هل يجوز للمسلم أن يحب الكافر؟
حب المسلم لشخص غير مسلم “لشخصه” -وليس اعجابا بعقيدته- جائز شرعا إن لم يكن هذا الشخص ممن حاد الله ورسوله وناصب الإسلام العداء.
{إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء}
فقد يكون للمسلم والِدان غير مسلمين، فهو يحبهما ويبرهما ويحسن إليهما.
وقد تكون زوجته غير مسلمة فهو يحبها ويعاشرها بالمعروف ويكرمها.
بُغض المسلم للكفر وليس لشخص الكافر، إلا إذا كان هذا الكافر معاديا للإسلام، فلا تجوز مودته.
{لا تجد قوما يؤمنون بالله وباليوم الآخر، يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم..}
وبالمناسبة أذَكّر أن حب حاكم عدو لله كالسيسي وابن زايد وابن سلمان ولو تسمى بالإسلام لا يجوز، فهؤلاء ينطبق عليهم أنهم حادوا الله ورسوله وناصبوا الإسلام العداء في أفعالهم وسياساتهم.
فضلا عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين لنا طبيعة العلاقة التي بيننا وبينهم فقال:
“وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم، ويبغضونكم، وتلعنونهم، ويلعنونكم”.
نعود إلى موضوعنا الأساس فنقول:
حتى وصفُنا له بالكفر ليس شتيمة له، وإنما نقصد بذلك أنه ليس مسلما. فهو لا يؤمن بالاسلام، لذلك سمي كافرا.
ونحن لا نحاسبه في الدنيا على عقيدته التي يعتنقها، ولا يجوز أن نتصرف معه بعدوانية بناء على فساد اعتقاده، فالله هو الذي يحاسبه على كفره وضلاله.
في ظل النظام الإسلامي يكون الكافر مطالبا بأن يتقيد بالنظام العام للدولة والذي لا يتدخل بعقيدته.
ويحاسب على عدم تقيده بالنظام العام، وليس على عدم إيمانه بالإسلام.
نحن نتعامل معه وفق أحكام الإسلام التي حفظت له كرامته وماله ومنعت فتنته عن دينه.
{لا يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓاْ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ}.
أما حب الكفار من حيث هم كيان وقوم لهم طريقة عيش غير إسلامية فلا يجوز. بخلاف حبهم بصفتهم أفرادا لشخصهم.
من أحبهم بصفتهم قوما لهم هوية محددة وأعجب بنظرتهم إلى الحياة وبطريقة عيشهم فهو منهم ويحشر معهم.
“يحشر المرء مع من احب”
حديث
وهذا النوع من الحب لا يجوز أن يكون لغير المسلمين.
فالمسلمون هم أمة المسلم وكيانه وإخوته.. فهو معهم ومنهم.. يوالي من والوا، ويعادي من عادوا، ويحارب من حاربهم، ويسالم من سالمهم، دمهم دمه، وعهدهم عهده، وعيدهم عيده.
“المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم”
حديث
كُرهنا مُوَجّه للكفر من حيث هو فكر ونظام يستعبد البشر ويضلهم ويشقيهم، وليس كرها لعامة الكفار.
فهؤلاء نحمل لهم مشاعر إيجابية، ونحن أحرص عليهم من دولهم ومن آبائهم.
نريد هدايتهم وصلاح دنياهم وآخرتهم، بل ونبذل أرواحنا لتحريرهم من سطوة أنظمة الكفر وفتنتها عن طريق الجهاد.
أما المسلم فإنه يُعامل وفق أحكام الإسلام التي توجب تقيده بأوامر الله ونواهيه.
فيعاقب إن خالف أحكام الشرع من قبل الدولة.
ولا يسمح له بالردة بعد أن ألزم نفسَه الإسلامَ وما يقتضيه.
اللهم مكّنا من إقامة نظام الإسلام وسلطانه الراشد كي نعبدك وحدك لا نشرك بك شيئا، وكي نخرج الناس من ظلمات الليبرالية الغربية، ومن ظلم الرأسمالية المتوحشة التي أفسدت الحرث والنسل إلى نور الإسلام وعدله ورحمته.
التعليقات مغلقة.