بمناسبة جرايم القتل المنتشرة اليومين دول خاصة بين الأزواج والبحث عن تبريرات للقاتل فتعالوا نشوف القصة دي اللي حصلت في أمريكا وهل إعطاء فرصة تانية للقاتل والتماس العذر ليه ممكن يغيره ولا لا

بمناسبة جرايم القتل المنتشرة اليومين دول خاصة بين الأزواج والبحث عن تبريرات للقاتل فتعالوا نشوف القصة دي اللي حصلت في أمريكا وهل إعطاء فرصة تانية للقاتل والتماس العذر ليه ممكن يغيره ولا لا.

في سنة 1991 وفي ولاية ميتشيجان الأمريكية واحد اسمه جريجوري جرين جاب سكينة وطعن بيها مراته الحامل في وشها وصدرها ، فقتلها هي وطفلهم اللي لسة متولدش وبعدها بكل هدوء اتصل برقم الطوارئ 911 وانتظر وصول الشرطة.. وقالهم أيوة قتلتها.. طب ليه.. مزاجي كدة.

اتحكم عليه ب 25 سنة سجن لكن تم إطلاق سراحه بعد ما قضى منهم حوالي 16 سنة في السجن.. أطلقوا سراحه بدعم من العائلة والأصدقاء اللي تعاطفوا معاه بشدة وحرام وعمره ضاع في السجن وخد جزاته خلاص وده شخص كويس ودي لحظة شيطان مش اكتر وخد عقابه.

كمان سلوكه الهادي في السجن وعدم عمله اي مشكله باختصار حسن سيره وسلوكه ساهموا في ده.

اكتر صديق دعمه كان قس اسمه فريد هاريس ، قس في مدينته ديترويت واللي كان صديقه ويعرفه قبل فترة السجن واللي كتب رسالة لمجلس الإفراج المشروط في ميشيجان في أغسطس سنة 2005 قال فيها:

“كنت أنا وجريجوري صديقين قبل وقوع الحادث ، وكان مسجونًا.

لقد كان عضوًا في كنيستنا … أشعر أنه دفع ثمنه المؤسف عدم ضبط النفس والضرر الذي أحدثه قدر الإمكان وهو آسف “.

بعدها بسنة كتب هاريس رسالة بنفس المعنى مرة تاني:

“إذا تم إطلاق سراحه فسيتم الترحيب به كجزء من مجتمع كنيستنا وكل ما يمكننا فعله لمساعدته على التكيف ، سنفعله”.

وفعلاً تم إطلاق سراح جرين في 2008 بعدها على طول اتجوز من فايث هاريس.. أيوة بنت القس صديقه واللي كانت مطلقة ومعاها ولدين.. القس أوفى بوعده ومنحه حياة وفرصة تانية أهو وفعلاً خلف منها بنتين كوي وكاليج.

وتمر الأيام سعيدة على العيلة دي لحد ما جه يوم 21 سبتمبر 2016 لما فايث هاريس واللي بقى لقبها فايث جرين لقيت نفسها متقيدة بحبل ومحطوط على بقها شريط ومرمية في قبو بيتهم في ديربورن هايتس ، ميتشيجان بعد ما خدت رصاصة في رجلها ومطوة في وشها!

والمصيبة الأكبر انها لقيت جنبها ولادها الكبار من جوزها الاولاني بيطلعوا في الروح ومضروبين بالنار هما كمان لحد ما ماتوا قدام عيونها.. والمصيبة الأعظم انه كل ده من فعل جوزها الجديد والقاتل القديم اللي استمأنته على نفسها وعيالها.

طب هو فين وعيالها التانيين اللي هما عياله فين؟ أكيد بخير صح؟ لكن المصيبة أنه كمان قتل عياله اللي مكملوش 5 سنين بس مقتلهمش بالرصاص لا ده حطهم في عربيته وخنقهم بغاز أول أكسيد الكربون.

