مختصر سؤال الفتوى: حكم وضع المنقبات صورهن او صور مستعارة تظهر العيون في الفيسبوك وغيره من مواقع الانترنت
سؤال الفتوى: حياكم الله شيخنا الفاضل صادق البيضاني : أود أن أسألكم بارك الله فيكم ، عن حكم وضع الأخوات المستقيمات لصورهن بالنقاب في الفايس بوك او ربما صورة مستعارة لغيرها ؛ مع العلم أن تلك الصور تظهر فيها العينان وربما وعليها المكياج وقد تكون الصورة لمنتقبة مع زوجها أو صورة لأخت يتطاير لباسها الشرعي في الهواء؟ وبارك الله فيكم؟
جواب الفتوى >
نص الجواب حسب الشريط الصوتي
بارك الله في أختي السائلة وكافة الأخوات اللاتي اشتركن معها في هذا الخير، ولا شك أن دعوتهن من خلال مواقع الانترنت قد أثمرتوآتت أكلها ، وهن مأجورات على ذلك وقد ثبت عند الترمذي والحديث حسن أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : الدال على الخير كفاعله . وقال لعلي رضي الله عنه كما في الصحيحين : لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم.
فهذه الدعوة التي انتشرت بين الأخوات عبر مواقع الانترنت تبشر أن أمة الإسلام بخير، أما وضع صور الأخوات المنقبات على صفحات المواقع الخاصة بهن أو الصفحات العامة الأخرى، فهذه وسيلة من وسائل الشيطان ليجعل الشباب يدققوا في عينيها ويتأملوا إن كانتا ظاهرتين في الصورة وكذا لو لم تظهر في الصورة لسولها الشيطان له كي يتواصل معها عبر بريدها أو نحوه، لماذا أخواتي؟
لأن الشيطان لا يأتي للإنسان إلا من المواضع التي يتقيها ولذا قيل لأحد السلف إن اليهود والنصارى يقولون أنتم يا معشر المسلمين يوسوس الشيطان لكم في صلاتكم أما نحن فلا، فاجاب أحد السلف بقوله : لقد صدقوا فإن الشيطان لا يأتي البيت الخرب.
وقد وضع الفقهاء قاعدة في باب الوسائل والمقاصد فقالوا : درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ومن هنا كانت الشريعة السمحة سدا منيعاً لكل وسيلة أو طريقة تؤدي إلى مفسدة، فلو فرضنا أن هذه الأخت وضعت صورتها على الفيسبوك محجبة لا يظهر من وجهها شئ لاجتهد الشيطان لفتح باب الفتنة لأن هذا شغله والنساء حبائله ولتتأمل أخواتي معي هذه الأدلة في نساء صحابيات جليلات ، ومع ذلك أكد النبي عليه الصلاة والسلام خطر فتنة المرأة وشغل الشيطان معها لفتنة الصالحين بها لأن الشيطان لا يهمه إلا الصالح أما الفاسد فهو فاسد وهو جندي من جنوده فيسعى لتحويل الصالح إلى جند من جنوده والوسيلة هذه المرأة حتى ولو كانت صالحة وتأملوا معي هذه الأحاديث :
أخرج الترمذي في سننه والحديث صحيح عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان”.
والشاهد في الحديث عموم قوله استشرفها الشيطان بمعنى زينها لغيره والخطاب للصحابه وغيرهم من المسلمين حيث يؤكد أنها حتى لو تحجبت لم يسلم الصالح من الافتتان بمنظرها العام حتى وإن لم يظهر منها شئ إلا أن فتنتها أقل من المرأة المتبرجة أو السافرة
وإليكم مثلا آخر أكثر إيضاحا لزوجة رسول الله صفية
ففي الصحيحين عن صفية زوجة رسول الله عليه الصلاة والسلام أنها كانت مع رسول الله ليلا وكان قد ردها إلى مسكنها ليلا فمر رجلان فرأهما النبي عليه الصلاة والسلام فقال لهما : على رسلكما إنها صفية قالا: سبحان الله أفيك نشك يا رسول الله، قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم .
والشاهد في الحديث : أن شغل الشيطان تعدى إلى ولوج الدم في ابن آدم ليفتنه حتى وإن كان صالحاً، فالحاصل يا أخواتي لا أطيل عليكن فعندي دورة وانا الآن مشغول بدرس فأقول لكن احذرن خطوات الشيطان فإنه لا يفتك إلا بالصالحين أمثالكن فاحذرن مثل هذه الصورة فأقل ما فيها أن بناتكن يوما من الأيام سيقلن لقد ظهرت أمي بصورتها فأنا سأظهر ثم يتطور الحال من صورة محجبة لا يظهر منها شئ إلى صورة منقبة تظهر منها العينان ثم مع الأيام جيل آخر تظهر الصالحة بمظهر الكاشفة عن وجهها ثم رأسها ثم نحرها وهكذا كلما جاء جيل آخر كان تقصيره أكثر والسبب أنك بدأتِ بصورة المحجبة ثم تغير الوضع في بناتك ثم بناتهن وهكذا تكوني أنت من سن هذه السنة التي أضرت بالمجتمع وتكونين أنت من سن هذه المفسدة على حسن نية، ورب حسن نية على جهل أدت بصاحبها ومن تبعها إلى ضلالة، يقول الله عزوجل :: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ” سائلا المولى أن يحفظ أخواتنا الفاضلات الداعيات على صفحات النت وأن يلهمن وأولادهن وأقاربهن ومن يعز عليهن السداد والرشاد في الأمور كلها، وبالله التوفيق