قصة تآمر أحباب فرنسا على نزل الأوراسي

قصة تآمر أحباب فرنسا على نزل الأوراسي

هذه القصة قرأتها في شهر أفريل من سنة 2006 في يومية الشروق، واحتفظت بخلاصة عنها في أرشيفي، فقد دأبت على تلخيص المقالات التي أراها مهمة وتوثيقِها لَعَلِّي أحتاج إليها يوما ما،
وقد ذكرني السلوك الخسيس ليومية “الوثن” تجاه صورة الجامع الأعظم بمؤامرات هذا التيار المتنفذ على كل ما هو جميل ونافع للجزائر مما قد يغيظ فرنسا.

إليكم خلاصة هذه المؤامرة ..

قصة مؤامرة اللوبي الفرونكوفوني على مبنى فندق الأوراسي.
ذلك هو عنوان مقال كتبه الدكتور “عثمان سعدي”، رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية، نشرته يومية الشروق، وذلك ردا على مقال نشره الكاتب “رضا بن عاشور” في الشروق اليومي بتاريخ 20 أفريل 2006، والذي ذكر فيه بأن الأقاويل تذهب إلى أن فندق الأوراسي بني بمنطقة انزلاق تربة، وبأنه يغوص بالأرض كل سنة بخمسة سنتيمترات.
أحال الدكتور “عثمان سعدي” في الرد على “رضا بن عاشور” إلى ما كتبه في كتابه “التعريب في الجزائر كفاح شعب ضد الهيمنة الفرونكوفونية”، الصفحات من 166 – 169، تحت عنوان: “التآمر على فندق الأوراسي”.
خلاصة المقال:
أن فندق الأوراسي من تصميم المهندس المصري “مصطفى موسى”، حيث أسس عام 1964 – بإمكانيات جزائرية – شركة بناء من ثلاثة آلاف عامل جزائري مؤطرين بمهندسين مصريين برئاسة “الأمين بشيشي”.
استطاع هذا المهندس أن يبني خلال ستة أشهر فقط قصر الأمم، والدارات (الفيلات) الرئاسية الثمانين التابعة له بنادي الصنوبر، وستين بالمائة من فندق الأوراسي الذي تآمر عليه فيما بعد الخبراء الفرنسيون في وزارة الأشغال العمومية الجزائرية.
هؤلاء الخبراء زعموا أن فندق الأرواسي بثقله الضخم لا يصلح في مكان يعاني من انزلاق التربة.
المهندس المصري “مصطفى موسى” تحداهم بأنه يقع في منطقة صخرية، وطالب أن تُسْتَشَارَ شركة عالمية متخصصة في بناء الفنادق الضخمة.
اسْتُشيرت شركة “بان أمريكان” الأمريكية، فأكدت وِجهة نظر المهندس المصري، وأبدت استعدادها لإتمام البناء.
ثم اسْتُشيرت شركة “اللويدز” العالمية للتأمين المتخصصة في التأمين على المؤسسات الضخمة مثل الموانئ والمطارات والفنادق الضخمة، وأيدت وجهة نظر المهندس المصري وأبدت استعدادها للتأمين على الفندق كما صممه المهندس المصري ولمدة ربع قرن، وهي أقصى مدة.
وعندما بطلت حجة الخبراء الفرنسيين اختلقوا ذريعة جديدة ليشوهوا المشروع فقالوا بأن علوه – البالغ أربعة وعشرين طابقا (24) – يشوه منظر العاصمة (البانوراما حسب تعبيرهم) وقرروا حذف اثني عشر طابقا (12) وبهذا نفذوا مشروعهم التآمري.
وكان الدافع الذي حركهم هو أن المشروع تحفة حسب تصميمه حيث أن الطابق الرابع والعشرين عبارة عن مطعم يقام على سارية واحدة دائرية، بحيث يستطيع الجالس بالحديقة السطحية (Roof Garden) أن يشاهد الباخرة في عرض البحر على بعد خمس وعشرين كلم (25) بالعين المجردة، ويتيح للجالس أن يرى مدينة الجزائر بأحيائها وخليج الجزائر كاملا وهو جالس في مقعده.
وقبل أن تستلم وزارة الأشغال العمومية المشروع تحت إشراف الخبراء المتآمرين سنة 1965 كانت نسبة 60 % من المشروع، وهو قاعدة الفندق الضخمة وأربعة طوابق (4) أي ثلث المبنى، قد أُنجزت من طرف المهندس المصري، وهذا خلال ستة (6) أشهر فقط.
ولما استلم المتآمرون المشروع والذي بقي منه حسب مخططهم 40 % ليكملوا إنجازه استغرق إنجاز ما تبقى منه عشر (10) سنوات كاملة، أي سنة 1976 وهي السنة التي توفي فيها المهندس المصري “مصطفى موسى”.
وحسب الدكتور عثمان سعدي فقد مات كمدا لما رأى من تآمر على هذه التحفة، الذي يُعد أروع ما بُني من فنادق بما فيها شيراطون وهلتون.
وإن المخططات الاستعمارية ما زالت تُنَفذ في الجزائر تحت إشراف وكلاء فرنسا وبتنفيذ من المغفلين في دواليب السلطة عندنا من ذوي النوايا الحسنة.

التعليقات مغلقة.