رأي العلماء المسلمين في كروية الارض

❇ أئمة وعلماء المسلمين من الصحابة والتابعين وكبار المفسرين وغيرهم الذين قالوا بتسطح الأرض وانبساطها إعتمادا على ظاهر الشرع وأقوال وفهم السلف ، وبأن كروية الأرض والسموات هو من قول الفلاسفة والمنجمين وأهل الهيئة وأنه خلاف الشرع ولا دليل عليه :

🔶️ الإمام القحطاني(ت: 383 ه-) :

🔹️قال صاحب النونية الإمام والفقيه والحافظ عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني أبو محمد – في قصيدته المشهورة ( نونية القحطاني ) :
245- كذب المهندس والمنجم مثله *** فهما لعلم الله مدعيان
246- الأرض عند كليهما كروية ***وهما بهذا القول مقترنان
247- والأرض عند أولي النهى لَسطيحة *** بدليل صدق واضح القرآن
248- والله صيرها فراشا للورى *** وبنى السماء بأحسن البنيان
249- والله أخبر أنها مسطوحة *** وأبان ذلك أيما تبيان
250- أأحاط بالأرض المحيطة علمهم *** أم بالجبال الشمخ الأكنان
251- أم يخبرون بطولها وبعرضها *** أم هل هما في القدر مستويان .

🔶 ️الإمام️ إبن عطية الأندلسي(481هـ /541هـ) :

🔹️في تفسير : “المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ” للمفسر والمحدث، والمجاهد والأديب “أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي” لآية :(وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ ) [ الرعد : 3 ]
قال: مَدَّ الْأَرْضَ يقتضي أنها بسيطة لا كرة- وهذا هو ظاهر الشريعة . [المحرر الوجيز/ المجلد الثاني/ الجزء الثالث/ صفحة (293)]

🔹️وفي تفسيره لسورة الغاشية : آية: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ }(20)
قال: وظاهر هذه الآية أن الأرض سطح لا كرة، وهو الذي عليه أهل العلم، والقول بكرويتها وإن كان لا ينقص ركنا من أركان الشرع، فهو قول لا يثبته علماء الشرع [المحرر الوجيز/ المجلد الخامس/ الجزء الخامس/ ص 475]

🔹️وقال أيضا في تفسيره لآية: ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ) [ نوح : 19 ]
وقوله تعالى: { بساطاً } يقتضي ظاهره أن الأرض بسيطة كروية واعتقاد أحد الأمرين غير قادح في نفسه اللهم إلا أن يتركب على القول بالكروية نظر فاسد، وأما اعتقاد كونها بسيطة فهو ظاهر كتاب الله تعالى، وهو الذي لا يلحق عنه فساد البتة. واستدل ابن مجاهد على صحة ذلك بماء البحر المحيط بالمعمور، فقال: لو كانت الأرض كروية لما استقر الماء عليها. [ الجزء الخامس /صفحة 375]

🔶 ️الإمام أبو منصور البغدادي(ت:429هـ) :

🔹️العلامة الفقيه الأصولي الإمام “أبو منصور عبد القاهر البغدادي” يبيّن في كتابه: (الفرق بين الفِرق) أنّه من أصول أهل السنّة في زمانه أن الأرض مسطّحة ليست بكرة تدور حيث ذكر في باب الأصول التي اجتمع عليها أهل السنّة :
[ وأجمعوا -أي أهل السنّة- على وقوف الأرض وسكونها, وأن حركتها إنّما تكون بعارض يعرض لها من زلزلة ونحوها, خلاف قول من زعم من الدهرية أن الأرض تهوي أبداً ] .

🔹️وقال كذلك: [ وأجمعوا على أن الأرض متناهية الأطراف من الجهات كلّها وكذلك السماء متناهية الأقطار من الجهات الست, خلاف قول من زعم من الدهرية أنه لا نهاية للأرض من أسفل ولا من اليمين ولا من اليسار, ولا من خلف ولا من أمام, وإنّما نهايتها من الجهة التي تقابل الهواء من فوقها, وزعموا أن السماء أيضاً متناهية من تحتها, ولا نهاية لها من خمس جهات سوى جهة السفل ] . [صفحة 285]

