هل القرآن اقتبس قصص الأنبياء من الكتب السماوية?!

الرد على الزعم القائل بأنها تم اقتباسها من الكتب السماوية السابقة ولا سيما كتاب اليهود وهو العهد القديم ..

ولكن قبل أن نشرع في طرح تلك الشبهات والرد عليها وجب علينا ان ننبهكم يا أخوة إلى حقيقة غاية في الأهمية وهي أن الله سبحانه وتعالى قال في سورة المائدة

“وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه”


وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى جعل كتابه الخاتم هو ما يستدل به على صحة ماذكر في الكتب السابقة وجعله هو الكتاب الأعلى والأوفي والأكثر تبايناً ووضوحاً ..

والآن لنر ماقيل في القرآن وما قيل في الكتب السابقة عن قصص الأنبياء وسنستهل الحديث عنهم بذكر قصة آدم أبو البشر وأول الخلق

آدم عليه السلام

قال الله تعالى في القرآن الكريم في سورة البقرة”وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين”


وقال أيضاَ في سورة الأعراف ” ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين”

وتكرر ذلك في أكثر من موضع بصيغ مختلفة

حسناً من خلال ذكر القرآن لهذه القصة في أكثر من موقع بأكثر من صيغة خلصنا إلى مايلي..
خلق الله آدم من تراب ونفخ فيه من روحه ثم أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا جميعاً إلا إبليس الذي كان من الجن فرفض السجود حسداً واستكبارا..هذه رواية القرآن


هل ذكرت هذه الرواية في أي من كتب اليهود والنصارى؟ هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟
الإجابة لا. لم تذكر لقد اقتصرت رواية كتب العهد القديم على رواية واهنة وهي أن الحية وسوست لحواء وحواء هي من أغوت آدم ليعصي الله ويأكلا من الشجرة ..

تعالوا لنرى ماكتب في سفر التكوين في

الإصحاح الثالث
(وأما ثمرة الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله : لا تأكلا منه ولا تلمساه لئلا تموتا 4. فقالت الحية للمرأة:”لن تموتا5 بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان

كالله عارفين الخير والشر”6.فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر.فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضا معها فأكل) سفر التكوين الإصحاح 3


وهذه الرواية ذكرت أيضاً في القرآن الكريم ولكن ذكرها الله في القرآن بالرواية الصحيحة الأقرب للعقل والتي لا تتحمل فيها المرأة الخطيئة وحدها .. فقد قال الله تعالى في سورة الأعراف الآية 20 ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴾

وهنا ترى أن الشيطان هو من وسوس لآدم وحواء ليأكلا من الشجرة.
حسناً تعالو لنر في كتب اليهود والنصارى ما كان عقاب الله لآدم وحواء والحية التي وسوست بحد زعمهم


فنجد أن عقاب الله للحية هو أن لعنها وجعلها لا تمشي إلا على بطنها !!

وأن تأكل التراب بقية عمرها ..

وهل علمتم أن الحية الآن تأكل تراباً؟!

هذا أمر عجاب ! وأن يجعل العداء قائماً بين نسل المرأة ونسل الحية


أما عقاب الله لحواء أنها ستعاني من آلام الجمل والولادة وهذا أيضاً كلام عجيب وكلنا يعلم أن سائر المخلوقات تعاني من آلام في الحمل والولادة فهل هذا أيضاً هو عقاب لهم؟!


وعاقبها أيضاً بأنها تشتاق للرجل على الرغم من أن هذا معلوم في الحيوانات أيضاً! .

وبأن الرجل يتسلط ويسود عليها وهذا أيضاً السائد في كل المخلوقات إلا الضباع فقط ولكن دعونا لا نكترث ونكمل تفنيد ما بدأناه

وأما عن عقاب الله لآدم فكان أن الإله عاقب آدم ولعن الأرض بسببه وعاقبه أيضاً بالعناء والمشقة والتعب .


وكل ماسبق من الكلام عن عقاب الله للحية ولحواء ولآدم غير موجود بالمرة في القرآن الكريم


بل قال الله “قَالَ ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِى ٱلْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍۢ” سورة الأعراف الآية24


وماذا عن توبة آدم ؟

كيف ذكرت في القرآن وكيف ذكرت في كتب اليهود والنصاري؟


سنرى قول الله واضحاً جلياً في القرآن الكريم أن الله ألهم آدم التوبة فتاب فقبل الله توبته كما ذكر سبحانه وتعالى في سورة البقرة الآية 37 “فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ “


أما في كتب العهد القديم فسنجد أنه تم ذكر الإله في هذا الموضع بما لا يليق بهيبته وكماله وانظروا إخوتي في سفر التكوين الإصحاح 3


8 وسمعا صوت الرب الإله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة


9 فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت
نوح عليه السلام

في الإصحاح التاسع من سفر التكوين تم ذكر نوح عليه السلام بأنه بعدما غرس الكرم وشرب منه فسكر وظهرت عورته رأى ابنه عورته مما جعل نوح يلعنه ويجعله عبدا

لأخوته لأنه رأى عورة أبيه وأخبر إخوته .. انظروا أيها الأخوة ما قيل عن نوح في الإصحاح التاسع من سفر التكوين


20 وابتدأ نوح يكون فلاحا وغرس كرما


21 وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه


22 فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجا


23 فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء، وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء.