وزي ما عمل في جريمته الاولانية اتصل برقم 911 بتاع الطوارئ واستنى وصول الشرطة وقال للظباط اللي جوله إنه أطلق النار دلوقتي حالا على أسرته!

رجع جرين مرة تاني للسجن بس بعقوبة بالسجن أقرب لسجن مدى الحياة.

عقوبة سجن ما بين 47 ل 100 يعني إيه ؟

هو عنده 50 سنة يعني مبدئيا محتاج يكون عنده 97 سنة عشان يكون مؤهل للإفراج المشروط زي اللي خده قبل كدة وحسب القانون الأمريكي.

ولو مخدش الإفراج المشروط ده هيخرج وهو عنده 150 سنة علينا وعليكم بخير.

أثناء جلسة النطق بالحكم هاريس جرين اللي نجت من المذبحة أتكلمت لقاتل أطفالها واللي اتطلقت منه بعد الحادثة ، ربما للمرة الأخيرة وصرخت فيه وقالت:

“أنت فنان محتال. انت وحش. أنت شيطان مقنع.. أنت الآن مكشوف إلى الأبد”.

” أي عقوبة لن تكون كافية لوفاة أطفالي.. حتى التعذيب والموت لن يكونا عدلاً،عدلك سيأتي عندما تحترق في الجحيم إلى الأبد لقتل أربعة أطفال أبرياء ، كل ذلك لأنك غير آمن.”

الزوجة حسب طبيبها مطلعتش من الحادثة دي سليمة تماماً فهي بتعاني من فقدان الذاكرة على المدى القصير حول بعض التفاصيل المحيطة بعمليات القتل ده غير أنها بتعاني من اضطراب ما بعد الصدمة والصداع النصفي والكوابيس.

طب ياعم جرين مقلتش برضو قتلت عيلتك ليه وليه اعترفت بسرعة وبسهولة كدة؟ مفيش إجابة

كل اللي قاله في المحكمة قبل النطق بالحكم:

“الحكم في يد الله وحده (الله) يستطيع أن يحكم.

أنا آسف لحدوث هذا.

الله يعلم القلب.

إنه يعرف مدى أسفي … كم أنا آسف. لم يمر يوم واحد ولا أفكر في فتياتي. … أدعو الله أن يكون مع تشادني وكارا.

أشعر بالسوء لأن هذا أثر بعمق على الجميع. أعانهم الله … ساعدني … ساعدنا جميعًا”

كلام عاطفي جداً ويحسسك انه بريء وقلبه عامر بالإيمان والتقوى.. عشان كدة الحمد لله أنه الأحكام والقضاء مش بالعواطف ولا المظاهر.

مش عارف إيه موقف أبوها اللي دعمها وشجعه وساعد في خروجه من السجن وجوزها ليه عشان يقتلها ولادها الاولانيين واللي خلفتهم منه ويدمر حياتها.

الهدوء وعدم وجود دافع للجريمة واصلهم كانوا سمنة على العسل مش معناه ان القاتل بريء وغصب عنه.. النفس البشرية مليانة شرور ومش شرط تكون واضحة وفيه شعرة بين أنها تفضل حبيسة العقل وبين تنفيذها على أرض الواقع.

كام واحد وواحدة زي جرين ده حوالينا.. عندهم اضطراب نفسي وعقلي واستعداد للقتل وأقرب الناس ليهم كمان بس منعرفش وبنتفاجيء بيهم بس في صفحات الحوادث.

هل محتاجين كشوفات دورية عايزة الناس كلها عشان نحس بالأمان للناس اللي عايشين معاهم خاصة اللي هتجمعنا بيهم علاقة زواج.

ولا لا قدر الله هنصحى في يوم على مصير مظلم زي أغلب الضحايا اللي بنسمع عنهم.

ونلاقي ناس متعاطفة مع اللي قتلوا وبتدورلهم على تبريرات زي ما عمل القس بحسن نية فتجرع هو وبنته من نفس كاس أهل زوجة جرين الاولانية.

التعليقات مغلقة.