🔹️وقال كذلك: [ وأجمعوا على أن السماوات سبع طباق, خلاف من زعم من الفلاسفة والمنجّمين أنها تسع, وأجمعوا على أنّها ليست بكريّة تدور حول الأرض, خلاف من زعم أنّها كراتٌ بعضها في جوف بعض, وأنّ الأرض في وسطها كمركز الكرة في جوفها ] أ.هـ [الفرق بين الفرق/صفحة:286]

🔹️وقال أيضا :
[ والباسط في الدلالة على بسط الرزق لمن شاء وعلى أنه بسط الأرض ولذلك سماها بساطا خلاف قول من زعم من الفلاسفة والمنجمين أن الأرض كروية غير مبسوطة ] (أصول الدين /صفحة:124)

🔶 ️الإمام الماوردي( 364ه- /450 هـ ) :

🔹️قال الفقيه الحافظ القاضي “علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي” رحمه الله في تفسيره: (النكت والعيون) للآية الثالثة من سورة الرعد:
“قوله عزّ وجل: { وهو الذي مَدّ الأرض } أي بسطها للاستقرار عليها، رداً على من زعم أنها مستديرة كالكرة” [الجزء الثالث/صفحة: (92) ]

🔹️وقال أيضا في تفسيره لآية:{واللَّهُ جَعَل لكم الأرضَ بِساطاً }(نوح – 19)
أي مبسوطة، وفيه دليل على أنها مبسوطة [ الجزء السادس/الصفحة: 103]

🔶 ️الإمامين جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي

(المحلي ت:864هـ)(السيوطي ت: 911هـ) :

🔹️في تفسير: ( الجلالين) : للإمام والفقيه الشافعي والمُفسّر “جلال الدين محمد بن أحمد المحلي” ، والإمام العلامة الفقيه والمفسر “جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي” لقوله تعالى “وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ” (الغاشية 20) :
{وَإِلَى الْأَرْض كَيْف سُطِحَتْ} أَيْ بُسِطَتْ فَيَسْتَدِلُّونَ بِهَا عَلَى قُدْرَة اللَّه تَعَالَى وَوَحْدَانِيّته وَصُدِّرَتْ بِالْإِبِلِ لِأَنَّهُمْ أَشَدّ مُلَابَسَة لَهَا مِنْ غَيْرهَا وَقَوْله سُطِحَتْ ظَاهِر فِي أَنَّ الْأَرْض سَطْح وَعَلَيْهِ عُلَمَاء الشَّرْع لَا كُرَة كَمَا قَالَهُ أَهْل الْهَيْئَة وَإِنْ لَمْ يَنْقُض رُكْنًا مِنْ أركان الشرع .
[ الصفحة: (592) ]

🔶️ الإمام القرطبي (توفي : 671هـ) :

🔹️في تفسير: (الجامع لاحكام القرآن) للعلامة والفقيه والمحدث العابد “أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي” لقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ } (الرعد 3)
قوله تعالى: وهو{وهو الذي مد الأرض} لما بين آيات السموات بين آيات الأرض أي بسط الأرض طولا وعرضا . {وجعل فيها رواسي} أي جبالا ثوابت واحدها راسية لأن الأرض ترسو بها أي: تثبت والإرساء الثبوت قال عنترة:
فصبرت عارفة لذلك حرة ترسو إذا نفس الجبان تطلع
وقال جميل:
أحبه والذي أرسى قواعده حبا إذا ظهرت آياته بطنا
وقال ابن عباس وعطاء:أول جبل وضع على الأرض أبو قبيس
🔹️مسألة : في هذه الآية رد على من زعم أن الأرض كالكرة، ورد على من زعم أن الأرض تهوي أبوابها عليها؛ وزعم ابن الراوندي أن تحت الأرض جسما صعادا كالريح الصعادة؛ وهي منحدرة فاعتدل الهاوي والصعادي في الجرم والقوة فتوافقا. وزعم آخرون أن الأرض مركبة من جسمين، أحدهما منحدر، والآخر مصعد، فاعتدلا، فلذلك وقفت. والذي عليه المسلمون وأهل الكتاب القول بوقوف الأرض وسكونها ومدها، وأن حركتها إنما تكون في العادة بزلزلة تصيبها. [الجزء الثاني عشر /الصفحة:(7)و(8)و(9)]

🔹️وفي تفسيره لآية: {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا}[الحجر : 19]
قوله تعالى: {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} هذا من نعمه أيضا، ومما يدل على كمال قدرته. قال ابن عباس: بسطناها على وجه الماء؛ كما قال: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 30] أي بسطها. وقال: {وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} [الذاريات: 48]. وهو يرد على من زعم أنها كالكرة. [الجزء الثاني عشر /الصفحة:(190)و(191)]

🔶 ️فهذا إذا ترجمان القرآن وحبر الأمة وأعلم الصحابة بتأويل القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول بصراحة أن الأرض مبسوطة ويرد على من يزعم أنها كالكرة .