فلم يبصرا عورة أبيهما


24 فلما استيقظ نوح من خمره، علم ما فعل به ابنه الصغير


25 فقال: ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته


26 وقال: مبارك الرب إله سام. وليكن كنعان عبدا لهم


27 ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام، وليكن كنعان عبدا لهم
هذا بالطبع لم يذكر في القرآن وهذا لا يليق بمقام سيدنا نوح عليه السلام وهو من أولى العزم من الرسل وممن حلت عليه عصمة الله وستره فكيف يكون هذا؟!


وانظروا كيف ذكر الله نوحاً في سورة الصافات


{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ* وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ* وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرينَ* سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ* ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخرينَ} (75ـ82)


سلام على نوح في العالمين

موسى وهارون عليهما السلام

إخوتي هل يقول عاقل بأن نبياً لله وأخو نبي من أولو العزم من الرسل أن يغوي قومه؟! مثل هذا وأكثر عجباً سترونه الآن بأعينكم في سفر الخروج 32 وسترون بأن هارون عليه السلام في سفر الخروج صنع لقومه عجلاً وأمر قومه بأنه يجعلوا له عيداً ويقدموا له القرابين


1 وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ، اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا، لأَنَّ هذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ».


2 فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَاتُونِي بِهَا».


3 فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتَوْا بِهَا إِلَى هَارُونَ.


4 فَأَخَذَ ذلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالإِزْمِيلِ، وَصَنَعَهُ عِجْلًا مَسْبُوكًا. فَقَالُوا: «هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».
5 فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحًا أَمَامَهُ، وَنَادَى هَارُونُ وَقَالَ: «غَدًا عِيدٌ لِلرَّبِّ».

في المقابل انظروا لرواية الله في القرآن التي هي عين الصحة وأقرب للعقل والمنطق


قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ سورة طه


حسناً هذه هي الحقيقة بينما كان موسي في لقاء ربه أضل السامري بني إسرائيل وأخرج لهم العجل .

ولكن ماذا عن هارون؟

مافعل هارون وهو النبي وأخو موسى ؟ كيف رضى بضلال قومه. انظروا ماذا قال الله في القرآن الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها


وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي

(94( سورة طه
سلام على موسى وهارون

لوط عليه السلام

إن ماقيل في سفر التكوين الإصحاح التاسع عشر لهو شئ مشين ومقزز ولا يقبل به من عنده الحد الأدني من الفطرة السليمة التى فطر الله الناس عليها .

كيف وقد قيل أن ابنتي نبى الله سقتاه الخمر وجعلتاه يضاجعهما ثم حملتا منه وأنجبتا انظروا إخوتي


31 وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ، وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ.


32 هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا وَنَضْطَجعُ مَعَهُ، فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلًا».


33 فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا.


34 وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ، فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلًا».


35 فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا،


36 فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا.


37 فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ»، وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ.


38 وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي»، وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.

في حين أن القرآن الكريم قال في حق لوط عليه السلام


وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ۗ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74( سورة الأنبياء

وفي الحقيقة أيها الأخوة الكرام لو استعرضنا ماذكر في كتب اليهود والنصارى المقدسة من

صفات مشينة ومخجلة لأنبياء الله فسنحتاج لمجلدات وللأسف المقام هنا يضيق فمنها

ماقيل عن داوود عليه السلام أنه زنى بزوجة أحد جنوده ولما حملت منه دبر مؤامرة لقتل زوجها في الحرب وأيضا أن سليمان عليه

السلام تزوج من مشركات عاصياً لأمر الله سبحانه وتعالى وأنه بني لهم بيوتاً لأصنام

يعبدونها . بل وعبدها معهم. بل قالوا أنه كفر قبل موته ..والأمثلة من ذلك تفوق الحصر ويضيق بها المقام الآن

وفي الختام أيها الأخوة الأعزاء ستجدوا أن القرآن الكريم ليس كما زعموا اقتبس قصص الأنبياء من كتب العهد القديم والجديد .

بل بالعكس تماماً جاء القرآن مدافعاً عن الأنبياء مبرئاً لهم مما نسب إليهم من قذف صريح وبهتان عظيم .


ودمتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التعليقات مغلقة.