لماذا خلق الله الكافر ؟ لماذا لم يخلق اللهُ كل الناس مسلمين ولا يكون هناك حساب؟

لماذا خلق الله الكافر ؟ لماذا لم يخلق اللهُ كل الناس مسلمين ولا يكون هناك حساب أو عذاب قبر ، بجانب أن الله سبحانه وتعالى خلق الكافر ويعلم أنه لن يعبده ، وهذا يتنافي معه ..


السبب الأساسي الذي خلق اللهُ الناسَ من أجله هو العباده قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


“وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون” {الذاريات} 56 وللتفصيل في هذا الامر راجع المنشور الموجود بالتعليقات

ما هي الحكمة من خلق الكافر وهم يستشهدون بقول الله تعالى : “إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِين” {المائده} 117


إذاً الهداية من الله عز وجل ولذلك الكافر كَفَر والمؤمن ءآمن

، ولكن إذا أردت أن تسأل ياملحد يجب أن

تسأل أيضا لماذا يعذب اللهُ العاصي وقد كتب

أن يعصي وإن كان السؤال منطقي فعلا لماذا

يكافيء الله الطائع وقد كتب له الطاعه

ولذلك يجب أن نصل إلى نقطتين الأولى : أن الهداية نوعان .. هداية دلاله _ وهداية معونه ..


هداية دلاله : وهي التي أَرسلَ اللهُ عز وجل من أجلها الرسل والأنبياء وأنزل الكتب ..
قال تعالى : ” إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَـفُورًا “
سورة {الإنسان} 3
وقال تعالى أيضاً : ” وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ ” سورة {فُصِّلَت} 17 .
إذاً هذه هي هداية الدلالة .. أَما هداية المعونه هي التي يقصد بها هذه الآيه : “إِنَّ اللّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين” ولكن الله سبحانه وتعالى قد هدي الناس جميعا .

سنضرب مثال : إذا كنت ذاهب إلى مكان جديد عليك ومجهول بالنسبة إليك ولا تعرفه ، ثم قابلك شخص ما وقال لك سأذهب معك لأرشدك إلى الطريق الصحيح .

. هذه هي هداية المعونه ولكن سؤال .. من المستحق لهذا النوع من الهداية التي يمن بها الله على فئة معينة من الناس ومن صفات هذه الفئه ؟


قال تعالى : ” فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ ” {الليل} 5 : 10


النوع الأول الذي أعطى وقلبه مليء للخير وليس لنفسه ، واتقي أي أنه حريص على كل عمل يعمله أن يكون موافق لرضا الله عز وجل له كل الأسباب المنطقيه والعقليه لقبول الإيمان ويحببه في الخير ويسر له السبل والطرق ويبعده عن الفتن ..


أما النوع الثاني فا وكل المواقف التي واجهها والأشخاص الذين قابلهم والدلالات التي يواجهها تجعله يكفر أكثر ويبعد عن الله عز وجل إذاً هذه هي هداية المعونه . النقطه الثانيه إن كل مولود يولد على الفطره فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه ..


قال رسولنا الكريم ﷺ : ” كل مولود يولد على الفطره فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه “
صدق رسول الله ﷺ .

الله سبحانه وتعالى خلق كل الناس على فطره الإسلام وأعطاهم هداية الدلاله لكي يصل إليهم الدين الحنيف وأرسل الرسل وأنزل الكتب .. فقال تعالى :


” وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً ” {الإسراء} 15
فالمقياس ليس ولادتك مسلم أو غير مسلم ولكن المشكلة في القرار الذي أخذته فكم من مسلم ألحد وكم من ملحد أسلم ليس كون المسلم وُلِدَ مسلماً أنه لم يُحاسَب ..

بل سيحاسب على أفعاله وهناك أفعال ممكن أن تدخله النار

أنت كملحد أو أي ديانه أخرى لماذا تربط نفسك بأحد !!! يجب أن تبحث عن الدين الحق هل لو طلب أحد منك أن تلقى نفسك في النار هل ستفعل ؟!


إذاً لماذا هذا الإستهتار فى مسألة الدين ! الله رزقك العقل لتختار حياتك ولا تُجبر عليها فأنت مخيّر لا مسيّر وإلا ما حاسبك الله على أفعالك ..


قال الله تعالى : ” وَمَا رَبُّكَ بِظَلَامٍ لِلْعَبِيد ” { فصلت } 46
ولكن أنت إما أن تختار الفطره السليمه التي خلقك الله عليها أو تختار أي ديانة أخري أو طريق ءابائك .
قال تعالى :


” أَوْ تَقُولُوا إِنّمَا أَشْرَكَ ءَابَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُـنَّا ذُرِّيَّةً مِن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُون ” {الأعراف} 173
وقال تعالي :
” أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُـنتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِين “
سورة {الزُّخْرُفْ} 5
هل لإنكم ستصبحون كفار وعصاة لن يخلقكم الله ؟
لا ننسي أن هذه الدنيا إمتحان واختبار ..
من نجح في الإمتحان دخل الجنه ومن رَسِبَ دخل النار
قال تعالي : ” وَهَدَيْنَاهُ النّجْدَيْن ” سورة {البلد} 10
قال تعالي : ” إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا “
سورة {الإنسان} 3
الإنسان يعلم الحق والباطل فليختار ماشاء ..
قال تعالى : ” لِمَنْ شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيم ” {التكوير} 28
عَلِمَ اللهُ عز وجل بما سيحدث لك ليس كُرهاً لك إنما علم الله المسبق ..
أنت الذي تقرر الإيمان أو الكفر قال تعالي : ” فَالْيَوْمَ لَا تـُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُون “
سورة {يسٓ} 54
لا يُظلم أحد على الإطلاق ولكن إذا قامت عليك الحُجَّه والأدِلَّه وتماديت في استكبارك فأنت تستحق العذاب ..

ومقتضى وجودك في هذا العالم وجود تكليفي إختباري إذا فشلت في هذا الإختبار قال تعالي : ” فحق وعيد “
سورة { ق } 14


أنت تعلم وجودك في هذا الكون تكليفيي إذا لم تلتزم بما أُمِرتَ به فأنت تستحق عذاب الله ..

هذا هو منتهي العدل فمن ٱتقي وأصلح فله الجنه ومن كفر وعصي فلا يلومَنَّ إلا نفسه .. هذا عدل الله في خلقه فلا يستوي الخبيث والطيب .

التعليقات مغلقة.