🔶 ️الإمام الخازن(678 هـ/741هـ) :

🔹️في تفسير {لباب التأويل في معاني التنزيل} للمفسر، والمحدث “علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيحي أبو الحسن” ، المعروف ب: “الخازن” لآية ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ ) [ الرعد : 3 ]
قوله تعالى: {وهو الذي مد الأرض} لما ذكر الدلالة على وحدانيته وكمال قدرته وهي رفع السماوات بغير عمد، وذكر أحوال الشمس والقمر أردفها بذكر الدلائل الأرضية، فقال: وهو الذي مد الأرض أي بسطها على وجه الماء، وقيل: كانت الأرض مجتمعة فمدها من تحت البيت الحرام، وهذا القول إنما يصح إذا قيل إن الأرض منسطحة كالأكف، وعند أصحاب الهيئة: الأرض كرة، ويمكن أن يقال: إن الكرة إذا كانت كبيرة عظيمة فإن كل قطعة منها تشاهد ممدودة كالسطح الكبير العظيم، فحصل الجمع ومع ذلك فالله تعالى قد أخبر أنه مد الأرض، وأنه دحاها وبسطها وكل ذلك يدل على التسطيح والله تعالى أصدق قيلاً وأبين دليلاً من أصحاب الهيئة {وجعل فيها}. يعني في الأرض {رواسي} يعني جبالاً ثابتة، يقال: رسا الشيء يرسو إذا ثبت وأرساه غير أثبته قال ابن عباس: كان أبو قبيس أول جبل وضع على الأرض[ الجزء الثالث/صفحة:(4)]

🔹️وفي تفسير الخازن أيضا لآية والأرض مددناها الحجر : ( وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ) [ الحجر : 19 ]
قوله سبحانه وتعالى: {والأرض مددناها} يعني بسطناها على وجه الماء كما يقال: إنها دحيت من تحت الكعبة ثم بسطت هذا قول أهل التفسير، وزعم أرباب الهيئة أنها كرة عظيمة بعضها في الماء، وبعضها خارج عن الماء، وهو الجزء المغمور منها واعتذروا عن قوله تعالى: {والأرض مددناها} بأن الكرة إذا كانت عظيمة كان كل جزء منها، كالسطح العظيم فثبت بهذا الأمر أن الأرض ممدودة مبسوطة وأنها كرة، ورد هذا أصحاب التفسير بأن الله أخبر في كتابه بأنها ممدودة، وأنها مبسوطة ولو كانت كرة لأخبر بذلك والله أعلم بمراده، وكيف مد الأرض {وألقينا فيها رواسي} يعني جبالاً ثوابت وذلك أن الله سبحانه وتعالى لما خلق الأرض على الماء مادت ورجفت فأثبتها بالجبال [الجزء الثالث/صفحة(52)]

🔶 الإمام ️أبو حيان(654 هـ/745 هـ) :

🔹️في تفسير : (البحر المحيط في التفسير) للعلامة الفقيه واللغوي “أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الأندلسي” لآية:( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ) [ نوح : 19 ] قال:
{ بساطاً } تتقلبون عليها كما يتقلب الرجل على بساطه. وظاهره أن الأرض ليست كروية بل هي مبسوطة
[الجزء الثامن/ الصفحة: (334) ]

🔶 ️الإمام أبو الطيب القِنَّوْجَي(1248هـ/1307 هـ) :

