معني فصل لربك وأنحر ، إن شانئك هو الأبتر” ؟،ما المقصود من جملة “صل لربك وأنحر “؟

0

مقال : “فصل لربك وأنحر ، إن شانئك هو الأبتر” ؟،ما المقصود من جملة “صل لربك وأنحر “؟ ماهو الشانئ وكيف يؤثر على النعم ويؤخرها ؟ ، كيف نعالج الشانئ بالصلاة والنحر ؟…

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، نواصل بيان آيات سورة الكوثر وقد كنا قد تطرقنا سابقا لمفهوم كلمة “الأبتر” وقلنا أنها تعني تحصيل منفعة في مدة زمنية اطول مما يجب ان تكون وقد تنعدم تلك المنفعة في حالة ان الوقت المحدد لتحصيلها كان طويلا جدا بحيث ان المنفعة تنقص فائدتها بسبب عامل الوقت ، ويوضح لنا القرآن الكريم سبب حدوث هكذا ظاهرة وهي الشانئ فما هو الشانئ وكيف يطيل عملية تحصيل منفعة او حتى يعدمها ؟

شانئ : الشين والنون بالكسرة ثم الألف ، فأما الشين فدلالة الامتصاص والامتصاص عبارة عن عملية تفكيك لحرارة باستعمال حرارة أخرى ، وقبل عملية الوصول الى تفكيك حرارة من جزيء مركب نلاحظ ان حركة الالكترونات تزداد داخل ذالك الجزيء مما يتسبب في حدوث عملية اهتزاز داخلي وذالك لانّ الجزيء قد تم تغذيته من الخارج ، ونلاحظ أنّ الماء قبل عملية الغليان يبدأ بالاهتزاز وهذا ناتج عن الحرارة التي يستقبلها من الفرن مثلا ، ولدينا أيضا حرف النون ويدل على الطاقة الكامنة والطاقة الكامنة هي طاقة تماسك الأشياء فمثلا شخص مربوط بحبل يريد أن يتحرك ولكن لا يستطيع لان الطاقة الكامنة للحبل ستلغي طاقته الحركية التي أنفقها من اجل التحرك ، وتظهر الطاقة الكامنة للأشياء بوجود حرارة، فالحطب عبارة عن جماد ولكن عند إخضاعه لدرجة حرارة معينة تشتعل نار في ذاك الحطب وتلك النار هي عبارة طاقة كامنة تحولت الى طاقة حرارية بسبب تكسير الروابط في جزيئات الحطب وخروج تلك الطاقة على شكل حرارة

والألف يدل على العلو والجمع اما الكاف فهي للتكرار
نفس الشيء الذي يحدث في عالم المادة يحدث في عالم النفس ، فالإنسان عندما يستقبل حرارة من العالم الخارجي تتسرب تلك الحرارة إلى نفسه مما يجعل النفس تصبح في عملية اهتزاز مما سيفعل عملية تحول الطاقة الكامنة إلى طاقة حرارية وبالتالي ستصبح النفس اكثر اهتزازا مما يفقدها التوازن وتصبح ضعيفة لأنه تم تحويل جزء من طاقة النفس الى طاقة حرارية والتي بدورها ستمتص من طرف الشخص الذي كان سببا في إرسال الحرارة إلى نفسك
وصول الحرارة إلى الشخص الأخر قد يفعل لديه طبع الشح مما يجعله يفكر في تعطيل تلك المنفعة أو وضع شروط اكبر لنيلها او حتى إزالتها ولذالك تحدث عملية البتر
مثال : شخص أراد أن يتزوج بفتاة وكان عند رؤيتها تقوم نفسه باستقبال حرارة تجعلها تهتز ، واهتزاز النفس يتجسد في البدن عن طريق الحركة المتزايدة كسرعة في الكلام او رفع الصوت او تحريك الأيدي بصفة غير طبيعية أو حتى الأرجل ، أو كثرة تحريك الجسم أو الرأس وحتى العينين ، وعندما تدرك الفتاة اهتزاز النفس لدى ذاك الشخص فربما تضع له شروطا لم تكن في الحسبان لأنها ستعتقد أنها السبب في فرحه وسعادته وهذا سيكون له ثمن مما سيعطل ويؤخر عملية الزواج لان الشروط والتكاليف زادت وبالتالي فالنعمة التي كانت سهلة التمكين تصبح أصعب ويدخل فيها عامل الوقت كالأتي
ر : النعمة او المنفعة ، بر : استمرارية النعمة او المنفعة ، بتر : استمرارية وتوسع الوقت من اجل تحصيل النعمة ، ابتر : جمع عمودي لكلمة بتر
مثال 2 : شخص دعي لمكان جميل وجذاب يجتمع فيه الأثرياء ، وبالتالي فذالك الشخص قد يستقبل حرارة ربما لرؤيته شخصيات كبيرة ومعروفة وربما لجمال المكان ، تلك الحرارة ستؤثر في نفسه وتبدأ نفسه بالاهتزاز لأولئك الأشخاص أو الأشياء التي جعلتها تهتز وبالتالي سيدرك أولئك الأشخاص اهتزاز نفسك وقد لا تدعى مرة أخرى لمكان مشابه وستفقد تلك النعمة

ما هو الحل ؟ :

الحل لهاته المشكلة بسيط وموجود في نفس السورة اي سورة الكوثر –الآية 2 ” فصل لربك وأنحر ” ، فالله سبحانه وتعالى ابتدأ السورة بالكلام عن النعمة او مجموع النعمة المتزايدة والمتكررة مع الوقت الا وهي “الكوثر” ، ثم تحدث عن كيفية تحصيلها ” فصل لربك وأنحر ” ثم تحدث عن سبب انقطاعها وتأخرها ” إن شانئك هو الأبتر” ، فما معنى “فصل لربك وأنحر ” ؟
صل لربك أي اتصل به ، فاشكره او اطلب منه ، أما كلمة ” وأنحر ” فهي من نحر ، وكما نعلم النون للنفس والحاء للعاطفة والراء للنعمة ، وقد شرحنا كلمة ” نح” وتعني عملية تحويل الطاقة الكامنة الى طاقة حرارية وبالتالي فعندما تبدأ النفس بالاهتزاز فإننا سنكون على مقربة من عملية “نح” وبدلا ان يتم امتصاص الحرارة الناتجة عن ذوبان النفس من طرف ” الشانئ” وهو كل شيء مادي او معنوي كان سببا في تحريك نفسك ، بدلا من ذالك قم بإرسال تلك الحرارة الى مصدرها الحقيقي وهو الله سبحانه وتعالى لان هو مصدر تلك النعمة ، وبكذا فعل تكون قد قضيت على الشانئ الذي كان سببا في عدم وصول او في تعطيل نعمة “الكوثر”
خلاصة : ان لاحظت في اي موقف من مواقف حياتك ان شيء ماديا كان او معنويا اثر في نفسك وجعلها تهتز vibration , ، قم مباشرة بالاتصال بربك وقم بإرسال تلك الحرارة اليه مع اعتقادك التام انه الأصل في تحصيلك لتلك المنفعة وان الشيء المادي او المعنوي الذي جعل نفسك تهتز ماهو الا سبب وتذكر دائما أنّ الله سبحانه وتعالى هو ” الأحد الصمد” .والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.