ديانه مصر عندما كانت تحت الحكم الروماني روما

علوم الآثار .
مصر تحت الحكم الروماني
روما
تشير المصادر القديمة التي اعتُمد عليها في تاريخ الرومان إلى أن الجيش الروماني جاء إلى إيطاليا ضمن هجرة من مدينة طروادة، وأن الذي قاد الهجرة هو “إينياس” أحد أبطال طروادة. وتسرد الأسطورة أن طفلين من أحفاد “إينياس” لابنه من الإلهة أفروديت (إلهة الجمال عند الإغريق) وهما “رومولوس” و”ريموس” كانا عند النهر فجرفهما التيار، فتعلقا ببعض الأخشاب من شجر كان طافيًا على الماء وتحققت نجاتهما على يد ذئبة لها أولاد فأرضعتهما مع أولادها، ثم بعد ذلك عثر عليهما أحد الرعاة فرباهما حتى بلغا أشدهما وأخذهما الراعي إلى أحد المعابد لتقديمهما إلى رب المعبد.
وقد عبَّر بعض الكهنة عن إرادة الرب بأن أحدهما سوف يؤسس مدينة يُكتب لها البقاء والخلود بالقرب من مصب نهر “التيبر”، فسعى كلٌّ منهما إلى الفوز بهذا الشرف، فتصارعا فصرع “رومولوس” أخاه “ريموس” وأسس مدينة روما حوالي 753 ق.م. ويعتبر هذا التاريخ بداية التاريخ الروماني.

العصر الروماني في مصر
إذا كانت الممالك الهلِّينستية قد سقطت واحدة تلو الأخرى في أيدي الرومان، فقد ظلت مصر على استقلالها ولم تتحول إلى ولاية رومانية حتى عام 30 ق.م. أي عقب موقعة أكتيوم البحرية عندما أخضعها “أوغسطس” (أوكتافيان) بعد وفاة “أنطونيوس” و”كليوباترا”، وأنهى بذلك العصر الهلِّينستي الذي استمر قرابة ثلاثة قرون.
ويؤرخ العام 30 ق.م. في التاريخ الروماني على أنه نهاية العصر الجمهوري وبداية العصر الإمبراطوري حيث يرأس الدولة حاكم Princeps وليس قنصلاً كما كان من قبل.
وكان أول إمبراطور روماني هو “أوغسطس” ولقد قام بإصدار عملة تذكارية خاصة بمناسبة ضم مصر لسلطانه تحمل صورة التمساح أشهر الحيوانات النيلية، وقد كتب تحته عبارة “أيجيبتو كابتا” Aegypto Capta ومعناها فتح مصر، وكانت مصر مطمعًا للرومان من الناحية الاقتصادية، فقد فرضت روما على مصر جزية مالية وضريبة نوعية من القمح والغلة يجب أن تشحن إلى روما كل عام؛ أي أن جزءًا كبيرًا من دخل المصريين وإنتاجهم الزراعي كان يذهب إلى روما دون مقابل.
وكانت مصر تنتج أيضًا الزجاج والبردي ويتم شحنهما إلى باقي أنحاء الإمبراطورية الرومانية، كما كانت تعطي صحراء مصر الكثير من المعادن والأحجار الجميلة، مثل البورفير والجرانيت، التي كانت ترسل إلى روما لاستخدامها في النحت والعمارة.


وقد استمرت سياسة الأباطرة الرومان في مصر التي عنيت ببناء المعابد والمدن الجديدة، وكانت مصر في العصر الروماني أكثر انفتاحًا على العالم من ذي قبل، واستمرت اللغة اليونانية القديمة لغة رسمية فضلاً عن اللغة اللاتينية.
وقد توالى على عرش روما أباطرة كثيرون في الفترة من 30 ق.م. – 396 م. ومنذ حوالي 300 – 400 م اعتنق معظم المصريين الديانة المسيحية.

التعليقات مغلقة.