🔹️في تفسير: (فتح البيان في مقاصد القرآن) للمفسر والمحدث والوزير “أبو الطبيب صديق بن حسن القِنَّوْجَي” لآية : ﴿ٱلَّذِی جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَ ٰ⁠شࣰا وَٱلسَّمَاۤءَ بِنَاۤءࣰ } [البقرة: 22]
أي خلق لكم الأرض بساطاً ووطاء مذللة ولم يجعلها حزنة لا يمكن القرار عليها، والحزن ما غلظ من الأرض، ” وجعل ” هنا بمعنى صير وجاء بمعنى صار وطفق وأوجد، والتصيير يكون بالفعل تارة وبالقول والعقد أخرى، والفراش وطاء يستقرون عليها، واستدل به أكثر المفسرين على أن شكل الأرض بسيط ليس بكروي.
(والسماء بناء) أي سقفاً مرفوعاً قيل إذا تأمل المتفكر في العالم وجده كالبيت المعمور فيه كل ما يحتاج إليه فالسماء مرفوعة كالسقف، والأرض مفروشة كالبساط والنجوم كالمصابيح، والإنسان كمالك البيت، وفيه ضروب النبات المهيأة لمنافعه، وأصناف الحيوان مصروفة في مصالحه، فيجب على الإنسان المسخر له هذه الأشياء شكر الله تعالى عليها..

🔹️وفي تفسيره لآية: ( وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) [ الحجر : 19 ]
(مددناها) أي بسطناها وفرشناها على وجه الماء كما في قوله والأرض بعد ذلك دحاها وفي قوله والأرض فرشناها فنعم الماهدون وفيه رد على من زعم أنها كالكرة.[الجزء السابع/ الصفحة: 157]

🔹️وقال أيضا في تفسيره لآية ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ) [ الرعد : 3 ]
(وهو الذي مد الأرض) على وجه الماء، قال الفراء: بسطها طولاً وعرضاً لتثبت عليها الأقدام ويتقلب عليها الحيوان، وقال الأصم: أن المدّ هو البسط إلى ما لا يدرك منتهاه زاد الكرخي: فقوله مد الأرض يشعر بأنه تعالى جعل الأرض حجماً عظيماً لا يقع البصر على منتهاه انتهى.
قيل وهذا المد الظاهر للبصر لا ينافي كرويتها في نفسها لتباعد أطرافها، وبه قال أهل الهيئة ، والله أخبر أنه مد الأرض وأنه دحاها وبسطهما وأنه جعلها فراشاً وكل ذلك يدل على كونها مسطحة كالأكف، وهو أصدق قيلاً وأبين دليلاً من أصحاب الهيئة.[الجزء السابع/صفحة: (11)و(12)]

🔹️وقال أيضا في تفسيره لآية ( وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) [ الغاشية : 20 ]
(وإلى الأرض كيف سطحت) أي بسطت، والسطح بسط الشيء يقال لظهر البيت إذا كان مستويا سطح، قرأ الجمهور مبنياً للمفعول مخففاً، وقرأ الحسن: مشدداً، وقرأ علي بن أبي طالب وغيره خلقت ورفعت ونصبت وسطحت على البناء للفاعل وضم التاء فيها كلها.
قال المحلي قوله سطحت ظاهر في أن الأرض سطح، وعليه علماء الشرع لا كرة كما قاله أهل الهيئة وإن لم ينقض ركناً من أركان الشرع.[الجزء الخامس عشر/صفحة: 208]

🔶 ️الإمام الشوكاني(1173 هـ/1255 هـ) :

🔹️في تفسير : (فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية) للعلامة والفقيه والقاضي “محمد بن علي بن محمد الشوكاني” لآية : ( وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) [ الحجر : 19 ]
﴿والأرْضَ مَدَدْناها﴾ أيْ بَسَطْناها وفَرَشْناها كَما في قَوْلِهِ: ﴿والأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحاها﴾ [النازعات: 30] وفي قَوْلِهِ: ﴿والأرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الماهِدُونَ﴾ [الذاريات: 48] وفِيهِ رَدٌّ عَلى مَن زَعَمَ أنَّها كالكُرَةِ . [الجزء الرابع عشر /الصفحة: (758)]

🔶️ الإمام القونوي(ت : 1195هـ) :

