ذو النورين سيدنا عثمان بن عفان ،استيقظ رضوان الله عليه في صبيحة اليوم الذي قتل فيه يضحك ، فقالت له زوجته نائله رضي الله عنها : أضحك الله سنك يا أمير المؤمنين ما يضحك؟
فقال:يا نائله انني مقتول في هذا اليوم ، اني قد رأيت رسول الله ﷺ في المنام ،فقال لي :يا عثمان جوعوك؟ ،فقلت نعم،فقال:أعطشوك؟،فقلت نعم،فقال: ((إذن صم وتفطر عندنا اليوم)) ،فأصبح رضي الله عنه صائما ، فدعى بإزاره ودعى بسراويل وكان حييا يخاف أن ينكشف ، فاغتسل ولبس السراويل والإزار وفتح المصحف وجلس يقرأ .
ثم أطل رجل من كوة باب عثمان رضي الله عنه من الخوارج ثم رجع ومعه رجال ، فدخلوا على عثمان ودخل آخرون تسوروا السور ، فلما دخلو عليه السور صاح الصحابه ((طاب الضراب طاب الضراب))وتقاتل الناس على باب عثمان رضي الله عنه حتى قتل بعض أهل دار عثمان رضي الله عنه وبعض الخوارج لعنهم الله، وجاء رجل من كنده من مصر يقال له سعد بن ابي رومان يلقب بالحمار عليه لعائن الله ، فدخل ومعه حربه فضرب عثمان على رأسه فشجه ، وقال العلماء كابن كثير وابن حجر والذهبي ((أن أول قطرة دم سقطت من رأس عثمان رضي الله عنه وقعت على قوله تعالى على المصحف”فسيكفيكهم الله” فتقول عائشة رضي الله عنها :فتتبعهم الله فقتلهم شر قتله)).
ثم جاء آخر فخنقه من خلفه خنقا شديدا حتى ظنوه مات وقد غشي عليه ، فتركوه فلما تحرك واضطرب ضربه رجل بسيفه ، فاتقاها بيده فقطعوا يده اليمنى ، فقال:((أقطعتموها والله انها أول يد خطت المفصل من كتاب الله))ثم انهالوا عليه بالسيوف فجائت نائله فغطت عليه فضربوها على عاجزتها ودفعوها فانكشف رأسها ،فقال عثمان : ((ضعي عليكي خمارك فإن والله كشف الشعر أشد علي من قتلي)) ، ثم ضربوه مرة أخرى فاتقت نائلة أحد السيوف فقطعوا لها ثلاثة أصابع ، ثم جاء رجل بحربه فوضعها في صدر عثمان رضي الله عنه فأنفذها حتى قتله ، وقتل رضي الله عنه وأرضاه شهيدا.
فصبر كما قال له رسول الله ﷺ “تقتل مظلوما” وساره رسول الله ﷺ أن يصبر حتى وإن قتل.
(((رضوان الله عليك يا أمير المؤمنين حشرنا الله معك))
بالله عليكم ترضوا عن أمير المؤمنين عثمان.
التعليقات مغلقة.