من مذكرات خير الدين بربروس كتبها بيده

⚓عروج يدخل في خدمة سلطان مصر قنصوه الغوري⚓
سمع سلطان مصر بشهرة أخي فدعاه للقدوم عليه، و عندما مثل بين يديه عرض عليه الدخول في خدمته. ذلك لأن السلطان كان يريد أن يبعث بأسطول إلى سواحل الهند. و إذ وافق عروج على عرض السلطان فإن هذا الأخير قد عينه قائداً للأسطول.
كتب السلطان مرسوما ملكيا إلى والي أضنة أمره فيه بأن يرسل إلى ميناء باياس بخليج الإسكندرون ما يكفي لصناعة أربعين قطعة بحرية من الأخشاب. فأعد والي أضنة الأخشاب المطلوبة و أرسلها إلى ميناء باياس ، فخرج عروج في ست عشرة سفينة إلى باياس لأخذ الأخشاب على أن يتجه بعدها إلى مصر.
علم الرودسيون بأن عروج قد صار قائدا لأسطول سلطان مصر فراحوا يترقبون الفرصة للقضاء عليه، و عندما بلغهم مجيؤه إلى باياس قاموا بالإغارة عليه بأسطول كبير. أدرك عروج رئيس خطورة موقفه فقام بسحب جميع سفنه إلى البر. و انسحب ببحارته إلى داخل الأراضي العثمانية، حيث صرفهم إلى بلدانهم، بينما عاد هو إلى أنطاليا، و هناك أمر بصناعة سفينة ذات ثمانية عشر مقعدا أغار بها على سواحل رودس ، و لم يعط الكافرين فرصة لالتقاط أنفاسهم.
⚓عروج يخيف الملوك⚓
قال الأستاذ الأعظم ( لقب كان يطلق على رئيس دولة رودس في ذلك العصر ) :
” لقد ظهر قرصان يدعى عروج رئيس يملك سفينة ذات ثمانية عشر مقعدا لا يكاد ينجو منه أحد. إنه يقوم بالاستيلاء على أموالنا و إحراق بلادنا، و كثيرا ما يأسر أطفالنا و يأخذهم إلى طرابلس الشام حيث يبيعهم في أسواقها، حتى صرنا لا نقدر على ركوب البحر خوفا من شره. لقد كنت حذرتكم و قلت لكم لا تخرجوا هذا التركي من الزنزانة من تحت الأرض، لكنكم لم تسمعوا قولي فأخرجتموه و جعلتموه جدافاً في السفينة. هيا اذهبوا و تخلصوا منه بسرعة”.
انطلق الرودسيون خلف عروج في خمس أو ست قطع بحرية و راحوا يبحثون عنه في كل مكان. و أخيرا عثروا على سفينته راسية في أحد المراسي ، فقاموا بإحراقها ، إلا أن أخي تمكن من النجاة بمن معه من البحارة و عاد إلى أنطاليا.
أُخذت سفينة عروج إلى ميناء رودس و شُهر بها على رؤوس الخلائق، إلا أن عدم تمكن الفرسان من أسره و اقتياده إلى رودس أثار سخط الأستاذ الأعظم الذي صرخ فيهم قائلاً:
“نعم هذه السفينة لعروج ، لكنه ليس موجوداً فيها ” !!.
📚 مذكرات خير الدين بربروس

التعليقات مغلقة.