في تفسير : (حاشية القونوي على تفسير البيضاوي ومعه حاشية ابن التمجيد) للمفسر “عصام الدين إسماعيل بن محمد الحنفي” :
[ قوله : (وذلك لا يستدعي كونها مسطحة لأن كرية شكلها مع عظم حجمها واتساع جرمها لا يأبى الإفتراش عليها ) وإن صح إرادتها بل كونها مسطحة راجحة لأنها مختار ابن عباس عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهم وظاهر قوله تعالى: وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وقوله تعالى: لَاتَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا يدل على كونها مسطحة، وابن عباس وجمع كثير من أهل العلم أعلم باللسان وأدرى بالبيان، فلا جرم أن الميل إليه مقبول لدى أولي العرفان، والكروية قول الفلاسفة، والظاهر أنها مختار المصنف تبعا للإمام الرازي فإنه قول الوجوه العقلية التي أقيمت على الكروية في تفسيره، والمصنف تبعه مع تقرير حدوثها فحينئذ لا محذور في كلا الاحتمالين لكن متابعة السلف أسلم. ] . [ المجلد الثاني/الصفحة: 382 ]

🔶 ️العلامة عبد الرحمن الثعالبي ( 786هـ/872هـ) :

🔹️في تفسير: (الجواهر الحسان في تفسير القرآن) للمفسر والفقيه “عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف أبو زيد الثعالبي المكي” لآية : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ) [ نوح : 19 ]
وظاهر الآية: أنَّ الأرْضَ بسيطَةٌ غيرُ كُرِيَةً، واعتقادُ أحَدِ الأمْرَيْنِ غَيْرُ قَادِح في الشرْعِ بنفسِه، اللهمَّ إلاَّ أنْ يترتبَ على القولِ بالكُرِيَّةِ نَظَرٌ فاسِدٌ، وأما اعتقادُ كونِها بسيطةً، فهو ظاهِرُ كتابِ اللَّه تعالى، وهو الذي لاَ يَلْحَقُ عنه فسادٌ أَلْبَتَّةَ، واستدلَّ ابن مجاهد علَىٰ صحَّة ذلك بماءِ البحر المُحِيطِ بالمَعْمُورِ فَقَال: لَوْ كانت الأرضُ كُرِيَّةً لَمَا اسْتَقَرَّ المَاءُ عَلَيْهَا.[الجزء الخامس/الصفحة: (490)

🔹️وفي تفسيره لآية : ( وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) [ الغاشية : 20 ]
وظاهر الآية أن الأرض سطح لاكرة وهو الذي عليه أهل العلم .
[الجزء الخامس /الصفحة: 583]

🔶 ️الشيخ عمرو عبد اللطيف :

🔹️قال الشيخ عمرو عبد اللطيف :
العلماء قديماوحديثا على أن الأرض مبسوطة مسطحة
“أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت”
وكذا في سورة الشمس
“والسماء وما بناهاوالأرض وما طحاها” ,
طحاها : بسطها ومدها فهذا الذي عليه علماء السلف !
وفيهم من أفتى بكفر من قال بكروية
الأرض, فإذا قلت : ينشغل الإنسان
بما ينفعه وبما يعود عليه نفعه والقول قول ربنا
سبحانه وتعالى
ما الدليل على أن الأرض كروية ؟
علم الجغرافيا أنك ترى قمم الجبال أو ترى
أعلى السفينة أو صعدوا إلى الفضاء ورأوا
الأرض كروية !
وهل هذا يعول عليه ويهدر كلام ربنا
وتفسير علماء السلف ؟
هذا يقول به مسلم عاقل ؟!
فالقول قول ربنا سبحانه الأرض سطحها ربنا وهي مدحوة . اهـ

🔶 ️الإمام محمد بن يوسف الكافي(1278ه- – 1380 هـ‍) :

🔹️قال الفقيه المالكي الزاهد “محمد بن يوسف بن محمد الكافي” في كتابه:( المسائل الكافية في بيان وجوب صدق خبر رب البرية ) صفحة: (70) في معرض رده على مفتي الديار المصرية محمد بخيت المطيعي ونقده لرسالته المسماة (تنبيه العقول الإنسانية لما في آيات القرآن من العلوم الكونية والعمرانية)
“قوله”(يعني مفتي الديار المصرية) كيف وقد دلت على أن الله حكيم مقتدر عليم حيث جعل الأرض كرة دائرة لتكون فراشا ومهدا وذلولا (غير صحيح) [يعني الإمام محمد بن يوسف الكافي هو من قال غير صحيح] بالنسبة لكون الله تعالى جعل الأرض كرة دائرة لأنه لا شيء من آيات القرآن يدل على ذلك البتة كما تقدم وأما كونه سبحانه وتعالى حكيما مقتدرا عليما فهذا ثابت له بنص الكتاب بقطع النظر عن كون الأرض كرة دائرة أو غير كرة وغير دائرة.
[الصفحة: (70)]

