آخر المحاولات العثمانية والجزائرية لتحرير الاندلس

آخر المحاولات العثمانية والجزائرية لتحرير الاندلس

في يناير سنة 1568م قام #دايالجزائرقلج_علي بارسال اسطول الجزائر لتأييد الثائرين الأندلسيين في ثورة البشرات في محاولتهم الأولى وحاول انزال الجند العثماني في الأماكن المتفق عليها مع المسلمين في الاندلس لكن الاسبان كانوا قد عرفوا ذلك بعد اكتشاف احد خونة الاندلس المخطط فصدوا الإنزال بالمدافع و هبت زوابع الشتاء القوية في البحر فاصبح الأسطول الجزائري يقاوم الاعاصير من أجل الوصول الى أماكن أخرى من الساحل ينزل بها المدد المطلوب إلا أن قوة الزوابع أغرقت 32 سفينة جزائرية تحمل الرجال والسلاح وتمكنت ست سفن من انزال شحنتها فوق سواحل الأندلس، وكان فيها المدافع والبارود والمجاهدين ثم تمكن قلج علي من إنزال اربعة آلاف مجاهد وبعض من قادة المجاهدين الجزائريين ، للعمل في مراكز قيادة جهاد مسلمي الأندلس وعاد العثمانيون فأرسلوا دعماً جديداً للثورة الاندلسية، و صدرت الأوامر من الخليفة سليم الثاني الى قلج علي في 31 مارس 1570م تقول ( … عليك بالتنفيذ بما جاء في هذا الحكم حال وصوله وأن تعاون أهل الاسلام المذكورين بكل مايتيسر تقديمه لهم وأن الغفلة عن الكفار-أصابهم الدمار- غير جائزة…)

لكن سرعان ما اكتشفت المخابرات العثمانية في إيطاليا أن البابا بيوس جمع أسطولا صليبيا (507سفينة) لدحر أسطول الجزائر و أسطول العثمانيين ثم الانقضاض على اسطنبول و جعلت اوروبا إمرة اسطولها الضخم تحت قيادة امير البندقية الابن الغير الشرعي لشارلكان و اميرال الاسطول الاسباني الكساندر دي فارناس .
فانسحب الاسطول الجزائري المرابط على سواحل الاندلس ليستعد مع أسطول الخلافة لمواجهة تحالف أوروبا بأكملها وبعد تعاقب طويل و خيانة العملاء وصلت معلومات حساسة لدون خوان حول اماكن تواجد قطع الاسطول العثماني و الأسطول الجزائري و توزعها في البحر المتوسط لتحصل #معركة_ليبانتو بين العثمانيين وتحالف أوروبي ، و التي انتهت بهزيمة العثمانيين.
لكن بعد أقل من عام عاد العثمانيون للانتقام لما يحدث لمسلمي الاندلس من تعذيب و تنكيل ، فقامت 220 سفينة عثمانية و جزائرية بحصار و بتدمير سواحل إيطاليا الجنوبية و سواحل أسبانيا حتى هجر الناس الجنوب الاوروبي خوفا من الاسر ، و في ذلك يقول روبرت دافيز، أستاذ التاريخ بجامعة أوهيو الأمريكية ان معظم سواحل فرنسا وأسبانيا وإيطاليا كانت خالية من السكان ، نتيجة هجمات الجهاد البحري ، كما ذكرت احصائية غربية ان حوالي مليون اسير اوروبي بيع في سوق الجزائر العاصمة خلال تلك القرون …

و في سنة 1582 م توجه داي الجزائر الجديد قوبودان الاسطول #حسن_فينزيانو لمحاربة اسبانيا فوق أرضها لانقاذ ما تيسر من مسلمي الاندلس المحتجزين في اقبية محاكم التفتيش الرهيبة فنزل في برشلونة فأعمل فيها تدميراً ثم عبر مضيق جبل طارق وهاجم جزر الكناري التي تحتلها اسبانيا فدمر المراكز العسكرية وغنم مافيها وفي 1584م أبحر حسن فنزيانو بأسطوله على بلنسية (valencia)وحمل أعداداً كبيرة من مسلمي الأندلس كما استطاع في السنة التالية انقاذ جميع سكان كالوسا إذ حملهم إلى الجزائر وفي السنة بعدها توغل القوبودان مراد رايس في المحيط الأطلسي و أغار على جزر الكناري وغنم منها غنائم كثيرة بما فيهم زوجة حاكم تلك الجزر.
.

التعليقات مغلقة.