لماذا لم يسألني الله قبل أن يخلقني قبل أن يُحَملني أمانة الدين والعقل فمن الممكن أن أرفض هذه الأمانة ولا أختار ان أكون إنسانا من الأساس


الشبهة متمثلة في سؤال الملحد : ألستم تقولون أن الله عادل؟ فلماذا لم يسألني الله قبل أن يخلقني قبل أن يُحَملني أمانة الدين والعقل فمن الممكن أن أرفض هذه الأمانة ولا أختار ان أكون إنسانا من الأساس ..
الجواب:
سنضرب مثالا وسؤالا في نفس الوقت :
هل من الممكن أن تسأل والدك لماذا سميتني بإسمي هذا لماذا لم تخبرني قبل أن تختار لي هذا الإسم أليس من الممكن أن أرفض مثلاً ولا أوافق !!!
سيجيب الأب باستغراب كيف تفهم إذا سألتك وأنت غير مدرك شيء !!! ( ولله المثل الأعلى )

هذا هو حال الملحد ؛ السؤال هنا للملحد .. يا إنسان كيف سيخبرك الله قبل أن يجدك إذا كنت تريد أن تكون بشراً أم لا _ نكرر السؤال مرةً أخرى ؛ كيف سيسألك الله إن قبل يخلقك فأنت لست موجودا أصلاً حتى يسألك!!
أنت في ذلك الوقت عدم -غير موجود- فمن الذي سيختار ومن الذي سيُسأَل
يأتي الملحد بمغالطة وشبهة أخري أن الله سبحانه وتعالى خلق ذرية بني آدم وأشهدهم على أنفسهم هذا الكلام قبل خلقنا وقبل وجودنا ، إذن كان من الممكن أن يسألني الله فلماذا لم يسألني ؟
هنا المشكلة في فهمك أنت أيها الملحد للنص القرآني..
هناك الكثير من المحققين مثل (ابن تيمية)و(ابن القيم) و(ابن كثير) وغيرهم قالوا إن الله عز وجل خلق الناس على الفطرة ليس الخروج بالمعنى اللفظي أو اننا تكلمنا فعلاً ولكن هناك بعض العلماء أخذوا هذه النصوص بالمعنى الظاهر وقالوا إننا خرجنا فعلاً من ظهر بني آدم ونطقنا وشهدنا وهذا أيضاً له إجابة بأن الخلق في عالم الذَرّ أصلاً لم يكن خلقاً كاملا ، لم نكن مخلوقين كما نحن الآن بالعقلية والشخصية الكاملة
ذلك كان شيئاً روحياً أو معنويا ليس له علاقة بطبيعتنا في الدنيا لكي نشهد أن الله عز وجل اعطانا الامانة ، فوقتها لم يكن عندنا قدرة الإستيعاب والإختيار أن نختار ذلك تسأل وتقول كان من الممكن أن يعطينا القدرة على الإستيعاب والإختيار .. الله على كل شيء قدير فإذا كان الله عز وجل قد جعل لدينا قدرة إستيعاب كاملة بين الوجود والعدم و ذلك سيعود بنا للإختيار الأول وهو أن يخلقنا بخلقةٍ كاملة قادرة علي هذا ويعلمنا ما هي الحياه والإنسان وما مصير الكافرون مصير المسلم وما هي الجنة والنار لكي نستطيع على أساس علمنا هذا أن نختار بين الوجود والعدم وهنا يكون قد خلقنا الله عز وجل بدون إختيار إذاً فقد وقعنا في نفس المغالطة ؛ الخلق هنا شيء غير ملزم ولا يعتبر حجة كاملة على الإنسان والدليل أن الله عز وجل أرسل الرسل وأنزل الكتب فلو خلقنا في عالم الذَرّ هذه حجة كاملة على الإنسان ، ما كان الله عز وجل ليرسل الرسل وينزل الكتب ، لكن الله سبحانه وتعالى أنزل الحجج والآيات على بني آدم لأن أنطقنا بالشهادة في ذلك الوقت وهو شيء غير متعقل بتمام التعقل ولا بخلقة كاملة تؤهلنا أن نقول لخلقنا نعم أو لا ..

النقطة الثانية والأهم أنك تقول أن الله لم يفعل ذلك أو ذاك وكأنك إله مع الله وتتسائل لماذا فعل ذلك أو لم يفعل ذلك !!!
يجب أن نوضح نقطة هامة وهي أن هذا السؤال لا يُسأل إلا بٱفتراض معين أنك مؤمن بوجود الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد ولذلك أنت تسأل هذا السؤال، والإجابة لا يحق لك كمخلوق أن تسأل هذا السؤال فهل علمك أكبر من علم الله ؟ بالطبع لا
وهل حكمتك أحكم من حكمة الله ؟ بالطبع لا .. وهل قدرتك أكبر من قدرة الله ؟ بالطبع لا _
من الممكن أن تسأل شخص مثلك هذه النوعية من الأسئلة على سبيل المثال وفقط لتوصيل الفكرة ولله المثل الأعلى : إذا ذهبت إلى طبيب فهل من الممكن أن تعلمه كيف يفحصك أم هو يعلم عمله جيداً
وهل من الممكن أن تعَدل على طريقته في الفحص ؟؟


الإجابة الوحيدة للدكتور في هذا الموقف ورد الفعل انه سيخرجك ولن يقوم بفحصك.
هذا المثال على مخلوق ولا يجوز أن ندخل في اختصاصه أو علمه وماذا يفعل فما بالك بمن خلق الكون كله رب العالمين إلـَٰه السماوات والأرض ومن فيهن هو الخالق المالك ؛ إذاً سؤالك في الأثاث خطأ وكأنك إلـَٰه مع الله هناك نقطة أخرى أنك فعلياً موجود الآن في هذه الدنيا ونحن كمؤمنين بوجود الله عز وجل مؤمنين بأن الله وجدنا في هذه الدنيا لِعلّة ..
وأن تحاول أن تلقى بشبهتك هو أن الله كان من المفروض أن يستشيرك قبل أن يخلقك في هذه الدنيا بمعنى أنك لم تأتي إلى الدنيا بٱختيارك بل أتيت مجبر على ذلك ولكن أليس من حق الله أن يخلق ما يشاء بالطبع هذا حقه وبالتالي ليس من حقك أن تسأله
و نقطة أخرى الإنسان إما أن يكون مؤمناً أو ملحد أو كافر ..

فالمؤمن مستسلم لأمر الله وهو أنه بالفعل موجود في الدنيا وأن الله عز وجل أرسل النبي محمد ﷺ و أنزل عليه القرآن الكريم فأنا كمسلم أقبل بالأمر الواقع وأفعل ما أمرنا الله به لكى أدخل الجنة ..

التعليقات مغلقة.