🔶 ️إبن جزي الغرناطي(693 هـ/740 ه-) :

🔹️في تفسير:( التسهيل لعلوم التنزيل)
للفقيه والمؤرخ “أبو القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي” لآية: ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ) [ الرعد : 3 ]
{ مَدَّ ٱلأَرْضَ } يقتضي أنها بسيطة لا مكورة، وهو ظاهر الشريعة،[الجزء الأول/الصفحة: 430]

🔶 ️إبن عجيبة(1162ه- /1224 هـ) :

🔹️في تفسير:( البحر المديد في تفسير القرآن المجيد) للمفسر “أبو العباس أحمد بن محمد بن عجيبة” لآية: ( وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ) [ الغاشية : 20 ]
{وإِلى الإرض كيف سُطحت} سطحاً بتوطئة وتمهيد وتسوية حسبما يقتضيه صلاح أمور ما عليها من الخلائق.
قال الجلال: وفي الآية دليل على أنَّ الأرض سطح لا كرة، كما قال أهل الهيئة، وإن لم ينقض ركناً من أركان الشرع. اهـ

🔶 ️الفقيه المالكي الشيخ “إبن بزيزة” (606 هـ /673 هـ) :

🔹️جاء في فتح الباري بشرح صحيح البخاري: للحافظ ابن حجر رحمه الله: الجزء الثالث صفحة: (185) كتاب الكسوف – باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (يخوف الله عباده بالكسوف) :
{…وقد وقع في حديث النعمان بن بشير وغيره للكسوف سبب آخر غير ما يزعمه أهل الهيئة، وهو ما أخرجه أحمد والنسائي و ابن ماجه وصححه ابن خزيمة والحاكم بلفظ:أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله وأن الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له. وقد استشكل الغزالي هذه الزيادة وقال إنها لم تثبت فيجب تكذيب ناقلها، قال: ولو صحت لكان تأويلها أهون من مكابرة أمور قطعية لا تصادم أصلا من أصول الشريعة، قال ابن بزيزة: هذا عجب منه كيف يسلم دعوى الفلاسفة ويزعم أنها لا تصادم الشريعة مع أنها مبنية على أن العالم كري الشكل وظاهر الشرع يعطي خلاف ذلك والثابت من قواعد الشريعة أن الكسوف أثر الإرادة القديمة وفعل الفاعل المختار فيخلق في هذين الجرمين النور متى شاء والظلمة متى شاء من غير توقف على سبب أو ربط باقتراب والحديث الذي رده الغزالي قد أثبته غير واحد من أهل العلم وهو ثابت من حيث المعنى أيضا لأن النورية والإضاءة من عالم الجمال الحسي فإذا تجلت صفة الجلال انطمست الأنوار لهيبته ويؤيده قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ﴾ [الأعراف: 143].
ويؤيد هذا الحديث ما رويناه عن طاوس أنه نظر إلي الشمس وقد انكسفت فبكى حتى كاد أن يموت، وقال: هي أخوف لله منا .}
[فتح الباري/الجزءالثالث/صفحة:185 ]

🔶 ️الإمام عبد الرحمن جلال الدين السيوطي(849 هـ/911 ه-) :

🔹️في كتاب: (الإكليل في استنباط التنزيل) للعلامة الفقيه والمفسر “عبد الرحمن بن كمال الدين”
قوله تعالى(وإلى الأرض كيف سطحت) فيه رد لقول أهل الهيئة أن الأرض كرة لا سطح ، ذكره الشيخ جلال الدين المحلي في تفسيره.
[صفحة: (222) ]

🔶 ️الإمام أبي السعود العمادي(توفي: 982هـ) :

🔹️في تفسير : {إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم} للفقيه والقاضي “أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى ” لآية : ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ) [ الرعد : 3 ]
ولمّا قرر الشواهدَ العلوية أردفها بذكر الدلائلِ السفلية فقال: {وَهُوَ الذى مَدَّ الأرض} أي بسطها طولاً وعَرضاً، قال الأصم: المد هو البسطُ إلى ما لا يدرك منتهاه فيه دَلالةٌ على بعد مداها وسَعةِ أقطارها .[الجزءالخامس /الصفحة: (3)] .

التعليقات مغلقة.