيمتلكوا وبيديروا أكثر الجرائد التركية انتشاراً زي جريدة حريت ومجلة حياة ومجلة التاريخ وجريدة مليت وجريدة جمهوريت وكلها تحمل اتجاهات يسارية وليها تأثير واضح على الرأي العام التركي.
في النهاية كل الأدلة التاريخية والمادية بتؤكد عن وجودهم وافعالهم في تركيا فهل تظن ان تأثيرهم منحسر في تركيا بس ؟
ولا من زمان ومنتشرين في الدول العربية وعايشين وسطنا بأسماء مسلمين وفيه اللي وصل لمناصب حساسة في الدول دي وفيه منهم اللي بقى راجل دين كمان وبيفصلوا دين جديد على مزاجهم؟
اما عن تاريخ الظاهرة دي (ازدواجية) الشخصية اليهودية في المجتمعات وعبر التاريخ فممكن نتكلم عنها بالتفصيل في مقال منفصل.. هنشوف هل فكرة الطوائف الدخيلة اللي بتدعي دين مخالف لما تخفيه فكرة جديدة ولا حصلت كتير قبل وفين وبالأمثلة.
آسف جداً جداً على الاطالة لكن الموضوع مليان تفاصيل كتير أوي اتكتب فيها مئات الكتب والأبحاث حاولت أختصرها قدر الإمكان لحضراتكم.
أتمنى تدعموا المجهود المبذول في جمع وكتابة المقال بالشير والتفاعل.
وكالعادة منتظر تعليقاتكم وارائكم
المصادر
محمد قطب /يهود الدونمة
مصطفى طوران / يهود الدونمة و اسرار الانقلاب العثماني
د. هدى درويش/ حقيقة يهود الدونمة
ومقالات متعددة على الإنترنت.
التعليقات مغلقة.